وصل ملك المغرب محمد السادس إلى مدينة العيون -كبرى مدن الصحراء الغربية- بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء التي سعت لتحرير الصحراء من الاحتلال الإسباني، وتعهد بالتصدي لمحاولات التشكيك في الوضع القانوني لمنطقة الصحراء.
ومن المتوقع أن تتواصل زيارة الملك المغربي للمناطق الصحراوية أسبوعا كاملا يعلن خلالها عن برامج استثمارية بقيمة عشرة مليارات دولار.
وقال الملك محمد السادس في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء مساء أمس الجمعة، إن المغرب يريد البدء بإطلاق مرحلة جديدة للاندماج الكامل للأقاليم الجنوبية.
وأضاف أن بلاده ستتصدى بحزم لكل محاولات التشكيك في الوضع القانوني لمنطقة الصحراء.
يذكر أن ملف الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو مطروح حاليا على الأمم المتحدة. وقد قدم المغرب مشروع حكم ذاتي موسع كحل للنزاع، لكن جبهة البوليساريو ما زالت تطالب باستفتاء لتقرير المصير.
الملك ينتقد الجزائر
واتهم الملك المغربي الجزائر "بإهمال سكان تندوف وتركهم في وضع مأساوي"، وقال إن "التاريخ سيحكم على الذين جعلوا من أبناء الصحراء الأحرار الكرام متسولين للمساعدات الإنسانية".
وتابع قائلا "لماذا تقبل الجزائر التي صرفت الملايين في حربها العسكرية والدبلوماسية ضد المغرب بترك سكان تندوف في هذه الوضعية المأساوية واللاإنسانية؟".
كما هاجم الملك قادة جبهة البوليساريو قائلا "كيف يمكن تفسير الغنى الفاحش لزعماء الانفصال الذين يملكون العقارات ويتوفرون على حسابات وأرصدة بنكية بأوروبا وأميركا اللاتينية؟ ولماذا لم تقم الجزائر بأي شيء من أجل تحسين أوضاع سكان تندوف الذين لا يتجاوز عددهم أربعين ألفا على أقصى تقدير".
وأكد أن مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية "هي أقصى ما يمكن للمغرب أن يقدمه".
يذكر أن نحو 350 ألف مغربي توجهوا يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1975 في مسيرة سلمية بدعوة من ملك المغرب الراحل الحسن الثاني إلى جنوب البلاد لتحريره من الاستعمار الإسباني، قبل أن يصبح النزاع على المنطقة بين الرباط وجبهة البوليساريو.