أنباء أطلس تواكب احتفال السفارة الإيرانية في نواكشوط بذكرى انتصار الثورة الإسلامية

خميس, 02/11/2016 - 23:57

احتفلت السفارة الإيرانية بموريتانية الليلة بالذكرى السابعة والثلاثين لاحتفال الثورة الإسلامية في إيران وذلك بحضور جمهور عريض من المثقفين الموريتانيين وقادة الرأي والكتاب ورؤساء الأحزاب السياسية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في موريتانيا

 

وقد أشرف على هذه التظاهرة القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية بنواكشوط سعادة السيد عين الله سوري  الذي أكد خلال كلمة القاها بالمناسبة أن هذه الذكرى هي الذكرى السنوية لتوحيد إيران وطننا وشعبا مضيفا أنها ارتبطت بأسمى المعاني المتمثلة في إعلاء كلمة الله وتوحيد صفوف المسلمين

وأشار القائم بالأعمال الى أن هذه الأيام لاتنسى في تاريخ الأمة الصانعة للتاريخ حسب تعبيره

 

وأضاف أنه قبل 37 سنة من الآن انتصرت بقيادة الإمام  الخميني  وتم إسقاط النظام الجائر المستبد

 

وأكد القائم بالأعمال أن الثورة الإسلامية هي رهان 70 عاما  من التحدي المتواصل لطلب الحرية والذي بفضلها خرجت بفضله خرجت إيران من دائرة الإستبداد والتبعية للخارج

 

المشاركون في الحفل من شخصيات وطنية أكدوا على أن الثورة الاسلامية في ايران قدمت الكثير   للعرب والمسلمين تمثل ذلك في دعمها لقضية المسلمين الأولى  ألا وهي القضية  الفلسطنية وقال محفوظ ولد اعزيزي رئيس الحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي أن  الثورة الإسلامية عندما جاءت طردت سفارة الكيان الصهيوني وأحلت محلها سفارة فلسطين

 

الجالية الفلسطينية  بنواكشوط  كانت حاضرة هي الأخرى في الإحتفال وقال ابراهيم ابو سرية كاتب صحفي فلسطين إن الثورة الإيرانية قدمت الدعم  لجميع الشعوب المسلمة المستضعفة في العالم وخاصة الشعب الفلسطين

 

بدورها الجهات الرسمية الرسمية في موريتانيا عبرت عن ارتياحها لمستوى العلاقات الثنائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونفت وجود اي عوائق امام تطوير هذه العلاقات رغم تعقيدات الوضع السياسي في المنطقة.

"وقد وجه الرئيس الموريتاني بالمناسبة رسالة الى الرئيس الإيراني جاء  فيها

 صاحب الفخامة والاخ العزيز، 

بمناسبة احتفال الجمهورية الاسلامية الايرانية الشقيقة بعيدها الوطني، يسرني ان اعبر عن احر التهاني وأطيب التمنيات بموفور الصحة والعافية لفخامتكم وبالمزيد من التقدم والرخاء للشعب الايراني الشقيق.

كما اجدد لكم حرصنا على مواصلة العمل من اجل تعزيز علاقات التعاون القائمة بين بلدينا بما يخدم المصالح المشتركة لشعبيناالشقيقين.

وتفضلوا صاحب الفخامة والاخ العزيز بقبول اسمى آيات التقدير.

اخوكم محمد ولد عبد العزيز". 

 

اضواء على الثورة الإيرانية

الثورة الإسلامية في إيران هي ثورة نشبت سنة 1979 وحولت إيران من نظام ملكي، تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي، لتصبح جمهورية إسلامية عن طريق الاستفتاء. آية الله أو الإمام، كما هو معروف في إيران، روح الله الخميني يعد مؤسس "الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وحاول العمل على مد الثورة أو ما سُمي تصدير الثورة إلى المناطق المجاورة

 

القضية الفلسطينية في المعادلة الإيرانية

 

قد يصح القول بأن لا علاقة واحدة تجمع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقضية الفلسطينية, بل هناك علاقات عدّة تخضع لحيثيات القضية نفسها الموزعة بين فصائل وسلطة واحتلال ودول اعتدال ومحاور مقاومة وغيرها, فضلاً عن تحديات المصالح الوطنية والخطوط الحمر للأمن القومي. في الواقع يبدو أن ما يجمع إيران بالفلسطينيين وقضيتهم هو عبارة عن علاقات وخطوط اتصال كثيرة تتقاطع أحيانًا عند نقطة اشتراك واضحة تتمثل بالإجماع على العدو التاريخي والمشترك متمثلاً بإسرائيل. لكن هذه الخطوط قد تتفرع وتختلف عند نقاط أخرى تطغى عليها لغة المصالح, وأحيانًا تتصادم فيما بينها، كما جرى مع حركة حماس على خلفية الأزمة في سوريا. من هنا فإن العلاقة بين إيران وفسيفساء القضية الفلسطينية تتوزع على رؤيتين تشكّلان معًا صلب وجوهر السياسات الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية، وهاتان الرؤيتان هما:

 

1- ثوابت الثورة

من هذه الزاوية تبدو القضية الفلسطينية محكومة في علاقتها مع إيران برؤية طوباوية حالمة من خلال تقليل الثورة الإسلامية لأهمية المتناقضات التي تحكم القضية الفلسطينية, فضلاً عن الاستهانة بالخلافات والإغراق في التفاؤل بشأن القدرة على تدوير الزوايا الحادة مهما كانت الظروف, لكن وبالمجمل فإن الثورة الإسلامية وثوابتها تتعامل مع فلسطين وقضيتها وفق ثلاثة محددات أساسية:

 

تنظر إيران الثورة للقضية الفلسطينية كإحدى أهم القضايا العادلة في العالم, وتتعامل معها باعتبارها أهم قضايا العرب والمسلمين بالمعنى الإستراتيجي, وعليه فإن ثوابت الثورة الإسلامية تبدو متشددة حين تحرّم إخضاع التعامل مع فلسطين للاعتبارات السياسية أو المصلحية.

 

لا يوجد أدنى شك لدى إيران الثورة الإسلامية ونظامها القائم على نظرية ولاية الفقيه وحكم رجال الدين والمرجعية الدينية بأن القضية الفلسطينية شكّلت في الماضي وتشكل اليوم مصدرًا مهمًا جدًا من مصادر مشروعية الثورة الإسلامية وشرعية النظام الحاكم.

ثوابت الثورة الإسلامية صكّت معادلة فيما يخص القضية الفلسطينية تقول: إن القضية الفلسطينية ستبقى قضية الأمة ما دامت إسرائيل قائمة كدولة, وإن حلّ القضية الفلسطينية يكمن بحذف إسرائيل من خارطة الشرق الأوسط وإن ذلك لن يتحقق إلا عبر دعم الفلسطيني بالمال والسلاح باعتباره واجبًا إسلاميًا مقدسًا. 

 

ولمتابعة خطاب القائم بالأعمال في السفارة الايرانية اضغط هنا