عيد الأضحى في الدول المغاربية : تتفاوت في الاستعداد وطقوس لا تزال راسخة رغم تطور المجتمعات

أربعاء, 09/07/2016 - 11:19

العيد حدث موسمي ومناسبة دينية  يقف الجميع لتخليدها وإظهار معاني الحفاوة والفرح التي تنضح بها..لكنها أيضا مناسبة تعلن فيها الأسر حالة الاستنفار القصوى لشراء مستلزمات العيد وتدبير احتياجاته من ملابس وهدايا..مناسبة تواجه فيها ميزانيات الأسر أحلك فترات العام توفيرا للكسوة وتدابيرا لمتطلبات الاحتفاء...

وفي الأيام التي تسبق العيد يصبح الكل في سباق مع الزمن وخاصة في الدول المغاربية فالمعيدون الذين تغص بهم جنبات الاسواق وممراتها وتجار السوق والباعة الذين ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر ويستعدون له في قوت مبكر سواء باختيار مواقع أفضل للعرض والتسوق أو بتغيير طريقة المعروضات و سلع العيد التي تأخذ طريقها إلى واجهات الاسواق والمحلات أو من خلال زيادة فترات العمل ومراجعة الاسعار...

 

فماذا عن استعدادت المواطنين والاسواق في الدول المغاربية لعيد الأضحى المبارك وما الذي يميز هذا العيد عن باقي الأعياد الأخرى وما ملامح هذا التميز؟.نتابع التقرير التالي

 

 

العيد في موريتانيا : استعداد مبكر وإقبال دون المستوى

 

 

يتفق أغلب تجار السوق على أن الاستعداد لعيد الاضحى إنما هو جزء من استعدادات الاسواق لمواسم الاعياد والذي يشمل فترة عيدي الفطر والاضحى وذلك لقصر المدة بين العيدين من ناحية ولثبات مؤشرات الاسواق إلى حد كبير في هذه الفترة سواء منها ما تعلق بالاسعار والسلع المعروضة ومستويات الاقبال، لكن الجميع متفاءل بتحسن الاقبال في هذا العيد نظرا لضعف تأثير بعض العوامل التي ساهمت في تدني الاقبال في عيد الفطر الماضي

ومع ذلك لايكف كثيرون من تجار السوق عن الشكوى من ضعف الاقبال قبل أيام من حلول العيد مؤكدين أن ذلك عائد إلى حلول العيد في نهاية الشهر وانتظار الموظفين والعمال لحين استلام مرتباتهم، وإلى ذلك لا يتوقف التجار والباعة عن حشد كل مظاهر الاستعداد والتنافس لكسب ما في جيوب رواد السوق والمترددين عليها في الايام المقبلة.

 

حيث تزدان واجهات المحال التجارية بالملابس وسلع العيد وتزدحم ممرات وباحات الاسواق بالباعة المتجولين وأصحاب العربات اليدوية المحملة بكل أنواع السلع والبضائع كالملابس والاحذية ولعب الاطفال ...وفي أسواق السبخة والميناء والتي هي الوجهة الاولى للعديد من المواطنين في هذه الايام كانت السوق خلية نحل:نشاط وحركة دائبين وازدحام مروري خانق وضوضاء وهتافات تملأن المكان.

 

الباعة والمتسوقون وعربات اليدوية وتلك التي تجرها الحمير جانبا إلى جنب حيث يشق الجميع طرقه وسط معروضات الملابس على الارض وامام المحلات ومنافذ البيع، وعلى وقع مكبرات الصوت وهتافات الباعة.

وبالإضافة إلى فوضى المرور وشغل ممرات الاسواق وباحاتها من طرف عشرات الباعة الذين يفدون إليها في هذه الايام فإن من أسباب الزحام ارتفاع الاسعار حيث يقضي المتسوقون وقتا أطول في المفاصلة والشراء، وقد يستدعي الامر التردد على السوق عدة أيام للظفر بالسلعة الاجود وبسعر مناسب كما يقول احد المتسوقين.

 

أسواق الأضاحي ومارتون الأسعار:

 

 

لا شك أن تلك الصورة السابقة لأسواق العاصمة أيام عيد الأضحى قد ألقت بظلالها القاتمة علي أسواق الأضاحي من الماعز والضأن والتي ترتبط بها اسم هذا العيد وتظل الوجهة الثانية إن لم تكن الأولي للمعيدين بحكم البعد التعبدي في الأضحية والجانب المظهري والدعائي لها.

وفي هذا العيد رغم أن الكل كان يتوقع أن تكون أسعار الأضاحي في حدود المعقول بسبب موسم الأمطار الجيد هذا العام ورصيد البلاد من الثرة الحيوانية إلا أن رياح الأسعار جرت بما لا تشتهي نفوس المضحين مسجلة ارتفاعات مارتونية بنسبة تعدت 30% حيث وصلت أسعار الأضاحي في حدودها الدنيا إلى 40000 أوقية أي بما يوازي نصف رواتب الوظيفة العمومية هذا زيادة علي ما يضاف إلي هذا المبلغ من أجرة التجهيز والنقل تجعل المبلغ يتجاوز 50ألف أوقية.

