الخرفان تلهب جيوب المغاربة والأبقار "نجوم" العيد

سبت, 09/10/2016 - 10:57

تشهد أسواق بيع الأضاحي في مختلف مناطق المغرب ارتفاعاً لافتاً في أسعار الخرفان والأكباش، تصل في المتوسط إلى حدود 2500 درهم مغربي للرأس الواحد، وهي الأسعار التي تشكل عبئاً مالياً واجتماعياً إضافياً على جيوب العديد من العائلات الفقيرة وذات الدخل المحدود.

ويأتي عيد الأضحى هذا العام ليلهب الدخول الاجتماعية بالمغرب، خاصة أن عدة مناسبات جاءت مترادفة في وقت زمني قصير، بدأت بشهر رمضان، وبعده العطلة الصيفية وما تستوجبه من مصاريف السفر، وصولا إلى الدخول المدرسي الذي يعقب مباشرة الاحتفال بعيد الأضحى.

وبلغ السعر المتوسط للخروف في كثير من الأسواق والمحلات المعدة لبيع الأضاحي مستويات مرتفعة غير مسبوقة منذ سنوات خلت، إذ "تجاوز ثمن الكبش الواحد 2500 درهم، فيما الخرفان ما دون هذا السعر تبدو هزيلة وبعيدة عن معايير الجودة"، يقول بائع للخرفان في حي النهضة بالرباط.

ويضيف البائع في تصريح لـ"العربي الجديد" أن أسعار الخرفان ارتفعت هذا العام في الأسواق والفضاءات المختلفة، وما يسمى بـ"الرحبة"، بسبب تأخر الأمطار خلال الموسم الفلاحي الجاري، وهو ما أثر على وضعية القطيع، فضلاً عن ارتفاع أسعار العلف، وهي عوامل أفضت إلى غلاء الأضاحي هذه السنة.
 

واستدرك المتحدث ذاته بالقول، إنّه على الرغم من الارتفاع الحالي لأسعار الأكباش والماعز، وحتى الأبقار، فإنّ هناك أملاً في أن تنخفض الأثمان في اليومين الأخيرين قبل حلول عيد الأضحى يوم الإثنين المقبل، مشيراً إلى ظاهرة جديدة تتمثل في إقبال المغاربة على شراء الأبقار للأضحية.

وفي هذا الصدد أورد سعيد مجاص، رب أسرة، في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنه للعام الثاني على التوالي يقبل على اقتناء بقرة لعيد الأضحى، مبرزاً أنه اشترك رفقة شقيقيه في الثمن الإجمالي لبقرة، إذ اقتسموا السعر، ليكون نصيب كل واحد منخفضاً مقارنة مع شراء كبش بمفرده.

وحول الدوافع التي جعلته يختار الأضحية بالبقرة، قال المواطن المغربي، إنّ السبب الرئيسي يتمثل في الجانب الصحي، باعتبار أن لحم البقر أفضل من لحم الغنم، ولا يؤثر كثيراً على مستويات الكولسترول الذي أصيب به قبل سنوات قليلة، مردفا أنه في سنوات سابقة كان يعاني من تداعيات تناول لحم الخرفان.

ويؤكد إدريس، بائع للأضاحي في قبيلة عامر ضواحي مدينة سلا، كلام سابقه، بالقول في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الأبقار باتت مفضلة لدى كثير من المغاربة لذبحها في عيد الأضحى، وذلك لدوافع صحية ومالية أيضا، أوجزها أولا في تفادي مرض الكولسترول، وثانيا في أن عددا من الأسر تشترك في ثمن البقرة، ليكون لها حل اقتصادي جيد بدلا عن اقتناء الخرفان.

وأما الباحثة في علم الاجتماع ابتسام العوفير، فترى من جهتها أن إقبال المغاربة على شراء الأبقار في عيد الأضحى، صار ظاهرة لافتة، على الرغم من أنه لا توجد أرقام رسمية تؤكده، موضحة أن أحد العوامل الاجتماعية التي أفضت إلى هذه الظاهرة كون شراء بقرة غالبا ما تشترك فيه أسر عديدة، وهو ما يعني صلة الأرحام والمشاركة في العيد.

وتستطرد العوفير بأن التشارك في ثمن البقرة كأضحية للعيد صار وجهة عدد من الأسر المغربية، لكونها ترى فيه تعويضا ماليا توفر من خلاله بعض المال، بدل شراء خروف بسعر مرتفع، كما أن ذلك التشارك يفيد في تواصل أسري أكبر، وتلاقي الأهل والأسر في مثل هذه المناسبة الدينية الكبيرة عند المغاربة.