‏مستنقع_الذهب_وسيناريوهات_الاستغلال‬"

اثنين, 05/02/2016 - 20:43

لا أحد في هذا العالم ومنذ القدم الا ويراوده حلم الثراء وامتلاك الثروة بأقصر جهد وأدني وسيلة .قد يكون الدافع وراء ذلك الحلم الفقر والحاجة وقد يكون الدافع وراءه مضاعفة الثراء ومزاحمة الاثرياء ورغم تعدد الثروات ووسائل جمعها في عالم اليوم من بداءي الي حديث فإنه الآونة الاخيرة في بلادنا انطلقت شرارة قادمة من صحاري وجبال إنشيري بمحاذات مناجم تازيازت للذهب، تنبئ بوجود كميات من الذهب الخالص علي سطح الارض سهلة الاستكشاف والاستخراج، ممزوجة بدعاية مفرطة عبر وسائط الاعلام الاجتماعي والشائعات المنقولة شفهيا مما استدعي استنفار النفير وشحذ الهمم وتحريك الاساطيل وصرف المدخرات وبيع الممتلكات من أجل العبور الي عالم الثراء الذي لا يتطلب سوي رحلة بسيارة وجهاز استكشاف وقوت أيام في فيافي انشيري !
فما مدي حقيقة ذلك الحلم ؟ وما مدي استغلال أبعاده ؟ والي أي حد سينتهي ؟
لا شك أن الذهب في الآونة الاخير أصبح الشغل الشاغل وحديث الساعة لكافة الموريتانيين من شرق البلاد الي غربها ومن شمالها الي جنوبها ولا شك في أن موضوعه استغل بشكل سلبي لا يخدم الوطن ولا المواطن من قبل أطراف متعددة بدءا بالدولة مرورا بتجار وسماسرة "الاجهزة" والمعدات التي تستخدم في رحلات استكشافه مما حتم وضع علامات استفهام علي حقيقته بشكل عام!!!!!
.قابلت عدة أفراد نظموا رحلات الي هناك وقدموا من أجل التراخيص سألتهم نفس السؤال الذي يتردد في أذهان آلاف الموريتانيين يوميا :س "ماحقيقة الذهب "?? فكان الجواب واحدا علي ألسنتهم ج"اذهب خالك قير لابدال من الحظ واصبر" 
أسأل مرة ثانية هل تمكنت من استرداد التكاليف ؟
ج "لا رين ش ماه ياسر لحكتن من 80 ول 70الف اوقية "
أسأل مرة ثالثة : هل ستعاود الكرة ؟نعم !بعد استكمال التراخيص.
أتفهم هنا الاصرار علي معاودة الكرة لأن ما صرف في البداية ما زال استرداده مربوطا بخيط أمل أتمني أن لا يتلاشي .
كان حري بالدولة أن لا تقف في صف سماسرة الاجهزة المزورة وأن تقوم بدراسة علمية ميدانية وتطلع الرأي العام علي الحقيقة وجدوائية الاستغلال وأن تتولي استراد وبيع الاجهزة بشكل رقابي يراعي مصلحة المواطنين وعدم النصب والتربح علي حسابهم .
استغلت الدولة الموضوع بشكل فاضح وفتحت خزائنها لما بقي في جيوب المواطنين المتصحرة وتركت العنان للدعاية المغرضة من أجل الزج بالآلاف في مستنقعات الذهب حيث باع الكثير من المواطنين ممتلكاتهم وأحرقوا مدخراتهم وتركوا وظائفهم وأعمالهم ومواشيهم وقدموا من مهاجرهم من أجل رحلة السراب تلك .
يسكن بجانبي جار باع سيارة ميرسدس 190 ب 1700.000 وذهب الي هناك ليعود بحصة من الرحلة قدرها 70.000 أوقية ! 
لا شك في أن مصائب قوم عند قوم فوائد حيث تحركت الاسواق هذه الايام واستفاد باعة أمتعة رحلات الذهب من خيام وبراميل ومعدات حفر. ارتفع الطلب علي الوقود واستفادت الدولة من عائداته الربحية الباهضة لكن متي ستنفجر الفقاعة؟ 
بعد امتلاك الجميع للرخص والذهاب الي حيث يلمع بريق الحلم سيكون أمام المروجين احتمالان إما التوقف عن الترويج والشائعات والاختفاء أو "خلق" أما كن تنقيب جديدة وهو الارجح لأن الضحايا وقعوا في المستنقع ولم يعد أمامهم سوي الجري وراء السراب تفاديا للخسارة نظريا .
أما المنقبين فليس أمامهم سوي المزيد من الحفر والتنقيب وخسارة الجهد والمال والاياب الارجح بما لا يغطي 25 % من تكاليف الرحلة ، أو القبول بالخسارة بعد الوقوف علي زيف تلك الاوهام بعد تبدد الحلم وتلاشي المدخرات والممتلكات .
لتكون كذبة الذهب هي أكبر كذبة عاشتها الجمهورية منذ استقلالها وليسجل التاريخ موقفا لدولة وقفت مع النصابين والمحتالين ضد شعبها لتتبخر المليارات وعشرات ملايين الدلارات وجهود المواطنين مقابل لا شيء .
فهل تستحق رحلة اليانصيب تلك كل هذه التضحية ؟! 
برأيي "لا"
Yahya alamine .