يتحدث رئيس القطب السياسي بمنتدى المعارضة رئيس حزب اللقاء الديمقراطي الوطني الأستاذ المحامي محفوظ ولد بتاح في مقابلة خاصة مع السراج عن محطات النقاش والجلسات التي عقدها وفدا الأغلبية والمنتدى، ويشرح رؤية المنتدى للحوار والعوائق التي تقف في وجهه
السراج : بغيابكم تنطلق فعاليات الحوار بين السلطة ومن سيحضر من الأطراف السياسية، برأيك ألا تعتبرون غيابكم حكما استباقيا على هذا الحوار؟
محفوظ ولد بتاح : مبدئيا نحن لا نعلق على يوم 7/9/2015 نعتبره كسائر الأيام تطلع فيه الشمس وتغيب في مسائه إن شاء الله يواصل فيه المواطنون نضالهم من أجل لقمة العيش والكرامة، تواصل فيه الأزمة السياسية تعقيدها، والنظام استهتاره بالقيم والثوابت.
وعموما فإن هنالك مؤشرات كبيرة تدعم موقفنا وتجعلنا في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة نرفض رفضا باتا المشاركة في هذه المهزلة التي يعمل النظام على إنجازها ويطلق عليها اسم الحوار.
الأكيد أن النظام وأبواقه فقط هم من سيحضر وسيحاور تلك الأبواق التي لا تزيد على أن تكون صدى لصوته لا أكثر، ستغيب القضايا الوطنية والنقاشات الجادة لأن النظام غير مستعد لها أصلا ويسعى لتحضير طبخة سياسية تحقق أهدافه في البقاء للسلطة والاستمرار في نهب خيرات البلد وتأزيم وضعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وليس هنالك أي دليل على جدية النظام في الحوار ولا على رغبته في نقاش الأزمة السياسية المتفاقمة.
وإننا في المنتدى الوطني نعتبر ما سيجري في يوم 7/9/2015 انقلابا على مشروع الحوار الذي كنا نسعى إليه، رغم أننا نملك مؤشرات كثيرة على أن النظام غير ساع إلى الحوار.
السراج : السلطة تحملكم مسؤولية فشل الحوار وتقول إنكم غير راغبين فيه؟
محفوظ ولد بتاح : هذا خطاب ممجوج، ومعهود من السلطة، مع كل إخفاق للنظام في مخادعة الشعب الموريتاني ومع كل فضيحة سياسية يتورط فيها النظام يخرج علينا أبواقه بالاتهامات ويطل سيدي محمد ولد محم ليتهم المعارضة بأنها هي من يقف وراء فشل الحوار أو يتحمل المسؤولية عن التأزيم.
السراج : في تصريحات منسوبة للرئيس محمد ولد عبد العزيز اتهم وفد المعارضة بأنه لا يملك القدرة على اتخاذ قرار وأنه غير مفوض. ما ردكم؟
محفوظ ولد بتاح : هذا جزء من أكاذيب السلطة وأبواقها، الأكيد أن وفد الأغلبية أو السلطة هو الذي كان بلا سلطة ولا قدرة على النقاش ولا اتخاذ موقف وقد سلمنا لهم وثيقة مكتوبة، ثم احتاجوا ثلاثة أسابيع ليتقدموا برد تافه وعديم الجدوائية.
ثم طلبنا منهم بعد ذلك إعداد محاضر لجلسات النقاش، فرفضوا، وهي فرصة أنتهزها لأنفي ما قاله سيدي محمد ولد محم بأننا رفضنا كتابة محاضر لجلسات النقاش، الأكيد أننا نحن من عرضنا عليهم كتابة المحاضر حتى لا نظل في دوامة من الأحاديث المرسلة والدردشات المفتوحة، وقد اعترضوا على ذلك ورفضوه رفضا باتا
وفي مرحلة لاحقة أبلغناهم بأننا غير مستعدين للاستمرار في جلسات مفتوحة ونقاشات لا نهاية لها، فطلبوا منا أن نكتب لهم بما نريد.
كتبنا لهم، ثم انسحبوا لمدة نصف ساعة من أجل التشاور أو ربما أخذ الأوامر والتعليمات من رئيسهم، ثم عادوا وأعلنوا رفضهم للرد المكتوب وعرضوا كتابة محضر فقط، قلنا لهم إننا نريد منهم ردا مكتوبا على وثيقتنا لا أكثر.
وعليه فإن النظام بشكل خاص هو من يتحمل المسؤولية عن فشل الحوار، لقد قرر إيقاف الجلسات النقاشية والانطلاق في رحلاته غير المفيدة نحو الداخل وبعد العودة بشهر أو أزيد أطل علينا برسالة تدعو إلى الدخول مباشرة في حوار على مقاس النظام وأغراضه.
السراج : هل أنتم واثقون من تماسك المنتدى؟
محفوظ ولد بتاح : المنتدى متماسك بأقطابه كلها ولن يحصل أي اختراق من النظام لتماسكه ووضوح أهدافه.
السراج : رئيس المنتدى كان في زيارة لباريس بدعوة من الخارجية الفرنسية هل يعني الأمر جزء من تدويل الملف السياسي؟
محفوظ ولد بتاح : ليس بالضرورة، ولست على اطلاع على ما جرى بين الرئيس والمسؤولين الفرنسيين وعموما فرنسا حريصة على استقرار موريتانيا وبين الحين والآخر تجري مشاورات مع عدد من المسؤولين والسياسيين في البلد.
