أفادت مذكرة صادرة عن لجنة الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابعة للأمم المتحدة حول تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية، أن المغرب يعتبر من بين ست دول في العالم التي يتجاوز عدد مواطنيها المقاتلين في صفوف الجماعات الجهادية أكثر من ألف فرد، وذلك إلى جانب كل من تونس وروسيا وفرنسا والسعودية والأردن.
وأكدت المذكرة الأممية أن عدد المقاتلين في صفوف تنظيم القاعدة وتنظيم داعش بلغ 25 ألف مقاتل، ينتمون لنصف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والبالغ عددهم 193 بلدا، بما فيها دول بعيدة عن ساحة الصراع في الشرق الأوسط كما هو الحال بالنسبة لترينيداد وطاجاكستان، وذلك ليبين أن تأثير هذه المجموعات الإرهابية أصبح يطال كل دول العالم.
وبالإضافة إلى الدول الست التي صدرت أكثر من ألف مقاتل كما هو الحال بالنسبة للمغرب الذي صدر أزيد من 1500 مقاتل إلى العراق وسوريا، فهناك 42 بلدا صدرت أكثر من 100 مقاتل انضموا سواء إلى تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة.
وكشفت المذكرة الأممية إلى أن المعطيات التي توصل إليها فريق عمل الأمم المتحدة تشير إلى ارتفاع بنسبة 72 في المائة في عدد المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى القاعدة وداعش في العراق وسوريا وذلك منذ شهر أبريل 2014 إلى غاية مارس من العام الحالي.
وفسرت المذكرة هذا الارتفاع باعتماد حكومات العالم على سياسة أكثر انفتاحا في تقديم المعطيات عن عدد مواطنيها الذي هاجروا للقتال في صفوف داعش أو القاعدة، ما مكن خبراء الأمم المتحدة من التوفر على معطيات أدق حول عدد المقاتلين الأجانب في صفوف القاعدة وداعش.
وفي الوقت الذي تمكنت فيه العديد من الدول العربية من الحد من تدفق المقاتلين إلى العراق وسوريا، فقد رصدت المذكرة ارتفاعا وصفته بالحاد في عدد المقاتلين القادمين من الدول الأوروبية والآسيوية، وتراوحت نسبته بين 70 في المائة و300 في المائة بالنسبة للدول الآسيوية على الخصوص.
وحاولت المذكرة أن تقدم صورة عن طبيعة الأشخاص الذين ينضمون لصفوف داعش أو القاعدة خصوصا أولئك القادمين من الدول الأوروبية، ذلك أن أغلب المقاتلين القادمين من أوروبا "كان لهم سجل إجرامي سابق وتورطوا في جرائم صغيرة"، يقول التقرير الذي لفت إلى أن فرنسا وبريطانيا تواجهان حاليا عصابات تقوم بتجنيد المقاتلين الشباب انطلاقا من الثانويات، الأمر الذي يفسر أن الداخلية الفرنسية كشفت أن 500 تلميذا فرنسيا يقومون بالبحث عن طريقة للانضمام لداعش.
وتحدثت اللجنة الأممية التي أشرفت على إعداد المذكرة عن تحول ليبيا إلى ساحة لتدريب المقاتلين الأجانب قبل انضمامهم للمجموعات المقاتلة في سوريا والعراق.