كان نخاسا مشهورا في أرض القبلة، روع اكصور الزنوج، فقد أعد لمهنته تلك قلبا صلدا لم يدر ما الرحمة، تمر عليه الأهوال كما مر الأتي على الصفاة وجملا فنيقا كأنه جبل،
وحبالا وسلاسل وأغلالا، وكان زبناء بضاعته يحددون له المواصفات المطلوبة،
فيهب لجلب الطلبية المرغوبة، شابا، أو شابة أو فتى يافعا،
ممن يصلح للخدمة ويعد لأن يسام سوء الاسترقاق ، جمع من ذلك ثروة طائلة من متاع الناس يومها،
وكان إذا ما اعتقله الفرنسيون هب سادة قومه لنجدته وإنقاذه حتى طفح الكيل بأحد علماء قبيلته فأفتى أن فلانا النخاس لا يباع له ولا يشترى منه لأن ماله تراكم من حرام بين الحرمة لا لبس فيه،
وأنه منتقص القدر مردود الشهادة.
وبعد أن شاب وأقعده مر الجديدين كان لسانه شريط ذكريات سوداء،
يحدث عن وقائعه تلك، أجاب مرة من سأله كم خطفت من قرى الزنوج قال لا أحصيهم كثرة.
وأجاب مرة من سأله هل تأثر يوما أو أحس بحزن وهو يمارس سطوته:
قال مرة واحدة، حين أوصاني رجل على فتاتين يافعتين يريد اتخاذهما جاريتين في بيته، فلبثت فترة ولم أجد مطلوبه،
وذات مرة وأنا أحوم حول اكصر من اكصور الزنوج،
صادفت امرأة وشابتين يبدو من حالها معها أنهما ابنتاها،
فهددتهما بسلاحي وخطفتهما وحملتها على الجمل.
ولقد تأثرت من بكائها وبكائهما والحال التي أخذتها وأخذتهم،
غير أني همزت جملي وانطلقت بهما إلى الرجل الذي أوصاني،
وأخذت ثمنهما وانطلقت .......
تدوينة ـ محمد سالم ولد محمدو