اكدت تطورات حدثت أمس الثلاثاء في نواكشوط بينها مكالمة هاتفية بين الأمين العام للرئاسة ورئيس منتدى المعارضة، أن الوساطات التي قامت بها جهات داخلية وخارجية بين نظام الرئيس محمد ولد عبدالعزيز ومعارضيه، قد آتت أكلها إلى حد ما.
فقد أكدت مصادر مطلعة داخل المنتدى، لـ«القدس العربي» أن «الوزير الأمين العام للرئاسة مولاي ولد محمد الأغظف أكد لرئيس منتدى المعارضة أحمد سالم بوجبيني في المكالمة المذكورة، استعداد الأغلبية للعودة لمسار نيسان الذي قطعته الحكومة في أيلول/سبتمبر الماضي واستعاضت عنه بأيام تشاورية كان هدفها، على ما يبدو، الضغط على المعارضة، للتنازل عن شروطها المجحفة بالنظام».
وأوضحت المصادر «أن الأمين العام للرئاسة اشترط مقابل هذا أن تتنازل المعارضة بدورها عن اشتراطها تقديم الحكومة لرد مكتوب على وثيقة الممهدات، وأن تنضم المعارضة لمنتديات الحوار على أن تناقش وثيقتها داخل ورشات الحوار».
وحسب مصادر أخرى فإن «الأقطاب السياسية والنقابية المؤلفة لمنتدى المعارضة ستعقد اجتماعا موسعا اليوم الأربعاء لمناقشة التطورات الجديدة على أن يعقد طرفا الأغلبية والمعارضة بعد ذلك لقاءات للتداول حول مستخلصات الوساطة التي يبدو أنها مؤسسة على تنازلات من الطرفين، يتلوها لقاء ثم اتفاق على مسار جديد يضمن دخول المعارضة في الحوار الشامل».
وإذا كانت الآمال قد تجددت على هذا المستوى، بعد قطيعة طويلة، كما ذكرت ذلك «القدس العربي» من قبل، فإن صقور منتدى المعارضة يتقدمهم أحمد ولد ضاداه، رئيس أكبر حزب معارض، لن يقبلوا بأي تنازلات عن شروط المعارضة وهي الرد المكتوب على النقاط التي تضمنتها وثيقة المعارضة، وتطبيق الحكومة لإجراءات حسن نية بينها حل كتيبة الأمن الرئاسي، وفتح وسائل الإعلام العمومية أمام المعارضة، وإطلاق سراح الموقوفين الذين تعتبرهم المعارضة سجناء سياسيين وتعتبرهم الحكومة سجناء حق عام.
القدس العربي