القاعدة وحلفاؤها.. استراتيجية جديدة في إفريقيا

سبت, 03/19/2016 - 14:32

أصبح تنظيم القاعدة يركز على احتجاز الرهائن للحصول على الفدية وضرب أهداف عسكرية في القارة الإفريقية، بجانب إرسال الخلايا الإرهابية التي تتكون من مجموعات صغيرة من المسلحين المدربين لمهاجمة الفنادق والمنتجعات.

وفي هذا السياق قالت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية إن هذا التحول في استراتيجية تنظيم القاعدة بإفريقيا يمثل محاولة منه لجذب الانتباه، بعد أن تحولت أنظار العالم إلى داعش.

وأضافت الصحيفة أن الهجوم الأخير الذي نفذه تنظيم القاعدة في ساحل العاج الأسبوع الماضي ما هو إلا تذكير بأنهم قوة خطيرة لا يستهان بها، وأنها تملك القدرة على زعزعة استقرار البلاد والتركيز على الأهداف السهلة شديدة الأهمية، لافتة إلى أن هذه الاستراتيجية تم استعمالها لبعض الوقت في الجانب الشرقي من القارة، حيث أطلق تنظيم القاعدة حركة الشباب التابعة له في الصومال؛ مما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين في الصومال وكينيا.

وعقب هذه الهجمات، تحول نظر تنظيم القاعدة نحو غرب إفريقيا في أواخر العام الماضي، حيث قتل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة “المرابطون” 22 شخصًا في أحد الفنادق الفخمة في عاصمة مالي، ونحو 30 آخرين في هجوم ضد فندق بعاصمة بوركينا فاسو.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن ساحل العاج التي حدث فيها الهجوم الأخير تُعتبَر أبرز حليف للغرب في المنطقة، خاصة فرنسا التي أرسلت قوات إلى مالي عام 2013 الماضي؛ لمحاربة الجماعات الإرهابية واستعادة مساحات واسعة من الأراضي التي سيطرت عليها في سلسلة من الهجمات على أهداف عسكرية هناك.

وأكدت “لوس أنجلوس” أن توجه تنظيم القاعدة نحو غرب إفريقيا هدفه الحصول على دعاية، وإرسال رسالة، مفادها أنه يمكن أن يفعل هذه الهجمات بكل سهولة. وهذه الدعاية تساعد الجماعات الإرهابية في جمع الأموال وتجنيد أعضاء جدد.

واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بأن إفريقيا تمثل الآن أكبر فرصة لتنظيم القاعدة خلال الوقت الراهن؛ لكي تُعيد نفوذها الذي استحوذ عليه تنظيم داعش مؤخرًا، حيث تعود جذور تنظيم القاعدة بإفريقيا لتسعينيات القرن الماضي، عندما تشكل في الجزء الغربي من القارة ببلاد المغرب الإسلامي، وبدأ في جمع المال عن طريق اختطاف الغربيين وتهريب المخدرات والأسلحة.