مارتينز: الكرة الموريتانية تملك فرصة للتأهل وكسب النهائيات القارية

سبت, 05/14/2016 - 11:02

على بعد مباراتين من خط النهاية في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية الجابون 2017، تجد موريتانيا نفسها في موقف غير مألوف أبداً، حيث تملك فرصة للتأهل إلى العرس القاري رغم صعوبة المجموعة الثالثة عشر حيث تلاقي الكاميرون وجنوب أفريقيا وجامبيا، علماً أن منتخبي الأسود غير المروضة وبافانا بفانا يحتلان مرتبتين أعلى بكثير من كتيبة المرابطين في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola.

فعلى نحو مثير للإعجاب، وبعد أربع مباريات، يقف أبناء هذه البلاد الواقعة في منطقة المغرب العربي، والتي لا يتجاوز عدد سكانها أربعة ملايين نسمة، على بعد نقطة واحدة فقط خلف الكاميرون، صاحب المرتبة الأولى، بل إنهم يتقدمون بأربع نقاط عن جنوب أفريقيا وخمس عن جامبيا. ويرجع الفضل الأكبر في تحسن الأداء الموريتاني إلى الدولي الفرنسي السابق كورنتين مارتينز، الذي تحدث إلى موقع FIFA.com عن النجاح غير المسبوق الذي تحققه البلاد في الآونة الأخيرة، مؤكداً أن الأحلام الموريتانية قابلة للتحقق أكثر من أي وقت مضى.

وبعد أن درّب في السابق نادي كابروا الذي يكافح في الدرجات الدنيا بملاعب كرة القدم الفرنسية، وبعد أن قضى فترة وجيزة كمدرب مؤقت لفريق بريست، شد ابن السادسة والأربعين رحاله إلى أفريقيا في أكتوبر/تشرين الأول 2014 عندما تولى دفة منتخب موريتانيا، الذي كان يكتفي بأدوار ثانوية على صعيد القارة.

وعلى الرغم من الخسارة 1-0 في الكاميرون خلال المحطة الأولى في مشوار التصفيات، بدا واضحاً أن الفريق يسير في طريقه إلى أن يصبح خصماً لا يستهان به، علماً أن هدف فوز الأسود غير المروضة لم يأت إلا في اللحظات الأخيرة عن طريق فانسان أبو بكر لتأمين النقاط الثلاث بشق الأنفس. ويستحضر مارتينز الهزيمة الأخيرة وما ترتب عنها من فرصة ضائعة لحصد نقاط ثمينة، موضحاً بفلسفته الإيجابية المعهودة أن "تلك الأشياء عادة ما تسفر عن حالات مُنصفة في وقت لاحق. يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ونعترف أننا لم نكم خطيرين طوال المباراة، مما يعني أن فوز الأسود كان نتيجة منطقية."

وتابع "في نهاية مارس/آذار، سجلنا هدف الفوز ضد جامبيا [2-1] في الوقت المحتسب بدل الضائع. إذا كان هناك من شيء أندم عليه، فلا شك أنها مباراة الإياب في جامبيا حيث أتيحت لنا عدة فرص للفوز لكننا أسأنا استغلالها فتعادلنا 0-0."

وفي أعقاب الأداء الجيد في الكاميرون، قال مارتينز إن المباراة التأهيلية الثانية - التي انتهت بالفوز 3-1 ضد جنوب أفريقيا في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي - كانت بارقة الأمل الحقيقية بالنسبة للفريق، حيث "سجلنا هدفين في آخر 15 دقيقة بعد أن دخل مرمانا هدف التعادل. فقد كانت تلك هي المباراة التي غيَّرت مجرى الأمور، ونحن نأخذها كنقطة مرجعية."

اقتراب موعد الحسم

صحيح أن التأهل للنهائيات القارية يكون من نصيب متصدر المجموعة فقط، لكن فريق مارتينز عازم على القتال من أجل الظفر بالصدارة علماً أن مصيره سيكون بين يديه عندما يستضيف الكاميرون في أوائل يونيو/حزيران. ويؤكد المدرب الفرنسي أن تركيز لاعبيه منصب بشكل كامل على تلك المباراة، حيث قال في هذا الصدد "هناك تطلعات كبيرة جداً، حيث يتحدث المشجعون عن هذا اللقاء منذ الآن، وهم يعلمون أن الإنتصار سيمنحنا المركز الأول قبل الرحلة الصعبة إلى جنوب أفريقيا في أوائل سبتمبر/أيلول. ولكن نحن نعلم بطبيعة الحال أن المهمة ستكون صعبة جداً أمام منتخب الكاميرون الذي يُعتبر فريقاً كبيراً ويزخر بالعديد من النجوم ذوي المهارات الفردية العالية."

كما يؤكد مارتينز أن آماله وتطلعاته عالية رغم كل الصعاب، حيث قال المدرب الفرنسي الذي شارك في كأس الأمم الأوروبية 1996 وإن كان سجله الدولي فوق البساط الأخضر لا يزخر بالكثير من المباريات، وهو الذي كان يكافح من أجل إيجاد موطئ قدم في خط وسط المنتخب الأزرق، عندما كان يقوده الأسطورة زين الدين زيدان "هذا الأمر يشغل بالي، بطبيعة الحال. في الواقع، لم نكن نعتقد أننا سنملك كل هذا الرصيد من النقاط بعد أربع مباريات، حيث كانت الترشيحات تصب في صالح الكاميرون وجنوب أفريقيا بشكل منطقي باعتبارهما الأوفر حظاً."

بيد أن هذه النجاحات الموريتانية الأخيرة لم تأت بسهولة، بعدما شرع الإتحاد المحلي في عملية عميقة ترمي إلى تحسين كرة القدم في كافة أنحاء البلاد. وبالفعل، فقد ظهر تحسن في النتائج خلال فترة المدرب السابق باتريس نوفو، عندما تأهل الفريق للنهائيات القارية للمرة الأولى ضامناً مشاركته في كأس الأمم الأفريقية 2014. وعلاوة على ذلك، كانت بطولة اللاعبين المحليين بمثابة شهادة حيَّة أخرى على تطوير اللعبة في موريتانيا، علماً أن معظم نجاحاتها الأخيرة تحققت بفضل الإعتماد على لاعبي الأندية المحلية.

ففي وقت سابق من هذه السنة، قال أداما با - الذي ربما يُعد اللاعب الموريتاني الأكثر شهرة على الإطلاق – إنه يفضّل عدم تلقي الدعوة للمشاركة مع الفريق الوطني، مبرراً ذلك بسعيه إلى التركيز على مسيرته مع نادي أوكسير. ومع ذلك، يؤكد مارتينز أن المنتخب قادر على مواصلة المشوار حتى في ظل غياب هذا النجم الدولي، مضيفاً في الوقت ذاته أنه لا يستبعد إمكانية الإعتماد على لاعبين محترفين في الخارج، إذا تبين له أن باستطاعتهم جلب قيمة مضافة للفريق. وختم المدير الفني حديثه بالقول "نحن لا نملك قائمة طويلة من اللاعبين الذين يحملون جنسيتين. فقد اختار بعضهم اللعب مع الفرنسيين، وهي خطوة قد تكون منطقية. ومن جانبي، أواصل البحث عن اللاعبين الذين بإمكانهم الإنضمام إلينا. فهذا جزء من واجباتي."