أنباء أطلس (نواكشوط): أشاد مسئول التلقيح لدى مكتب منظمة الصحة العالمية بموريتانيا، الدكتور ناصر الدين ولد زيدون بالإنجازات التي حققتها موريتانيا خلال السنوات الخمس الأخيرة في مجال مكافحة ألأمراض التي تمكن الوقاية منها بواسطة التلقيح، خاصة شلل الأطفال، مما مكن من اختفاء الفيروس نهائيا مذ 2010، منبها إلى أن هذه المكاسب تظل بحاجة باستمرار إلى الصيانة و التعزيز لضمان رفع جميع التحديات المسجلة في المجال.
و جاءت تصريحات المسئول ألأممي تعليقا على حملة و طينة لتحصين 650377 طفلا ضد الشلل و مكافحة نقص فيتامين "أ " و الديدان المعوية في صفوفهم ، نظمها قطاع الصحة في الفترة ما بين 23-26 أكتوبر 2015 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و تزامنا مع بلدان المنطقة العالمية للصحة ضمن ما يعرف ب "المراحل الأخيرة من استئصال الشلل و تعزيز الحصانة الجماعية لدى الأطفال من 0 إلى 5 سنوات".
و في معرض حديثه عن سياق الحملة ، أو ضح د. ناصر أن اكتشاف فيروس الشلل الفتاك لدى طفل عمره 19 شهرا، قادما من غينيا أوجد وضعية مقلقة استدعت من دول المنطقة تنظيم حملات تلقيحية متزامنة مع مالي و غينيا، إلى جانب المزيد من اليقظة و تعزيز الرقابة الوبائية و التحصين الفعلي لكل الفئات المستهدفة في المناطق الحدودية.
و بخصوص فيتامين الف و الديدان المعوية، يرى المسئول الصحي أنها ضرورية لتقوية مناعة الطفل ضد المرض و تضاعف حظوظه في البقاء و تدعيم بنية الجسم ،كما أن الديدان المعوية تشكل السبب الرئيس في ألإصابة بنقص الدم و مكافحتها تفضي إلى توازن غذائي ضروري للجسم.
كما تحدث عن مستجدات الحملة ،مقارنة مع مثيلاتها السابقة، مبرزا أنه تم خلالها و لأول مرة استخدام نظام التقطيع ألخرائطي و الجغرافي الذي يمكن من جمع المعطيات في فترة قياسية و التحديد ألموقعي للمكان المستهدف و جمع البيانات الإحصائية الدقيقة فيما يتعلق بالأمراض التي تمكن الوقاية منها بواسطة التلقيح و حملات التلقيح و الأوبئة.
و أضاف أن هذا النظام يستخدم في مجال التوزيع الجغرافي و تأرججات نسب ألإصابات و انعكاس المرض و الفيئات المعرضة للإصابة و المناطق الوعرة و التخطيط الإستراتيجي في مجال تفادي عوامل الخطر و تقدير الموارد اللأ زم توفيرها من خدمات صحية و مدارس و نقاط مياه.
و بخصوص مدى تقبل الموريتانيين لثقافة التلقيح رغم تعدد الحملات سنويا مذ 2009, يرى الدكتور ولد زيدون أن هذه الثقافة موجودة رغم بعض النواقص في مجال الإعلام و التحفيز و معوقات أخري مرتبطة بالخدمة و هو ما أظهرته جليا المراجعة التي نظمها البرنامج الموسع للتلقيح سنة 2014.
و تحدث أخيرا عن ترافق الحملة مع نصائح و ارشادات وقائية, فأبرز أن النظافة تشكل عاملا حاسما للوقاية من الشلل الذي ينتقل بواسطة الفم و البراز ولا يوجد له دواء علاجي سوى التلقيح عدة مرات، كما أن غسل اليدين بالصابون و الماء الذي هو إجراء بسيط يشكل عاملا فاعلا في إنقاذ أرواح الأطفال، حيث تحصد الإسهالات و الالتهابات الصدرية سنويا مليون و سبعمائة طفل مما دون الخمس سنوات و هي خسارة تمكن الوقاية من نصفها بواسطة غسل اليدين.
م ع