عزة الدوري:واشنطن بدأت تدعو إلى الحل السلمى فى سوريا ووصل موقفها إلى حد القبول ببقاء «الأسد» ما سيزيد من معاناة الشعب

خميس, 02/04/2016 - 14:54

كشف عزة إبراهيم الدورى، نائب الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين، عن الكثير من الأسرار فى الجزء الثانى من حواره لـ«الوطن»، إذ أكد أن المصدر الأساسى لتمويل تنظيم داعش هو الغنائم التى يستولى عليها من المناطق التى يحتلها، مشيراً إلى أن كل ما حصل من حرائق فى المنطقة وما سيحصل بالمستقبل هو بسبب احتلال أمريكا للعراق وتدميره والشاهد على ذلك هو ما يحصل حالياً فى العراق وسوريا واليمن ولبنان والخليج العربى.

 

وأضاف أنه رغم اعتراف واشنطن بجريمتها فإنها لا تغير منهجها فى المنطقة إلا إلى الأسوأ يوماً بعد يوم، كما بدأت تدعو إلى الحل السلمى والتفاوض مع النظام السورى وقد وصل موقفها إلى حد القبول ببقاء «الأسد»، ما سيزيد من معاناة الشعب السورى، متابعاً أن المقاومة العراقية الباسلة موجودة بكل عدتها وعددها، وعلى أبناء الأمة العربية أن يعلموا أنها انطلقت فى يومها الأول لتحرر العراق وليس لكى تدخل فى معارك جانبية مع «داعش»، وبعض أعضاء «الحزب الإسلامى» من الإخوان هم من بين الأساسيين الذين دعموا الغزو والاحتلال رسمياً وشاركوا وما زالوا حتى اليوم يشاركون فى العملية السياسية وحكومتها العميلة.

 

«الدورى»: لا أسعى للعودة إلى الحكم.. وهدفنا تحرير العراق.. ولم تقع أى خيانات فى «الجيش العراقى».. وتضحياته فخر لكل العراقيين

ووصف «الدورى» غزو الكويت بأنه خطأ استراتيجى ويتقاطع مع مبادئ حزب البعث وعقيدته، وهو من أحد الأسباب الرئيسية لتدهور العراق، لكنه مخطط إمبريالى استعمارى صهيونى قديم لإسقاط نظام البعث، مضيفاً أن ما نراه اليوم فى أمتنا من خراب ودمار وتمزق وحروب طائفية وعرقية واجتياح استعمارى بغيض لعدد من أقطار الأمة، وما نراه من انكفاء وتقوقع لبعض أقطار الأمة على نفسها هو إحدى نتائج ما سمى بـ«الربيع العربى».

 

■ من يمول «داعش» وفى رأيك إلى أى شىء يخطط هذا التنظيم؟

 

- أهم مصدر لتمويله هو ما يغنمه من الدول التى يوجد فيها، خاصة سوريا والعراق، ويموله كل من يجد له مصلحة فى وجوده ولا علم لى بما يخطط.

 

«العبادى» منح ملايين الإيرانيين «الجنسية» ووطنهم فى «ديالى» و«بغداد» لتفتيت الهوية

■ هل لديك حقائق يمكن أن تكشفها لنا عن الدور الأمريكى لإشعال المنطقة منذ الغزو الأمريكى للعراق؟

 