برأيكم ماهي أهداف النظام من خلال هذا الحوار؟
محفوظ ولد بتاح : لا يخفى أن ما دعت إليه السلطة يدخل بشكل واضح ضمن استيراتيجية البقاء في السلطة التي يسعى ولد عبد العزيز لتنفيذها، وهنالك عدة احتمالات جرى الحديث عنها وتداولها كخيارات أمام النظام للبقاء في الحكم ومن أبرزها:
- تغيير طبيعة النظام : واحتذاء التجربة الروسية، بحيث تحول صلاحيات الرئيس أو أغلبها إلى وزير أول سيكون ولد عبد العزيز، الأكيد أن هذه التجربة على خطورتها لن تكون شبيهة للتجربة الروسية، حيث يحافظ الرئيس الروسي على بعض صلاحياته، أما إذا ما توجه النظام إلى هذه التجربة فلن يترك للرئيس أي صلاحيات.
- تهيئة الفرصة لأحد من يملك عليهم ولد عبد العزيز الوصاية الكاملة، ويتحدث الناس الآن عن تهيئة الأجواء لنجله أو أحد أبنائه ليتولى السلطة من عقبه.
وشخصيا أستبعد هذا الخيار وأنا متأكد من أن الإقدام عليه سيؤدي إلى مواجهة قوية مع الشعب ولن يتقبل الموريتانيون هذا الخيار أبدا.
السراج : هل أنتم واثقون من أن الجماهير ستقف معكم في رفض ما تسمونه استيراتيجية البقاء؟
محفوظ ولد بتاح : نحن نعول على شعبنا ونعتقد أن الشعوب التي أسقطت الديكتاتوريات وأوقفت الفساد تحمل نفس الدماء التي تحملها عروق شعبنا وتتنفس نفس الهواء المفعم بالحرية والسعي إلى الكرامة، البشر جميعا من طينة واحدة يحملون نفس الآمال ويكافحون آلاما مشتركة.
السراج : ماهي الشروط أو الضمانات التي تريدون من النظام توفيرها؟
محفوظ ولد بتاح : للحوار شروط وللجدية فيه علامات، لم تظهر لحد تلك العلامات ولم تتوفر تلك الشروط، ونحن نحتاج إلى بناء جسر ثقة بيننا وبين النظام لأن الثقة معدومة نهائيا، لقد سطرنا تلك المتطلبات والشروط الضرورية لإقامة حوار جاد ينهي الأزمة السياسية ويفتح الباب أمام ممارسة ديمقراطية نزيهة تنهي تحكم العسكر ومصادرتهم لمقدرات الوطن
لكن النظام دأب على نقض عهوده وكان من آخرها تعهداته في الحوار في قطب المعاهدة، وكان من تلك التعهدات منح 30% من وقت الإعلام العمومي لصالح القوى السياسية وهو ما لم يحصل لحد الآن.
زاد الأمر أيضا توترا، أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز تملص من كل الالتزامات ومن كل المطالب والشروط، وحتى إعلان الممتلكات فقد جاء الرئيس بحجة واهية ادعوا أنهم نقلوها عن رئيس المحكمة، والحقيقة أن النص القانوني صريح جدا في إعلان الرئيس عن ممتلكاته ونشر ذلك الإعلان بعكس الوزراء وبقية المسؤولين الذين يكفي أن يعلنوا أمام رئيس المحكمة العليا.
السراج : ماذا عن مسار محاربة الفساد لدى النظام؟
محفوظ ولد بتاح : النظام لم يحارب الفساد ولكنه احتكره لنفسه، وقد أبت الدراهم بالفعل إلا أن تخرج أعناقها وظهرت معالم هذا الفساد واضحة وجلية.
السراج : ماذا تملكون من الوسائل لمنع النظام من تحقيق أهدافه التي تعارضون؟
محفوظ ولد بتاح : نملك قدرة ووعي شعبنا الذي آن له أن يعبر عن رفضه لاستمرار هذا الرئيس في السلطة، عندما تتعقد الأمور أكثر ستجد السلطة نفسها في مواجهة شعب لم تجرب المواجهة معه من قبل لأن المعارضة لم تدع في أي وقت لمجابهة السلطة رغم قمعها وبشطها.
ونحن اليوم ندرك أكثر من أي وقت مضى أن استمرار النظام في السلطة هو دعوة صريحة لعدم الاستقرار، فالمشكل الطائفي تتم تغذيته وتوسيع خلافاته بفعل سياسات النظام، وجيران البلد وإن سلموا بالوجود الشكلي لموريتانيا إلا أنهم لا يزالون يتحينون الفرص المواتية من أجل الانقضاض عليها في أي وقت يرون أنها باتت ضعيفة وجاهزة للتقاسم..
لذلك ثمة ضرورة مهمة لحوار وطني شامل وجدي لا حوار ذر الرماد في العيون، حوار ينهي سيطرة العسكر وتحكمهم ينهي دوامة الانقلابات، حوار يقيم مؤسسات ديمقراطية ويرسى مواطنة
كاملة هذا هو ما سنشارك في مساره وسندعمه وليس حوارات جانبية تشرع استمرار الديكتاتورية.
السراج:شكرالكم.