 

 

العيد في المغرب

 

يحرص المغاربة مع حلول عيد الأضحى أو "العيد الكبير" كما يسمونه ،على ممارسة طقوس وعادات اجتماعية ،تشكل عملية اقتناء الأضحية، مهما غلا سعرها ،أهم مظاهرها ، ولكنها تعد ايضا هاجسا يقض مضجع الأسر المغربية خاصة ضعيفة الدخل منها والتي لا تستقيم فرحتها دون الظفر بكبش العيد ،حتى ولو اضطرها ذلك الى الاقتراض أو بيع أثاث المنزل.

 

فقبل حلول العيد بنحو عشرة أيام تنتشر أسواق بيع الكباش بمختلف أنواعها " السردي و البركي وتيمحضيت،والدمان ..." في كافة مدن ومناطق البلاد، في حركة تجارية نشطة، يتوقع أن تحقق هذه السنة رقم معاملات بقيمة 7ر7 مليار درهم. ومن المتوقع ان تظل الاسعار على حالها بما يتراوح من 150 الى 350 دولارا للاغنام ،برغم زيادة العرض (7.6 مليون راسا ) على طلب ( 5,2 مليون راسا( حسب وزارة الفلاحة المغربية.

وإلى جانب هذه التجارة ، تنتشر مهن موسمية مرتبطة بهذه المناسبة منها بيع علف الأغنام وسط شوارع وأزقة الأحياء الشعبية، وشحد السكاكين ، والاتجار في الفحم والشوايات والقضبان الحديدية وغيرها من لوازم العيد. كما تلقى تجارة التوابل رواجا كبيرا، حيث تحرص الأسر المغربية على اقتناء مختلف صنوفها لاستخدامها في تحضير وجبات خاصة مثل "المروزية" والتقلية "طهي أحشاء الخروف "وتجفيف اللحم تحت أشعة الشمس"القديد" ،فضلا عن أكلات أخرى تختلف من منطقة الى اخرى.

 

 

العيد في الجزائر

 

 

رغم كثرة التحولات التي عرفها المجتمع الجزائري، إلا أنه ما يزال محافظا على البعض من تقاليده في إحياء سنة النحر بشكل جماعي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وترسيخ صلات الأرحام ومحافظتهم على زيارة المقابر إلا أن أي كان تسأله في الجزائر إلا ويؤكد أن العيد لم يعد كما كان زمان وطعمه ضاع بالكامل.

قبل حلول العيد بأيام تنتشر عبر كل التراب الجزائري الأسواق الفوضوية لتجار سوق المواشي يعرضون سلعهم على المواطنين لإقتناء كبش العيد في سوق لا تحكمه معايير أو ضوابط بل من يدخل إلى السوق يخيل له أنه في سوق البورصة وليس في سوق المواشي بالنظر إلى الإرتفاع الكبير لأسعارها.

هذا الارتفاع لا يمت بصلة بالأزمة المالية التي تعرفها البلاد إثر انخفاض سعر النفط، بل يتصل مباشرة بالمضاربين الذين يستغلون الظرف ليرفعوا من أثمان المواشي لدرجة يصعب فيها على الموظف أو العامل اقتناء أضحية، بل يكون بين خيارين أحلاهما مر، يا إما التضحية براتبه الشهري وشراء أضحية يا إما بالاكتفاء بشراء بعض اللحم والتخفيف عن أولاده، بينما هناك من يتجه للقرض والدين.

ويقول المثل الشعبي الجزائري "الحدايد للشدايد" (بمعنى المجوهرات والصياغة صنعت خصيصا لوقت الشدة) بهكذا مثال استقبلتنا إحدى النسوة في البنك وهي ترهن صياغتها قصد تغطية مصاريف عيد الأضحى المبارك سواء باقتناء الأضحية أو اللباس الجديد لأبناءها، في صورة تشابه عدد من حالة النسوة والعائلات الجزائرية التي أثقلت كاهلها كثرة المناسبات في الفترة الماضية سواء بعيد الأضحى، مصاريف العطلة الصيفية والدخول المدرسي

 

 

"العيد  في تونس"

 

تبدأ استعدادات العائلات التونسية لمناسبة عيد الأضحى أسبوعا قبل موعدها إذ تقتنى كل المستلزمات من “المشوى” (لشواء اللحم) و”الكانون” (يوضع فيه الفحم ويطبخ فوقه اللحم) والسكاكين الخاصة بالذبيحة وتقطيع اللحم وأواني الغسيل فضلا عن شراء “الفاحات” أي توابل العيد من “كمون” و”تابل” و”ملح” و”كركم” وغيرها إضافة إلى البخور الذي لا يهجر أية مناسبة تونسية.

