سيبقى برشلونة وريال مدريد أقوى مرشحين لإحراز لقب الدوري الإسباني لكرة القدم الذي ينطلق الجمعة، في سيناريو متكرر للأعوام الماضية، وذلك بعد فترة انتقالات هادئة للطرفين لم تغير كثيرا موازين القوى.
وسيطر الفريقان على لقب الدوري في العقد الأخير، وأفلت منهما اللقب مرة واحدة لمصلحة أتلتيكو مدريد. وستنقلب الآية هذا الموسم، إذ يرغب ريال مدريد في الثأر من برشلونة المتوج الموسم الماضي.
واكتفى برشلونة -صاحب ثلاثية الموسم الماضي- بضم لاعب الوسط التركي أردا توران من أتلتيكو مدريد والظهير أليكس فيدال من إشبيلية، لكنهما لن يتمكنا من المشاركة في صفوفه حتى السنة الجديدة بسبب عقوبة الاتحاد الدولي على الفريق الكاتالوني لتعاقده مع لاعبين قاصرين.
ولم تكن بداية برشلونة ممتعة هذا الموسم، فبرغم تتويجه بلقب كأس السوبر الأوروبية أمام مواطنه إشبيلية (5-4)، فإن هشاشته الدفاعية كانت واضحة في ذهاب كأس السوبر المحلية أمام أتلتيك بلباو (صفر-4) قبل تعادلهما إيابا (1-1) وفقدانه اللقب.
ولم يعزز برشلونة دفاعه الذي ستتفاقم معاناته في ظل إيقاف جيرار بيكيه أربع مبارياتلتوجيهه إهانات لاذعة لحكم المباراة المساعد في لقاء بلباو الأخير في كأس السوبر المحلية.
في الطرف المقابل، كان صيف الريال -الذي يحل ضيفا على سبورتينغ خيخون الأحد- هادئا مع تعيين رافايل بينيتز خلفا للإيطالي كارلو أنشيلوتي. ووصف مدرب ليفربول وتشلسي الإنجليزيين وفالنسيا السابق تشكيلته الحالية بأنها "الأكثر موهبة التي عرفتها".
ولم يعقد رئيس النادي فلورنتينو بيريز أي صفقة فلكية هذا الموسم، واكتفى بضم لاعب الوسط الكرواتي الشاب ماتيو كوفاسيتش من إنتر ميلان الإيطالي، والظهير البرازيلي دانيلو من بورتو البرتغالي، ولاعب الوسط الهجومي ماركو إسينسيو من ريال مايوركا، والجناح لوكاس فاسكيز، والحارس كيكو كاسيا من إسبانيول.
وخلافا لبرشلونة، فقد وجد الفريق الملكي استقرارا دفاعيا، لكن نجاعته الهجومية لا تزال مفقودة رغم جهوزية الثلاثي: البرتغالي كريستيانو رونالدو، والويلزي غاريث بايل، والفرنسي كريم بنزيمة.
ومدد الريال عقد مدافعه الدولي سيرخيو راموس حتى 2020، منهيا بذلك جدلا كبيرا حول مستقبله بعد اهتمام مانشستر يونايتد الإنجليزي به.
وخارج الثنائية المعهودة، يبرز أتلتيكو مدريد كمنافس رئيس على الصدارة، لكن -كما العادة- تخلى عن أبرز لاعبيه، فرحل المهاجم الكرواتي ماريو مانزوكيتش إلى يوفنتوس الإيطالي، والمدافع البرازيلي جواو ميراندا إلى إنتر ميلان الإيطالي، والتركي توران إلى برشلونة، بينما استقدم المدرب الأرجنتيني الطموح دييغو سيميوني وجوها واعدة على غرار المهاجم الكولومبي جاكسون مارتينيز من بورتو، والأرجنتيني لوسيانو فييتو من فياريال، والفرنسي يانيك فيريرا كاراسكو من موناكو.
ويأمل فريق العاصمة -الذي يستقبل لاس بالماس السبت- في مواصلة تألق مهاجمه الفرنسي الدولي أنطوان غريزمان (22 هدفا في الدوري الموسم الماضي)، ويتمنى استعادة فرناندو توريس مستوياته السابقة، ليكرر مفاجأة 2014 عندما انتزع اللقب.
كما يعتمد سيميوني على اليافعين: خوسيه ماريا خيمينيز، وساول نيغويز، وأوليفر توريس، وأنخل كوريا، بالإضافة إلى موهبة لاعب الوسط كوكي وصلابة المدافع الأوروغوياني دييغو غودين.
أما فالنسيا، فبقي صيفه متواضعا بعد إنفاقه كثيرا الموسم الماضي، ويعول على موهبتي المهاجم الشاب سانتي مينا والبلجيكي المغربي الأصل زكريا بقالي، بالإضافة إلى لاعب الوسط الجزائري سفيان فغولي.
ويريد إشبيلية -المتوج بلقب الدوري الأوروبي أربع مرات في آخر عشر سنوات- الاستفادة من ثمانية انتدابات جديدة مولها من بيع الظهير أليكس فيدال إلى برشلونة والمهاجم الكولومبي كارلوس باكا إلى ميلان الإيطالي.
وستكون الفرصة متاحة للمدرب أوناي إيمري في خوض تجربة دوري الأبطال بعد تتويجه في المسابقة القارية الرديفة الموسم الماضي، وهو يعول كثيرا على مهاجمه الجديد الأوكراني يفهين كونوبليانكا المنتقل بعقد حر بعدما حمل ألوان دنيبرو دنيبروبتروفسك.
ويبحث فياريال عن بداية قوية بعد ضمه الثنائي المميز صامويل كاستييخو وصامويل غارسيا من مالقة، واستعادة المهاجم روبرتو سولدادو إلى الليغا إثر مشوار كارثي مع توتنهام الإنجليزي.
ومن الفرق المرشحة للمنافسة على المراكز الأوروبية، أتلتيك بلباو المنتشي من التتويج بلقب كأس السوبر، إضافة إلى ريال سوسييداد.