- أقول من حيث المبدأ إن كل ما حدث من حرائق فى المنطقة وما سيحدث بالمستقبل هو بسبب احتلال العراق وتدميره والشاهد على ذلك هو ما يحصل اليوم فى العراق وسوريا واليمن ولبنان وفى الخليج العربى، والشاهد الثانى هو اعترافات واعتذارات وتأسفات قادة أمريكيين وبريطانيين بجريمتهم فى احتلال العراق، فأمريكا ومعها بريطانيا هما من تتحملان مسئولية إشعال المنطقة، وللأسف لا تزال أمريكا إلى الآن مصرة على فعلها العدوانى على العراق ورغم اعترافها لم تغير منهجها فى المنطقة إلا إلى الأسوأ يوماً بعد يوم وإن هذا الإصرار سيضر كثيراً بالمصالح الأمريكية مستقبلاً فى العراق والوطن العربى وفى عموم المنطقة، وأملنا أن تتراجع أمريكا وتغير سياستها وتصلح ما أفسدته عبر ما يقرب من ثلاثة عشر عاماً على الغزو والاحتلال وهكذا أمريكا الآن للأسف تفعل الشىء نفسه مع الشعب السورى!! كلنا نعلم كيف كانت أمريكا مندفعة ومتشددة ضد النظام العنصرى الديكتاتورى القمعى فى سوريا التابع لإيران وكيف كانت تدعو وتعمل على إسقاطه وفجأة عندما وصلت المقاومة السورية الوطنية إلى محيط القصر الجمهورى غيرت موقفها وفتحت الباب لدخول «داعش» إلى سوريا وتبنت موقفاً مغايراً ويتناقض مع الموقف الأول، كما بدأت تدعو إلى الحل السلمى والتفاوض مع النظام وقد وصل موقف أمريكا إلى حد القبول ببقاء «الأسد»، مما سيزيد من معاناة الشعب السورى ومن تضحياته وفى تدمير سوريا كدولة وكشعب وتفتيتها وتغيير الهوية العربية للشعب السورى، وهذه هى كانت لعبة الغزاة أعداء الأمة منذ القدم؛ دعم الأضعف لكى لا يسقط ومنع الدعم عن الأقوى لكيلا ينتصر لكى يستمر القتل والهدم والحرق والتشريد لشعوب المنطقة وغلق باب التطلع إلى حريتها واستقلالها.

 

■ اذاً أنت ترى أن غزو العراق أدى لإشعال المنطقة؟

 

- نعم فهكذا تدار الأزمات فى المنطقة التى أشعلها غزو العراق واحتلاله وتدميره، وهكذا أمريكا تفعل فى العراق فقد استمسكت بـ«المالكى» الطائفى الدموى، وفرضته بالقوة على كل عناوين العملية السياسية، لأنها رأت فيه خير من يواصل تنفيذ خطة تدمير العراق شعباً ودولةً ومجتمعاً بسبب تطرفه الطائفى البغيض وتخلفه الفكرى والسياسى وفساده المعروف، وعندما استنزفته وأصبح ضرره أكثر من نفعه عزلته ونصبت حيدر العبادى، الأسوأ منه والأقدر على التخريب والتدمير، فازدادت الأوضاع سوءاً وفساداً وتدهوراً فى زمنه. ورغم ذلك فإن أمريكا متمسكة بـ«العبادى» وتدعمه بقوة وترفض تبديله كى يواصل مسيرة «المالكى» فى تفتيت العراق وسلب هويته العربية بجلب ملايين الإيرانيين ومنحهم الجنسية العراقية، كما حصل مؤخراً بإدخال أكثر من نصف مليون إيرانى وأفغانى وباكستانى ومن جنسيات أخرى تحت غطاء زيارة الأماكن المقدسة، ولكنهم أرسلوا فوراً إلى معسكرات تدريب لإعدادهم للتوطين فى قرى ومدن العراق الذين هجروا أهلها، خاصة فى «ديالى» ومحيط «بغداد».

 

■ أين المقاومة العراقية منذ أن دخل «داعش» الموصل والأنبار وصلاح الدين، المقاومة تكاد تكون غير موجودة هل هناك أسلوب أو تكتيك تتبعه فى هذه المرحلة؟

 

- المقاومة العراقية الباسلة موجودة بكل عدتها وعددها محفوظة بحفظ الله ورعايته وعنايته وعلى أبناء الأمة العربية أن يعلموا أن المقاومة العراقية الباسلة انطلقت فى يومها الأول لتحرر العراق وليس لكى تدخل فى معارك جانبية مع «داعش» وغيره، حتى لا تستنزف إمكاناتها الذاتية كما خطط لها الأعداء. هكذا أُريد للمقاومة العراقية يوم دخل «داعش» إلى العراق أرادوا أن تدخل المقاومة فى معارك طاحنة مع «الدولة الإسلامية» لكى يسهل قتلها بعد ذلك وإنهاؤها، هكذا أرادت إيران وحكومتها العميلة، وهكذا أرادت إيران وكل أعداء المقاومة، فأحبطنا هذا المخطط الخبيث وتجنبنا الاصطدام مع «الدولة الإسلامية» لكى نحتفظ بكامل عدتنا وعددنا لساعة الصفر المقبلة بإذن الله لتحرير العراق من المشروع الإيرانى الفارسى الصفوى.

