لا شك أن بلادنا في هذه الأيام يعيش احتقانا كبيرا بين الموالاة والمعارضة بسبب التعارض بين قوانين الدستور التي لا يجوز المساس بها وبين الأمن والاستقرار الذي يجب المحافظة عليه في وضع عالمي متأزم وخاصة في المنطقة حولنا وفي رأيي القاصر ارى أنه ينبغي ترجيح خيار الاستقرار والأمن على خيار الدستور والتمديد للفخامة الرئيس محمد ول عبد العزيز لفترة ثالثة وذلك للأسباب التالية:
ما حققه من إنجازات على المستوى المحلي سواء ما يتعلق بالبنية التحتية في البلد وهناك تحسن كبير في الشوار والنظافة العامة وأنا بصفتي أن من الخراج واذهب إلى البلد بين الحين والآخر أرى ذلك واضحا جليا.
ما حققه من محاولة لترسيخ القيم الدينية والسعي في ذلك من إنشاء القنوات والإذاعات واهتمام بالأئمة والمساجد ووضع روتب لهم من الدولة.
محاولته للمحافظة على الاقتصاد المحلي ورقابته على أموال الدولة ومراقبة حركتها ووجوه صرفها وإن كان الأمر يحتاج إلى مجهود أكبر.
تنظيم الحالة المدنية الذي كان له دور كبير في تنظيم الوثائق في الدولة وما زالت إجراءاته تحت التجديد والتنفيذ حتى تضم إليه الملكيات والرخص وغيرها ...
ليست لدى رئيس الجمهورية قيم تخالف قيم المجتمع الموريتاني وأيديولوجيته المحلية.
استطاع خلال فترته رغم العواصف والهجمات أن يحفظ للبلد أمنه وتماسكه على وجه العموم .
مساحة الحرية التي فسحها لكل التيارات إسلامية وغيرها رغم الضغوط الخارجية إلا أن هناك نسبة كبيرة من احترام المثقفين والمتدينين في البلد.
فشل الدول في الديمقراطية وتطبيقها من حولنا حيث إن بلدنا مازال الوعي بالديمقراطية ضعيفا ، وحتى الدول التي تدعيها الواقع يبين بعدها عنها لما أثارته من الحروب وسفك الماء خارج أوطانها.
الحرية الإعلامية التي ينعم بها بلدنا حتى وإن كانت هناك بعض التجاوزات فكل دول العالم الديمقراطية قد تقوم بذلك أحيانا بسبب بعض الظروف الخاصة.
10-الأحداث العالمية من حولنا ووضع الاقتصاد العالمي والأمن كما نرى ذلك يوميا على شاشات الإعلام.
لكن ...
أرى أن على فخامة الرئيس أن يراعي بعض النقاط الجوهرية التي تزيد من نهضة بلدنا وتقدمه نحو الأفضل ومنها:
الاستعانة بخبراء دوليين في مجال الاقتصاد ليقوموا بدراسة موارد البلد ويتعرفوا على مواطن القوة والضعف والفرص والتحديات.. وكل الدول التي نهضت فعلت ذلك كوريا ماليزيا تركيا الإمارات العربية المتحدة قطر ...ليستفيد من خبرتهم في هذا المجال بحيث يتم وضع خطة واهداف وإجراءات للنهضة بالبلد.
التقدم بشكل أكبر نحو تطبيق الشريعة كما هما هو منصوص عليه في الدستور الموريتاني وإقامة العدل بين كل الفئات والمناطق واحترام أهل التخصص ووضع الرجل المناسب في مكانه المناسب.
الاهتمام بتطوير التعليم والاستفادة من خبرات الدول التي تقدمت في هذا المجال والمزيد من التطوير و الرقابة والمحاسبية على من يمتهن هذه المهنة.
الاهتمام بالتعليم التقليدي واستغلاله فيما يأسس فكر وعقل أبناءنا الطلاب.
الاهتمام بالصحة وتوفيرها مراكز الاستطباب المجهزة والمناسبة .
الاهتمام بالفقراء والمساكين
وفي الأخير نسأل الله العلي القدير أن يختار لبلدان ما هو خير له في دينه ودنياه ( تلك الدار الآخرة نجلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)
المختار محمد عالي
الدوحة – قطر
