دعوة إلى كل سفيه و تساؤلات / إبراهيم مختار ولد عبد الله

خميس, 08/20/2015 - 21:16

هي دعوة إلى غوغائينا الأشقاء، وسفهائنا الأعزاء، نعم هي دعوة لهم، لأن  الأوان قد آن لكي نقولها مدوية ذل قوم  لا سفيه لهم ، فمذو بداية الربيع العربي وحتى ألان  و مِئات المجازر تحصد  من الأرواح البريئة ما لا يعد أو يحصى، والقتلة مستمرون في إزهاق أرواح المزيد، لأنهم  ببساطة

 لم  يواجهوا من قبل من تبقى من الضحايا المحتملين، إلا بسلمية وصبر لا يلين كانت مكافئتهم عليه من قبل (المجتمع الدولي)  أن  غدا قتلهم بالجملة مجرد خبر عادي 
             اليوم وبعد مرور  كل هذا الوقت على آخر مجازر الجزار السور مجزرة السوق الشعبي بدوما والتي استشهد فيها أكثر من 112 شهيد وجرح ما يزيد على 500 شخص قرابة نصفهم من الأطفال،  نتساءل  فيظل صمت دولي رهيب، وفي مجرد التساؤل أحيانا بعض العزاء وكل الإجابات ،
                 نتساءل أي تهديد يمثله  العربي على الآخر فقط حين يفكر مجرد تفكير في أن يكون حرا مثل غيره ؟؟؟ بأي عين ينظر هذا العالم (المتحضر) إلى نتائج  نصف عقد من القتل العلني غير العبثي حتما!!! والموثق بالصوت والصورة، بل أكثر من ذالك الموثق باعترافات القائمين عليه، و المشرفين عَلَى تنفيذه، و الداعمين لهم ؟؟؟  بأي عين ينظر هؤلاء إلى  نتائج كل هذه المناظر من الأشلاء البشرية للشيوخ والشباب للنساء والرجال للأطفال بل وللأجنة  والعجزة و المعاقين ؟؟؟  بأي عقل يفكر هؤلاء،  أولا يعلمون أننا لا نجهل حقيقة أن بعض حكامنا مجرد أدوات لتنفيذ حُكمهم على شعوبنا عموما وعلى هذا الشعب السوري ألأبي الذي  تفاعل مع محيطه واستجاب بعفوية و تلقائية لرياح التغيير، ودعوة التحرر المكبوت داخله الرافضة للواقع المرير، الذي عاشه لعقود،  وذنبه  كل ذنبه كـــما كل العرب انه أعلن وبكل وضوح عن  رغبته وإرادته في اتخاذ زمام أمره وتحمل مسؤولية نفسه ؟؟؟ بأي عقل يفكرون وهم يواجهون بالصمت والتجاهل شعبا جريمته انه لم يعتمد إلا على مسيرات سلمية دامت لشهور وعلى نحو منقطع النظير، رغم  كل ما جوبه  به، مذو أول لحظة  من عنف وتدمير؟؟؟ بأي عقل يفكرون حين يلومون ويوزعون تهم الإرهاب على شعب تخلو عنه وتخلا عنه الجميع  وما كان له أن يتجاهل أو يسال عن ماهية أياد مدة  لأغاثته وهو يغرق، عن أي عصابات يتحدثون لوصف من لم يجد بجعبته غير دمه فاسترخص نصرة للمظلومين.