 

■ ماذا كان موقف الإخوان من الاحتلال الأمريكى للعراق، خاصة أننا نعلم أنهم شاركوا بحكومة الاحتلال؟

 

- «الحزب الإسلامى» جزء من الإخوان المسلمين فى العراق وليس كل الإخوان المسلمين، فـ«الحزب الإسلامى» هو من بين الأساسيين ممن دعموا الغزو والاحتلال رسمياً وشاركوا وما زالوا حتى اليوم يشاركون فى العملية السياسية وحكومتها العميلة. ولكن جزءاً من حركة الإخوان المسلمين رفضت منهج الخيانة والعمالة وانحازت إلى صفوف المقاومة وقاومت الاحتلال حتى خروج الجيوش الغازية من العراق.

 

■ هل ترون أنكم أخطأتم بغزوكم الكويت الذى يراه محللون أنه السبب الرئيسى أو البداية لتدهور العراق؟ وهل يمكنكم الاعتذار؟

 

- نعم لقد اعترفنا بخطئنا فى غزو الكويت ووصفنا دخولنا الكويت بأنه خطأ استراتيجى ومبدئى، لأنه أصلاً يتقاطع مع مبادئ «البعث» وعقيدته واستراتيجيته، وهو من أحد الأسباب الرئيسية لتدهور العراق. ولكن يجب أن يعلم الجميع أن أصل مشكلة العراق ودولته ونظامه الوطنى بما فيها موضوع الكويت هو وجود مخطط إمبريالى استعمارى صهيونى قديم لإسقاط نظام البعث الوطنى القومى التحررى وتدمير العراق الناهض الذى تجاوز الخطوط الحمراء التى وضعتها أمريكا والغرب لدول أمتنا العربية ودول المنطقة. لقد وضعوا هذا المخطط منذ اليوم الأول لثورة 17-30 تموز المجيدة وضعوه يوم نظفنا وطهرنا العراق من الجواسيس والخونة والعملاء، وضعوه موضع التطبيق يوم أممنا النفط ووضعنا عائداته فى خدمة التنمية الحضارية، وضعوا هذا المخطط يوم قامت الثورة الزراعية وازدهر الريف وحقق العراق الاكتفاء الذاتى من الإنتاج وحقق الأمن الغذائى الذى سيهدد العالم يوماً بالفناء، وضع هذا المخطط يوم انطلقت التنمية الانفجارية التى وضعت العراق على رأس الدول النامية والمتقدمة فى بلدان العالم الثالث، وضعوا هذا المخطط يوم أرعبهم جيش العلماء والخبراء والباحثين والمبدعين، وضعوه موضع التطبيق الفعلى يوم أخافهم وأرعبهم جيش العراق الوطنى وصولاته وانتصاراته فى القادسية الثانية وفى كل معارك الأمة مع أعدائها.

 

أملنا كبير فى حكمة الرئيس السيسى أن يعبر التقاطعات الكثيرة التى تمر بها مصر.. وكنا نأمل أن تأتى الثورة المصرية بفصيل غير الإخوان

■ لماذا انهار الجيش العراقى بهذه السهولة فى 2003؟ هل حدثت خيانة؟

 

- كلا لم تحدث أى خيانة من فضل الله وحاشا لله أن تحدث لجيش العراق العظيم، إن موقف الجيش وأداءه وتضحياته فى تصديه للغزو يمثل مفخرة لـ«البعث» والعراق العظيم وشعبه المجيد. الذى حصل هو اختلال كبير وهائل فى موازين القوى، وأنت تعلم أن الذى حاربنا وغزا بلدنا هو أمريكا، القطب الأوحد والأقوى فى العالم والأكثر تقدماً علمياً وتكنولوجياً وتقنياً وحضارياً والأغنى فى العالم، ومعها دول عظمى مثل بريطانيا وأكثر من ثلاثين دولة أخرى. فتغلبت القوى الظالمة الغاشمة الشوفينية على العدالة الإنسانية، وإننا لنفتخر ونزهو بصمود جيشنا واستبساله فى تلك الأيام السوداء، نفتخر ونزهو بكل معاركه التى خاضها ضد قوات الغزو والعدوان وعلى رأس تلك المعارك معركة المطار الدولى المشهورة التى سجلها التاريخ لجيشنا بأحرف من ذهب.