ولا تنسى الأمهات في هذه المناسبة فتيات البيت ولا سيما الصغيرات منهن (من 5 سنوات فما فوق)، فقد جرت العادة أن ترغب الأم التونسية وخاصة تلك التي تعيش داخل أسوار المدينة العتيقة وفي أغلب محافظات البلاد التونــسية ابنتــها في الأعمال المنزليــة.

ولعيد الأضحى أو “العيد الكبير” حسبما جرت تسميته في معظم الدول العربية، خصوصية في ذلك، فقد عمدت النسوة منذ القدم إلى أن تشتري لبناتهن أوان نحاسية أو من الفخار صغيرة الحجم كـ”الطنجرة” و”المقفول” و”الكانون” و”المشوى” و”الصحن” حتى يعددن الطعام بأنفسهن في ذلك القدر الصغير بهدف تعويدهن وإعدادهن للأعمال المنزلية.

 

بعض العادات الغريبة لدى الشعوب  المغاربية الخاصة بالعيد

 

على الرغم من تشابه عادات الدول المغاربية خلال عيد الأضحي، إلا أن لدى بعض الدول عادات تختص بها دون غيرها، نقدم لكم بعض أغرب عادات شعوب العالم للإحتفال بهذا العيد.

في المغرب تبرز عدة مظاهر احتفالية ليلة العيد بعدة مناطق، منها عادة تراثية يطلق عليها "بوجلود" أو "السبع بو البطاين"، وتقوم على لف أحد الأشخاص نفسه بجلود الماعز أو الخرفان، ويحفه العشرات من الأطفال، حيث يجوبون الشوارع محملين بالشعلات النارية، ومرددين بعض الأهازيج الشعبية التي تتميز بها منطقتهم، ثم يطوفون على الأهالي الذين يتصدقون عليهم ببعض المال أو جلود الأضاحي، إلا أن هذه العادات وأن كانت لا تزل حاضرة في بعض المناطق، إلا أنها بدأت تسير نحو الانقراض، بسبب انشغال الأجيال الصاعدة، وعدم اهتماهم بالحفاظ على الموروث الثقافي.

في الجزائر

 يقوم الجزائريون بتنظيم مصارعة الكباش «الخرفان» قبل حلول عيد الاضحى مباشرة، وسط حشود من المتفرجين، ويعد ذلك من اقدم العادات الجزائرية، ويفوز الكبش الذي يجبر الآخر على الانسحاب.

 في ليبيا

 قبل ذبح الخروف تقوم سيدة المنزل بتكحيل عينيه بالقلم الأسود أو الكحل العربي ثم تشعل النيران والبخور ليبدؤوا بعدها بالتهليل والتكبير، حيث يسود الاعتقاد بين الليبيين بأن كبش الأضحية سيمتطيه الشخص المسمى عليه (الذي سيطلق اسمه على الكبش) إلى الجنة يوم القيامة، وهو هدية إلى الله -جل جلاله- فينبغي أن يكون صحيحا معافى، ويجب أن يكون كبشا جميلا قويا أقرن لا عيب فيه إطلاقا.

من عادات التونسين في عيد الأضحى

ولا تنسى الأمهات في هذه المناسبة فتيات البيت ولا سيما الصغيرات منهن (من 5 سنوات فما فوق)، فقد جرت العادة أن ترغب الأم التونسية وخاصة تلك التي تعيش داخل أسوار المدينة العتيقة وفي أغلب محافظات البلاد التونــسية ابنتــها في الأعمال المنزليــة.

 

ولعيد الأضحى أو “العيد الكبير” حسبما جرت تسميته خصوصية ، فقد عمدت النسوة منذ القدم إلى أن تشتري لبناتهن أوان نحاسية أو من الفخار صغيرة الحجم كـ”الطنجرة” و”المقفول” و”الكانون” و”المشوى” و”الصحن” حتى يعددن الطعام بأنفسهن في ذلك القدر الصغير بهدف تعويدهن وإعدادهن للأعمال المنزلية.

 

وفي موريتانيا يحرص الموريتانيون وجيرانهم السنغاليون على اقتناء الأكباش في عيد الأضحى والتفاخر بها، وبقدر ما كان كبش الأضحية ضخما طويل القرون وتام الصورة أبيض اللون، بقدر ما كان لصاحبه مكانة عظيمة يوم العيد . وإذا كان الموريتانيون يشترون أضاحيهم قبل العيد بيوم أو يومين فإن من السنغاليين من يشترون خروفا صغيرا ويتولون على مدار السنة تربيته بعناية والسهر على تسمينه وربطه داخل المنزل إلى يوم العيد، حيث يسود الإعتقاد بأن الكبش المربوط بالمنزل يحفظ أفراد الأسرة من العين لإن سموم عيون الزائرين سيمتصها الخروف عند الدخول . ويتولى صاحب الأضحية تربية وعناية أضحيته، ومنهم من يخصص لها كل أسبوع حماما بالصابون،