              لماذا يراد للعربي أن لا يرى وان لا يسمع  وإذا رأى أو سمع ليس له أن  يتحرك ولا أن ينبث ببنت شفة لكي لا يكون إرهابيا، إلى أي منطق يحتكم هؤلاء لماذا يراد للعربي أن يكون مجرد بيدق تلعب  به الأيادي تحقيقا لمآرب غيره،  لماذا لا ترونه سوى آلة استهلاكية، وسوق لغير، لماذا يراد له أن يكون مجرد مفعول به، لا صاحب تصور و رؤيا ذاتية ، ما الذي يزعج الآخر في العربي لكي يرى أن مجرد محاولته  الوقوف سبب أكثر من كاف لمنعه منه، وحتى لو حدث وأن  توفرت له الظروف ووقف يُمنع من التحرك ، ويتفرغ لشانه و تعاد صياغة  وترتيب رُزنامة العمل الدولية  لتغدو كل المخططات الدولية والقرارات الأممية والتحالفات الثنائية  و الإشكالات الإقليمية  والخلافات الفئوية بل والشخصية كلها مجتمعة أو منفردة مجرد عراقيل  توضع أمامه لكي لا ينتهي من إحداها حتى يبدأ في الأخرى  وأثناء محاولته تجاوز أي منها يجهز له  مِئات  غيرها،  لمذا ولماذا  كل هذا القتل والتدمير والعداء وهل  بالفعل مجرد محاولة الوقوف ذنب لمجابهته يحكم عليه  بالإبادة  أوليس  كل هذه الصمود والثبات في مواجهة كل تلك الفظا عات كاف  بدوره ليفهم الجميع ويعلم  انه لا عودة عن قرار التحرر، بأي عقل  يفكرون وماذا يتصورون  ألا يعرفون بأننا بعد تتالي المجازر وبعد مرور نصف عقد على انطلاقة الربيع العربي و تكالبهم عليه  قتلً،وتدميرًا، وتشويهًا، لم يعد بفضلهم  بيننا من  لا يعي أن مواقفهم حيالنا مجرد تبادل أدوار وأن العربي أو المسلم أرضًا وشعباً لا يعدو كونه جائزة ترضية  لرعاة مصالحهم من بني جلدتنا
ما هذا التجاهل لهذا النموذج الثوري الفريد في أدواته ومقدار ثباته وصمود أهله وتداعي مناصريه رغم قلت الحيلة وضعف الحال؟؟؟ لماذا كل هذا الصمت لماذا كل هذا السكوت لماذا كل هذا الجمود أم انه هو، هو، ذاته العربي المسلم الذي ينتمي إلى فصيلة مغايرة من البشر مرضي عنهم فقط  وفقط لوكونا أموات أو خانعين،أذلت مهزومين، مأزومين،
              أي منطق يراد له أن يسود أي كوابح ذاتية أو قيود، يراد لها أن تتحكم بشباب هذه ألأمة، أي طبيعة  أو وسيلة يراد لها أن تمنعهم من الإحساس ومن التحرك و الرفض بالقول اليوم،  وربما  بالفعل غدا وعلى نحو يزلزل ألأرض تحت أقدام الجميع بأي وسيلة يراد لهذا الشعب أن يدافع عن نفسه،  وكيف يراد لدفاعه أن يكون، وماذا يراد لأخيه  المتابع العربي أن يفعل، أو يقول، في مقابل كل هذا الشحن، وإذا قرر أن يقول:  ماذا يراد له غير التحريض أن يقول،  وإذا أراد أن يفعل  ما هو المتاح له من الفعل، غير التفجير العبثي الذي يثبت به أنه موجود قادر على الفعل ولو كان عبثي في عالم يبدو فيه وكأن كل شيئ عبثي 

         وفي الختام نعيد ها دعوة صريحة على ضوء كل ما تقدم من أجوبة أو تساؤلات مشروعة لا يمكن للتفكير فيها أن لا يوحي للمفكر بمثلها  دعوة مشروعة بل و أكثر من مشروعة، فهبوا إذا يا أعز السفهاء لتنقذونا بسفهكم المبارك، وإجرامكم المقدس، من بطش طاغية محمي من كل شياطين الأرض، هبوا فمن يدري  فقد تفلحون في إنقاذ ما تبقي من معالم حياة لأخوة لكم كل ذنبهم أنهم  لم يستمعوا لنصحكم وظلوا متشبثين بما لا يجيدون غيره من  السلمية  والسلام