يعاني مهاجرون من جنسيات مختلفة، والمحتجزون منذ نحو خمسة أشهر، في مخيم بمنطقة “كراريم” بمدينة مصراتة الليبية، من ظروف إنسانية متردية.
ووفقا لمعلومات حصل عليها مراسل الأناضول، فإن نحو 1500 مهاجر يحملون جنسيات عدة، بينها مصر، وبنغلادش، والمغرب، والسودان وغانا، وغامبيا، وتشاد ونيجيريا، ومالي، خرجوا في رحلة محفوفة بالمخاطر “أملا في الوصول إلى بلدان أوروبية”، يحتجزون في أماكن شبيهة بالسجون في ليبيا.
ويفيد سكان مدينة مصراته (المطلة على البحر المتوسط)، بوجود 9 مخيمات في عموم ليبيا، يقيم في كل واحد منها نحو 500 مهاجرا.
ويتكون المخيم الذي سمح لفريق الأناضول بزيارته، من بناية مؤلفة من طابقين، تضم عشرات الغرف يوزع فيها المهاجرون حسب دولهم، فيما يقيم النساء بقسم منها، ويعيشون في وضع يرثى له.
وتضم الغرفة الواحدة عددا كبيرا من المهاجرين، حتى أنه يصعب في بعض الأحيان وجود موطىء قدم في بعضها، فيما يبذل من يخرج لقضاء حاجته جهدا كي لا يسحق أحدا تحت أقدامه.
ويصف المهاجرون البناء الذي يحتجزون فيه بـ”السجن”، كونه محاط بجدران سميكة وعالية، وأبوابها الخارجية مغفلة، وتخضع لحراسة أمنية في كل الأوقات.
ويقول “جمال” للأناضول، أحد المهاجرين التشاديين “إن المكان الذي يطلق عليه اسم مخيم هو في الأصل سجن”، مضيفا “انظروا، نقيم في غرفة واحدة بأعداد كبيرة، لذا يصعب علينا التحرك من مكاننا”.
ويطالب جمال المسؤولين الليبين السماح لهم بالعودة إلى بلدانهم، مضيفا “مغامرتنا التي شرعنا إليها باءت بالفشل، حيث نحتجز هنا منذ 5 أشهر، مطلبنا الوحيد هو العودة إلى بلداننا”.
بدورهم يقول الأخوة الخمسة “بروميس، وإيلغي، وأوسانس، وويليام، وكريستوبا”(أصغرهم 10، وأكبرهم 16 عاما)، من أصول نيجيرية المقيمين في المخيم أيضا، للأناضول، “على الأقل ينبغي على السلطات أن ترحلنا إلى بلادنا”.
ويوضح الغاني “محمود يوسف”، أنه خرج في رحلة من أجل الوصول إلى إيطاليا، سعيا لمستقبل أفضل لزوجته وأولاده، مضيفا “لدينا أصدقاء فقدوا حياتهم في هذا المكان، حيث نعيش في وضع يرثى له، لا نعرف ما هو مصيرنا”.