ثيقة تعود لـ2007: إيران تشكل تهديدا للمصالح الأمريكية ويجب التعايش مع حكومتها الحالية وتحسين العلاقات معها
• برينان تداول وثائق عن مقترحات لوقف طرق التعذيب التى تتبعها المخابرات الأمريكية مع المعتقلين
فى الوقت الذى أدانت فيه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية اختراق البريد الإلكترونى لمديرها، جون برينان، نشر موقع «ويكيليكس» أمس الأول، عدة وثائق من الرسائل الخاصة له، تعود إلى ما بين 2007 و2009، أى قبل تسلمه مهام منصبه عام 2013.
وقال «ويكليكس» فى بيان أمس الأول: «اليوم، 21 أكتوبر وخلال الأيام المقبلة سوف ينشر ويكيليكس وثائق من علبة بريد الرسائل الإلكترونية غير الحكومية لمدير سى آى إيه جون برينان»، مؤكدا أن القائد المخابراتى «استعمل هذا الحساب بشكل عابر فى مشاريع متعلقة بالمخابرات».
وتحت عنوان «لغز إيران»، جاءت وثيقة من 3 صفحات بتاريخ نوفمبر 2007 (حين كان يترأس برينان شركة مخابرات خاصة)، تشدد على ضرورة إيجاد طريقة للتعايش مع إيران، وذلك استنادا على توقعات بأن طهران ستصبح لاعبا أساسيا على الساحة العالمية فى العقود القادمة، وستؤثر تحركاتها على المصالح الأمريكية الإقليمية والدولية.
وقالت الوثيقة إن «إيران دولة يبلغ عدد سكانها 70 مليون نسمة، ولديها كمية من مخزون النفط فى العالم، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجى، واحتمالية تطويرها لبرنامج نووى، كلها أسباب تترك الولايات المتحدة بلا خيارات إلا أن تجد طريقة للتعايش مع الحكومة الإيرانية الموجودة فى الحكم».
وتابعت الوثيقة: «العديد من العقبات تقف فى طريق تحسين العلاقات الأمريكية الإيرانية، ولكن أكثرها شقاء هو سجل النظام الإيرانى الحاكم منذ 30 عاما فى المشاركة بالإرهاب العابر لحدودها، بطريقة مباشرة وغير مباشرة سعيا لتطبيق استراتيجياتها الثورية».
وتحت بند «التوصيات»، قالت الوثيقة إنه يجب على من يتولى حكم الولايات المتحدة فى يناير 2009، «العمل بسرعة مع إيران»، مدرجة عدة بنود للعمل من خلالها، وهى «تخفيف حدة التصريحات، وتأسيس حوار مباشر مع القيادة فى طهران من خلال تعيين مندوب للرئاسة الأمريكية خاص بإيران، والبحث عن خطوات حقيقية لتحسين العلاقات بين البلدين»، كما أوضحت الوثيقة أنه يجب ألا يدور أى جدال على تعيين مندوب خاص بطهران نظرا لأنها على لائحة داعمى الإرهاب، لأن الإدارة الأمريكية لديها علاقات دبلوماسية مع سوريا، التى هى أيضا على اللائحة».
ومن الوثائق الأخرى التى نشرها «ويكليكس»، استمارة من 50 صفحة يفترض أن يكون برينان ملأها عام 2008، فى عملية تحقق عن تاريخه ليتم السماح له بالحصول على معلومات حساسة وسرية.
وفى تلك الفترة كان برينان يعمل فى القطاع الخاص، حسب سيرته التى نشرتها «سى آى إيه»، فيما ذكر «ويكيليكس» أنه كان على رأس شركة متخصصة بالمخابرات تسمى «ذى انالايزس كوربوريشن» أو «شركة التحليل».
وتضمنت الاستمارة غير السرية، على معلومات شخصية ومعطيات عن عدد كبير من أقرباء برينان بينها رقم هاتفى نسب إلى جورج تينيت، مدير «سى آى ايه» من 1994 إلى 1996، والذى مازال صالحا حسب وكالة الصحافة الفرنسية، التى اتصلت بالرقم وأجابت سيدة بأن «تينيت لن يتحدث إلى الصحافة».
ونشر «ويكيليكس» وثيقتين تتعلقان بالمناقشات البرلمانية حول تعذيب المعتقلين وتعودان إلى عام 2008، وتعد الوثيقة الأولى نسخة من اقتراح قانون، تم بحثه وقتها فى مجلس الشيوخ، ويتضمن الممارسات التى يجب حظرها مثل تقنية الإيهام بالغرق، وإجبار المعتقل على خلع ملابسه بالكامل والتحرش به، والضرب والصعق بالكهرباء والحرق، أو منع الطعام والشراب والأدوية.
أما الوثيقة الثانية فهى رسالة نسبت إلى مسئول لجنة برلمانية تدعو إلى منع بعض تقنيات الاستجواب، والتى تستخدم ضد المعتقلين فى الولايات المتحدة بعد تفجيرات سبتمبر، حيث دعا المسئول الأمريكى أن يبحث الكونجرس حل لمنع تقنيات الاستجواب القاسية بما لا يمنع وكالة المخابرات الأمريكية من الحصول على معلومات تحمى الأمن القومى الأمريكى.
من جانبها، أدانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى آى إيه)، أمس الأول، قرصنة الرسائل الإلكترونية الشخصية لمدير الوكالة، جون برينان، قائلة: «ليس هناك أى اشارة إلى أن الوثائق التى نشرت حتى الآن سرية»، مشيرة إلى أن «قرصنة حساب عائلة برينان تشكل جنحة، وجرت بنوايا شريرة». وفق وقت سابق، قالت تقارير صحفية أمريكية إن طالبا بالمرحلة الثانوية اخترق حساب برينان، دعما لفلسطين.