الدكتور الشيخ ولد حرمة يعزي في رحيل امير آدرار

خميس, 07/27/2017 - 01:26

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على الرسول العربي الأمين.

تعزية في رحيل الأمير سيد احمد ولد احمد عيدة.
بقلم الدكتور الشيخ المختار ولد حرمة ولد بابانا.

يظل 23 يوليو أحد الأيام التي "تعمد" التاريخ العربي والإسلامي والإنساني.. إنهُ اختصار معنوي لروح الكرامة والتضحية وهو يوم لا يمر دون أن يظلل المزن تاريخ الرجال العظام.
اليوم (الأحد) 23 يوليو 2017.. والحدث هو ارتقاء أمير آدرار سيدي أحمد ولد أحمد ولد عيده إلى بارئه وإلى جنان الخلد بإذن الله تعالى، الذي منَّ على الخليقة بأفضال لا تعد ولا تحصى، ومنَّ على أهل هذا القطر بأن جعل منهم "أهل عيدة"، العائلة التي اقترن ذكرها بالعدل، العائلة التي تُعطر تاريخنا بدم الشهادة والكرامة والمعزة.. العائلة التي نزفت جراح أبطالها دما زكيا في مواجهة جيش الاحتلال الفرنسي.
العائلة التي يخرج أمراؤها إلى النور حين تقتبس الشهادة أرواح آبائهم فيعيشون عند ربهم يرزقون فرحين بمن بعدهم.
أيها الفقيد العزيز.. ماذا أقول عنك.. عن صحبة امتدت ثلاثة عقود من الزمن ما سمعت فيها منك ولا رأيتُ إلا ما يسر ويحبب العلياء إلى المرء.
رحمك الله ما أطيبك وأكرمك وأحسن أخلاقك.
نم بسلام الله آمنا مطمئنا في جنان الفردوس الأعلى مع النبيئين والصديقين والشهداء الذين لنا الشرف أن والدكم ضمن سجلهم الذهبي يوم استشهد مجاهدا في سبيل الله والوطن والشعب، في ذلك اليوم الأغر من تاريخنا الأمجد، يوم 19/03/1932 في معركة "وديان الخروب" بتيرس الزمور، وقد أثبت التاريخ أن رائحة الجنة هي وحدها بلسم جراح البطل (جرح فجر الأحد 13 يناير من سنة 1912 في موقع "تمكرارت "بالقرب من تيشيت).
كان صغير السن، عظيم الهمة، بالغ الجشاعة، قوي الشكيمة، عفيف الضمير، كريم اليد، طيب اللسان، وكان محاربا أسطوريا للاستعمار، وكان عربيا قحا، شكل ثراء منقطع النظير لمفردات الشهامة والعزة والإباء والبطولة في أسمى تجلياتها.
هكذا كان والدك، ثم كنت أنت خلاصة هذه القيم وهذه الشجرة الطيبة. ما أروع زادك : شهادة جماعية بحسن الخلق و الدين و البساطة و التواضع و الانفتاح و التسامح و الوعي و حب الناس.
إننا ال حرمة ولد بابانا نعزي أنفسنا و نعزي بصفة خاصة أسرة أهل احمد عيدة و بصفة عامة اهلنا و امتنا في رحيل هذه القامة الحضارية الوطنية التي من الله على هذا الشعب بأن كانت بين ظهرانيه نبراس كرامة و مشعل نضال و أيقونة اخلاق، ونعزي بلدا كان وسيبقى ثراهُ عطرا للخصال البهية.
سلام عليك أيها الامير العزيز الأمير سيد أحمد ولد أحمد ولد عيده.. سلام عليك.. سلام عليك.. طيب الله ثراك و اسكنك الفردوس الأعلى و أقر عينك فيما تبتغيه من أفضال الملكوت الأعلى. و بارك في الخلف على نهجكم و سننكم و و فاهم اجر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون. صدق الله العظيم. 
مراكش في 24 يوليو 2017