 

■ كيف نظرتم إلى ما عُرف بـ«ثورات الربيع العربى»؟

 

- إن ما نراه اليوم فى أمتنا من خراب ودمار وتمزق وحروب طائفية وعرقية واجتياح استعمارى بغيض لعدد من أقطار الأمة وما نراه من انكفاء وتقوقع لبعض أقطار الأمة على نفسها هو إحدى نتائج ما سمى بـ(الربيع العربى). أقول فيما سُمى بالربيع العربى كما قلت فيه فى أيامه الأولى هو أن هناك أنظمة فى أمتنا فاسدة ومتخلفة وقمعية جوعت جماهيرها وأعرتهم وهمشتهم وقهرتهم وظلمتهم واستعبدتهم فثاروا عليها أو انتفضوا عليها فاحتوت انتفاضاتهم للأسف القوى الاستعمارية لغياب القيادات الوطنية الثورية الواعية لتلك الانتفاضات وحرفتها عن مسارها وقادتها باتجاه تحقيق أهدافها العدوانية على الأمة فى مزيد من التخريب والتدمير والتقسيم والتفتيت والتخلف والتأخر. فانظروا ماذا فعل الربيع العربى فى ليبيا؟ تمزق فى لحمة الشعب الليبى طائفياً وعرقياً وإقليمياً ومدنياً وقبلياً وحدثت حروب طاحنة دمرت كل شىء بناه الشعب الليبى على مدى أكثر من أربعين عاماً ولا أحد يعرف متى تنتهى محنة الشعب الليبى ولا إلى أى اتجاه ستنتهى. وانظر ماذا فعل الربيع العربى فى سوريا؟ لقد دمرت تدميراً شاملاً ولم يبق فيها حجر على حجر. وانظر إلى اليمن يتعرض اليوم للتدمير ويتعرض إلى نزيف بشرى ومالى هائلين نتيجة التدخل الإيرانى الفارسى الصفوى بموافقة وبمباركة الغرب الاستعمارى.

 

أمريكا فتحت الباب لتوغل «داعش» فى سوريا بعدما اقتربت المعارضة الوطنية من محيط القصر الرئاسى.. والمقاومة العراقية انطلقت لتحرير العراق.. ولن ندخل فى معارك جانبية مع «داعش» وغيره ليتم استنزافها

ثم ما تعرضت له البحرين من تهديد خطير من إيران وبرضا أمريكا وبمباركتها، وما يتعرض له الكويت وشرق المملكة العربية السعودية. وانظر إلى ما تعانيه مصر العروبة من ظروف استثنائية وغير مسبوقة مثل الإرهاب الداخلى الواسع فى سيناء وفى بعض المناطق الأخرى وطوق الحصار الذى يضربه الشرق والغرب على مصر وانخفاض مستوى السياحة. وانظر إلى لبنان كيف تتحكم إيران بمساره من خلال «حزب الله»، هكذا شأن القوى الاستعمارية المعادية للأمة تستثمر كل حالة سلبية فى أقطاره.

 

■ كيف قرأتم صعود تنظيمات الإسلام السياسى إلى الحكم عقب ما عُرف بـ«ثورات الربيع العربى»، خاصة جماعة الإخوان التى حكمت مصر؟

 

- تنظيم الإخوان فى مصر وفى العالم العربى والإسلامى موجود ولا يستهان به وبعد ثورة 25 يناير الجماهيرية العفوية ضد نظام مبارك الفاسد حصل فراغ هائل استغله الإخوان فملأوه وهيمنوا على الشارع ولم يقف أمامهم أحد جماهيرياً من الأحزاب التى كانت قبل الثورة سواء من المعارضين لنظام حسنى مبارك أو المؤيدين له والعاملين فى ظله وعندما حصلت الانتخابات كان المقابل للإخوان ولـ«مرسى» أحد رجال النظام السابق، التى قامت الثورة، ضده فانحازت الجماهير الثائرة والحانقة والمتضررة من النظام السابق إلى الإخوان المسلمين وإلى محمد مرسى خوفاً من عودة نظام حسنى مبارك من الشباك بعد خروجه من الباب أو بعد أن أخرجته ثورة الجماهير من الباب. وفاز «مرسى» بالنسبة التى فاز بها وكنا نتمنى من كل قلوبنا نحن المناضلين العرب وفى العراق بشكل خاص أن تمضى ثورة مصر إلى الأمام بقوة وأن تحقق أهدافها الوطنية والقومية، ولكن للأسف تعثرت الثورة وازدادت التقاطعات بين الكثير من القوى فى المجتمع المصرى مع حركة الإخوان وحكمهم حتى وصل الأمر إلى طريق مسدود ووضعت مصر على حافة الهاوية من الانقسام والفوضى فتدخل الجيش بثورة رديفة فى 30 يونيو أسقط بموجبها حكم الإخوان. ونحن نؤمن أن الجيش فى الأمة وفى الوطن هو الحارس الأمين للأمة والوطن والشعب من أى تهديد خارجياً كان أو داخلياً وكان أملنا أن تأتى الثورة الرديف بمنهج بديل لمنهج الإخوان يجمع ولا يفرق ويوحد جهد الشعب فى بوتقة الوطن ومصالحه الأساسية لتحقيق أهداف الثورة فى التحرر والتقدم والتطور، كان أملنا ومن منطلق الحرص الشديد على مصر العروبة ألا يصل التقاطع مع الإخوان إلى ما وصل إليه للأسف، وأملنا كبير فى حكمة القائد «السيسى» ووعيه وإخلاصه لمصر وللأمة، وأملنا كبير بقيادة الإخوان أن تنظر إلى هذا الموضوع بحكمة ووعى عالٍ للمخاطر التى تهدد مصر.

