الجزائر تحاول إنقاذ اتفاق السلام في مالي بعد عودة الاضطرابات إلى شماله

خميس, 08/27/2015 - 09:48

 تسعى الجزائر إلى إنقاذ اتفاق السلام الموقع بين أطراف النزاع في مالي، من خلال شروعها في ربط اتصالات مع ممثلين عن جماعات الطوارق ومسؤولين في الحكومة، بهدف تفادي توتر الوضع أكثر وتأزمه، بما يهدد بنسف اتفاق السلام، الذي لعبت الجزائر فيه دور الوسيط بدعم أممي لمدة قاربت السنة، حتى تمكنت من إقناع كل الأطراف بالتوقيع على اتفاق السلام، لكن الاضطرابات سرعان ما عادت إلى شمال مالي.
قالت مصادر دبلوماسية جزائرية إن اتصالات تم الشروع فيها مع أطراف النزاع في مالي، من أجل نزع فتيل الاضطراب الذي بدأت تشهده المنطقة، بعد عودة المواجهات في شمال مالي، بعد أسابيع قليلة من توقيع كل الأطراف على اتفاق السلام في باماكو، وهو الاتفاق الذي لم يكن سهلا، على اعتبار أن بعض الجماعات رفضت التوقيع في وقت أول، وتطلب الامر الدخول في مفاوضات جديدة لإقناعها بالتوقيع.
وكان وزير الدولة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد استقبل رئيس بعثة الامم المتحدة في مالي منجي الحامدي، داعيا إلى عدم منح الفرصة للقوى التي «تحاول عرقلة مصير اتفاق السلم بمالي، و ضرورة مواصلة العمل والتشاور في إطار لجنة المتابعة لتنفيذ اتفاق السلام.
وقال منجي الحامدي عقب لقائه مع لعمامرة إنه من الضروري تجاوز المشاكل التي وقعت قبل أسابيع في شمال مالي، مشددا على عدم إعطاء فرصة للقوى السلبية، التي تحاول أن تعكر مصير الاتفاق السلمي التاريخي في مالي، الذي تم التوصل اليه بعد مسار شاق ومعقد.
وأوضح أهمية التركيز على مواصلة العمل والتشاور والتنسيق، في إطار لجنة المتابعة للعمل على تنفيذ اتفاق السلم بمالي، مذكرا بالدور الذي لعبته الجزائر، من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق الذي جاء ليضع حدا للازمة التي كانت تعصف بمالي، وتهدد أمنه واستقراره ووحدته، وتهدد استقرار وأمن المنطقة.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق خلال اللقاء الذي جمعه مع الوزير رمطان لعمامرة على مواصلة العمل والمجهودات مع كل الأطراف المعنية، وبمشاركة الوساطة الدولية والجزائر التي لعبت دور المسهّل في مسار السلام.
جدير بالذكر أن المفاوضات التي رعتها الجزائر لمدة قاربت السنة رسميا، بالاضافة إلى فترة طويلة من الاتصالات السرية، أفضت إلى التوقيع على اتفاق سلام بين ستة جماعات أزوادية وبين الحكومة المركزية في باماكو، وهو اتفاق استبعد الحكم الذاتي في شمال مالي، بعد أن كان مطلبا أساسيا بالنسبة لبعض الجماعات الازوادية، مع وعود بتنمية المناطق الشمالية، وإدماج مسلحي الأزواد في الجيش المالي.