يتزايد الجدل في الأوساط الدولية إزاء التدخل العسكري الروسي في سوريا، وخاصة في ظل استمرار المقاتلات الروسية بقصفها قوات المعارضة، ونشر إيران قوات برية تقاتل إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، وسط تساؤلات عن ما إن كانت روسيا تريد أن تملأ الفراغ الذي تركته أميركا بالشرق الأوسط؟
في هذا الإطار، تناولت صحف أميركية وبريطانية تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، وتحدثت عن عزم روسيا فرض دور لها في الشرق الأوسط كلاعب رئيس في سياسات المنطقة.
فقد أشارت مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى التغيرات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في أعقاب فشل إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في سوريا وتراجع النفوذ الأميركي في المنطقة برمتها وعلى المستوى الدولي.
وأوضحت أن روسيا تمكنت من تشكيل تحديات غير مسبوقة لإدارة أوباما في الشرق الأوسط، وذلك من خلال نشر موسكو عددا من مقاتلاتها وبضعة آلاف من جنودها في سوريا، مما دفع بالكثير من حلفاء أميركا إلى الاعتقاد بأن واشنطن تتطلع للانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي قبولها بتزايد النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة برمتها.
خطورة
من جانبها أشارت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية -في تحليل مطوّل- إلى خطورة إستراتيجية "اللاحرب واللاسلام" التي تتخذها الولايات المتحدة إزاء التدخل الروسي في سوريا، وأوضحت أن أوباما على وشك إضافة فصل كئيب آخر إلى سجل سياسته الخارجية.
وأضافت أن تردد إدارة أوباما إزاء اتخاذ موقف حاسم لوقف الحرب التي تعصف بسوريا منذ نحو خمس سنوات، وتركيز واشنطن فقط على مواجهة تنظيم الدولة في سوريا وعدم تدخلها في أوكرانيا، كلها عوامل شجعت على التدخل الروسي في سوريا.
وأشارت إلى أنه يتعين على الإدارة الأميركية التصدي للأطماع الروسية في سوريا والمنطقة، وينبغي لها كذلك التخلي عن سياسة التردد التي تسببت في إضعاف موقف الولايات المتحدة، سواء أمام حلفائها في المنطقة أوعلى المسرح الدولي.
وفي السياق ذاته، نشرت صحية نيويورك تايمز الأميركية مقالا للكاتب روجير كوهين تساءل فيه عن الخطوة التالية التي يمكن للرئيس أوباما اتخاذها إزاء التدخل العسكري الروسي في سوريا، وأوضح أنه كان ينبغي لأوباما العمل على فرض حظر للطيران في سوريا أو إقامة منطقة عازلة يفر إليها المدنيون السوريون.
وأوضح الكاتب أنه كان بإمكان أوباما تدمير سلاح الجو التابع لنظام الأسد وتسليح المعارضة السورية المناوئة للنظام بأسرع ما يكون، ولكن شيئا من هذا لم يحصل، وأعرب الكاتب عن أمله في أن يضع الرئيس الأميركي القادم حدا للأزمة السورية والأزمات الأخرى في الشرق الأوسط وتلك التي في البلطيق وغيرها من المناطق في العالم، وأن يعيد البلاد إلى دورها الريادي على المسرح الدولي.
من جانبها أشارت صحيفة ذي تايمز البريطانية إلى أن إيران أطلقت العنان لقواتها من النخبة للقتال ضد قوات المعارضة السورية في حلب، وذلك إلى جانب قوات النظام والمليشيات الأخرى تحت غطاء جوي من المقاتلات الروسية.