أنباء أطلس (نواكشوط): أشرف رئيس الجمهورية ظهر اليوم، على بدء مرحلته التشغيل بشكل رسمي، لمطار نواكشوط الدولي ـ أم التونسي، وتأتي هذه الانطلاقة، في ظرف زمني مناسب بين يدي احتضان موريتاني لأكبر حدث في تاريخها المعاصر وهو احتضان القمة العربية الـ27 والعشرين واستقبال نواكشوط لعدد من الزعماء العرب وهو بعد آخر يجسد أهمية هذا الإنجاز المشهود في التاريخ الوطني المعاصر.
يعتبر مطار نواكشوط الدولي الجديد- أم التونسي حلم يتحول إلى حقيقة ماثلة برأي العين المجردة، وباكورة مشاريع ملموسة يتفيأ ظلالها الوارفة المواطن الموريتاني خدمات ومرافق حيوية وبنى تحتية طالما حلم بها منذ استقلال الدولة الموريتانية.
واجهة موريتانيا الجديدة نحو العالم الخارجي
مدير عام مشروع مطار نواكشوط الدولي- أم التونسي، الدكتور الكبير ولد السلامي، ورئيس خلية متابعة إنجاز المطار، أكد على أهمية المطار من كونه أنجز بأيادي وطنية، ومن خلال صفقة تجارية فريدة من نوعها لم تكلف الدولة تمويلات ضخمة كتلك التي يتطلبها عدة هذا النوع من المشروعات العملاقة، كما أن يتيح إمكانية أكبر لانفتاح موريتانيا عل العالم الخارجي واندماجها في الاقتصاد العالمي، حيث أصبح بإمكانها استقبال جميع الطائرات ووجهة لكبريات شركات الطيران العالمي، فالمطار بسعته وتجهيزاته الحديثة هو عنصر جاذب لهذه الشركات العالمية، التي لن تتردد في حجز موقع لها في هذا المطار.
وتحدث ولد سلامي عن مراحل إنشاء هذا المطار مبرزا أن الأشغال بدأت في نهاية العام 2012، مما يعني أنه أنجز في وقت قياسي يناهز أربع سنوات فقط، مع التذكير أن حجر الأساس تم وضع بمناسبة ذكرى الاستقلال في 2011 إلا الدراسات المهيأة للبدء في المشروع لم تتم إلا في نهاية 2012.
وأوضح مدير المشروع إلى بعض التفاصيل الفنية التي تجسد أهمية الإنجاز مشيرا إلى أن المطار يستقبل جميع الطائرات مثل "أبوينغ 747" إلى "أرباص 380" وهي أكبر طائرات موجودة، وبمدارج أيضا كبيرة تناسب حجم المطار. وكذلك تجهيزات بمواصفات جيدة تكمل تلك الموجودة لدى وكالة أمن الملاحة الجوية في إفريقيا "آسكنا" وتم تكوين الفنيين في هذه المؤسسة من أجل تشغيل هذه التجهيزات بما يخدم سير العمل في المطار الجديد.
جودة عالية بمعايير دولية
المدير العام للهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، السيد محمد أبات الشيخ محمد المامي، أوضح أن مطار نواكشوط الدولي- أم التونسي، يتمتع بجميع المواصفات المطلوبة في مجال الأرصاد الجوية كمساعدات سواء فيما يتعلق بالهبوط، وأثناء الرحلات أو في الإقلاع، وذلك من خلال المعدات التي يتوفر عليها المطار في هذا الجانب. وهي تجهيزات كاملة يضيف مدير هيئة الأرصاد الجوية من متحسسات للمدرجين اللذين يتوفر عليهما المطار، والتي تتماشى مع درجة المطار، هناك مكتب للتنبؤات يقدم الاستشارات للطيارين وكافة الخدمات التي يتطلبها توفير خدمة الأرصاد الجوية في هذا المطار. وبما يتطابق تماما مع المعايير العالمية للأرصاد الجوية، ومعايير المنظمة العالمية للطيران المدني، حيث يوفر المطار جديد الخدمات التي تحتاجها الأرصاد الجوية، وذلك طبعا عن طريق وكالة أمن الملاحة الجوية في إفريقيا ومدغشقر "آسكنا" التي تتولى المهام هنا في موريتانيا، ولكن- يضيف مدير هيئة الأرصاد الجوية- نتابع نحن كهيئة وطنية مطابقة هذه الخدمات للمعايير الدولية المناسبة. ومؤكدا أنها بالنسبة للمطار الدولي الجديدة بجودة عالية وجاهزية تامة.
انطباعات مسافرين
عبد الله ولد يورو، أحد المسافرين القادمين إلى مطار نواكشوط الدولي على متن أول رحلة تجارية تابعة لشركة موريتانيا للطيران قادمة من أزويرات، وقد عبر عن تهنئته للشعب الموريتاني، ولجميع من ساهموا في إنجاز المشروع من عاملين وغيرهم ممن استطاعوا الوصول إلى هذا الهدف وهو الحصول على مطار دولي بمعايير عالمية، مشددا على أهمية الصيانة وحسن الاستقبال للمسافرين.
عبد الهادي حليفي من شركة "سانترالك" المغربية من أوائل المسافرين الذي حطوا الرحال في مطار نواكشوط الدولي الجديد- أم التونسي، وقد عبر عن سعادته بكونه على متن أول رحلة تحط الرحال في هذا المطار، مضيفا أن كان في مهمة عمل إلى أزويرات، معتبرا أن المطار هو مفخرة للموريتانيين وللركاب الوافدين إلى البلد عبر هذا المطار من مغاربة وعرب، مضيفا إلى أنها ستكون إلى إضافة إلى الاقتصاد الموريتاني، معبرا على أمله في انجاز المزيد من المكاسب للشعب الموريتاني ومتمنيا التوفيق والسداد للجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة.
