حدث معي في أفريقيا السمراء

اثنين, 03/21/2016 - 09:34

منذ نصف عقد وأنا أبحر وارحل كما كان آباؤنا يرحلون مررت بعدة دول منها ما هو مرور كرام ومنها ما هو مرور الثقلاء، إن جاز هذا الوصف! في أفريقيا السمراء تجد العجب، وعجب أن تعيش واقعا الآية الكريمة (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ).

في جنوب أفريقيا أمر الإسلام بيد الهنود والباكستانيين ومساجدهم فنادق ما شاء الله،في الكونغو ابرازفيل لا صوت للإسلام يرفعه غير أهل مالي حتى أنهم يذكروك بالزمن الجميل، هم قصائد تمشي على الأرض، لم تجد بعد من يحسن صياغة الشعر، فالرجل منهم الثري يتبرع بماله وليس ذاك فحسب، بل يمر عليك وقومه السلام عليكم محمد – وهو اسم ينادون به كل موريتاني – نحن ذاهبون لبناء مسجد بأيديهم، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.

في آنغولا هناك حضور للرجل الشنقيطي، يشارك في بناء وتعمير المساجد وعمل الخير بكل أصنافه ولكن أيضا حضور أكبر لغيينا ومالي ومسلمي زائير الكونغو الديمقراطية..

من المشاهد التي تبقى ولا تنسى أحدهم -كافر- مر علي ذات يوم بقرب ولد صغير يدرس القرآن على أحد أهل غرب أفريقيا قال له يا ولدي واصل قراءتك لن تجد مدرسة أفضل من هذه، قالها ربما لأن جل الساكنة ولله الحمد تقول بأننا لا نسرق!

صورة تخلفها وتخلقها بأخلاقك فعندما تسقط محفظة فيها دولارا ربما بجانبك أو هاتفا ذكيا ويرجع صاحبه ليجد محفظته أو هاتفه بالصورة التي ترك هذا كفيل بخلق هذه الصورة.

في آنغولا وهي بلد كافر حسب الحكومة والمنظمات الدولية لا علم لي بعاصمة إقليم فيها أقل من مسجد أو مصلى هذا بالإضافة إلى العاصمة التي فيها مساجد كثر.

يصلي معك الضابط والطبيب والعامل اليدوي… وهناك فضل للشناقطة في ذلك، فلا يستمر أي عامل مع موريتاني سنوات إلا وأعجب بدينه وأمانته وتفانيه في العمل وذهب معه إلى المسجد ودخل معه أحيانا بعض أهله.

في إحدى الأقاليم الجنوبية المهمة في الدولة هناك عسكري قوي، وقبل سنوات أقام مسجدا تصلى فيها الجمعة إلى اليوم، ينتشر الإسلام بصورة ترضي أهله بفعل الصورة الجميلة عن المسلم عكس ما تروج له وسائل إعلام الشمال ساعد في ذلك ثورية جل السكان والمثقف الآنغولي الذي يقترب أحيانا من وصف آميركا بالشيطان الأكبر.

من الصور التي نقل لي الأفاضل، دخول أسرة بأكملها الإسلام على يد زوجة أحد رجال الأعمال الموريتانيين وأشهرهم، تبرع نفس الرجل أحيانا بما يفوق 100 ألف دولار لمسجد واحد، تبرع رجال أعمال أخر بمبالغ مشابهة صور تثلج صدور المسلمين أزفها إليكم وربما أعود للموضوع ثانية إن سمح الوقت.

عُمارُ ولد ذو النورين