 

■ بخبرتك العسكرية والسياسية الكبيرة كيف تقرأ حادث الطائرة الروسية التى تحطمت فى مصر؟ ومن يكون مسئولاً عن ذلك؟ وهل ترى أنها محاولة لوضع مصر تحت طائلة التدخل الدولى؟

 

- نعم أنا مؤمن إيماناً مطلقاً من حيث المبدأ ومن حيث مجريات الأمور أن إسقاط الطائرة جاء ضمن مخطط إمبريالى صهيونى استعمارى لتطويق مصر الثائرة المنتفضة على الماضى السيئ لحكم مبارك ومحاصرتها وإشعال الحرائق الداخلية فيها، وأقول: قد حصلت هذه المؤامرة رداً على ثورة الشعب فى الخامس والعشرين من يناير ثم الثلاثين من يونيو ضد النظام المتخلف الفاسد العميل الذى أنهك مصر وأبعدها عن دورها الوطنى والقومى.

 

اعترفنا بأن غزو الكويت خطأ استراتيجى ويتقاطع مع مبادئ «البعث» وعقيدته.. وهو أحد الأسباب الرئيسية لتدهور العراق.. ووجود مخطط إمبريالى استعمارى صهيونى يسعى لإسقاط النظام العراقى

■ ما رؤيتكم لمستقبل العراق؟ وهل تسعون للعودة للحكم مرة ثانية، وهل سنرى عودة للحزب الواحد أو الحزب القائد أم أن المتغيرات الدولية فى المنطقة ستجعلكم تضعون هذه المفردات خلف ظهوركم؟

 

- نعم لقد أكدنا فى استراتيجيتنا بعيدة المدى وفى برنامج التحرير والاستقلال على أن النظام الأمثل للعراق وكل أقطار الأمة هو نظام التعددية السياسية والحزبية ورفض الديكتاتورية والانفراد بالحكم وضمان حرية الشعب للتعبير عن إرادته واختياراته وضمان عيشه الكريم وحريته وتحرره واستقلال وطنه ونحن لا نسعى للعودة إلى الحكم وليس غايتنا ولا هدفنا الحكم وإنما هدفنا تحرير العراق ونحن بالأساس ووفق عقيدتنا ومبادئنا لا نؤمن بحكم الحزب الواحد ولو أنك تقرأ عقيدة الحزب ومبادئه ودستوره ثم تعود إلى تاريخ الحزب وعلى المستويين العراقى والقومى كان من أهم أهدافه ومن أهم دعواته هو دعوته الدائمة لتوحيد قوى الشعب والأمة فى تحالفات أو فى جبهات عريضة لقيادة المسيرة. وقد أقام «البعث» عدة جبهات وطنية وقومية فى العراق ولكن ظروف المواجهة الحامية والدائمة مع أعداء الأمة لم تدع للحزب أى فرصة لإقامة نظام تعددى حقيقى يجرى فيه تداول السلطة عبر انتخابات حرة يختار فيها الشعب قيادته وحكومته وممثليه، أما شعار الحزب القائد الذى نؤمن به فهو ينطبق على كل الأحزاب السياسية الوطنية والقومية، حيث إن الحزب الناجح يجب أن يكون قائداً من موقعه وتأثيره ومن موقع عطائه وأدائه فى الحياة السياسية. أما موضوع الحزب الواحد فـ«البعث» لا يؤمن به بل يحرمه فى أصل عقيدته واستراتيجيته واتهام «البعث» به يقع ضمن حملة اجتثاث «البعث» وشيطنته.