الخلاف بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وابن عمه، رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو هو على الارجح واحد من بذور الشقاق بين المغرب وموريتانيا.
"التحول في العلاقات بين المغرب وموريتانيا لا يزال أمرا استثنائيا وفقا لآلان آنتيل رئيس برنامج إفريقيا جنوب الصحراء في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، وهو متخصص في الشئون الموريتانية. لكنه يضيف أنه ليس هناك خصام دائم بين موريتانيا والمغرب. لكن الموقع المغربي 'لكم' لا يتفق مع هذا الرأي حيث نشر قبل إغلاقه سنة 2013 من طرف الحكومة مقالا بعنوان: هل المغرب في طريقه ليفقد موريتانيا. وقد احتل التحقيق المشهد الاعلامي الإقليمي آن إذ وتوقف مع السقطات الدبلوماسية في علاقات البلدين.
فالمملكة المغربية تتهم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالتقرب من الجزائر التي تتصارع معها منذ أكثر من ثلاثين عاما بشأن الصحراء الغربية. وهو ما يجعل علاقات موريتانيا مع أي من البلدين حساسة للغاية. ويعزو البعض برودة العلاقات بين العاصمتين أساسا إلى أسباب جيو سياسية، فيما يعتقد آخرون أن لوجود رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو في المغرب دور في ذلك حيث يستغل مكانته الاستراتيجية لتشويه سمعة ولد عبد العزيز مع الحكومة المغربية.
بوعماتو هو مصرفي ورئيس مجموعة صناعية ومالية مزدهرة، يعيش الآن في مراكش ويُدير منها أعماله. واجهت شركاته عددا من الإجراءات الضريبية في موريتانيا وهُددت بالإغلاق وهو سبب كاف لجعله يسعى لتقويض نظام عبد العزيز والتأثير على سمعته لدى المغرب الشريكا الاقتصاديا الأساسي. وقد أطلق في أغسطس الماضي هيئة لتطوير الديمقراطية في إفريقيا ومكافحة الفقر. لكن أصواتا ارتفعت في موريتانيا متهمة إياه بالسعي لزعزعة استقرار النظام في أفق انتخابات 2019. فالمؤسسة هي حصان طرواده لخدمة طموحاته من خلال التسلل إلى شبكات النفوذ في موريتانيا وفقا لموقع Africa Intelligence.
في محاولاته لزعزعة استقرار السلطة ذهب ولد بوعماتو إلى حد تقديم الدعم لوسائل إعلام مؤثرة في المنطقة: كما هو الحال بالنسبة لموقع Mondafrique. وهو ما اعترف به صاحب الموقع نيكولا بو الذي قال إن ولد بوعماتو يملك 10 بالمائة من الموقع. فهل إن ولد بوعماتو يسعى فقط لتشويه صورة ابن عمه أم أنه يطمح بدوره لكي يصبح رئيسا للبلاد؟
ترجمة الصحراء