بالفعل بدأت اللجنة المكلفة بتسيير وتوزيع صندوق دعم الصحافة الخاصة الموريتانية اجتماعاتها، وذلك لتسيير أموال الصندوق لهذا العام 2015.
إن هناك ملاحظتين مهمتين في هذا المجال:
الأولى أن الدولة الموريتانية تمنح الصحافة المستقلة "المال"، حتى ولو كان أقل من المطلوب.
الثانية، أن الصحفيين هم من يوزع هذا المال.. وليس الدولة.
إن هذه اللجنة، التي تمثل جميع أنواع الطيف الصحفي في البلاد، أمام مسؤولية جسيمة وهي إيصال الدعم، وبأكبر وسيلة ممكنة، للمؤسسات الصحفية المستقلة التي كابد أصحابها من أجل خلق إعلام موريتاني حرّ، لا يماري أحد أنه كان إعلام الموريتانيين بكل مرجعياتهم الاجتماعية والثقافية وغيرها.. لقد كان إعلاما حرا صنعته أجيال محدودة وقليلة قررت ذات يوم أن تمشي في حقل الأشواك والفطر السام، دون أن تعبأ بأبشع صورة تحاول "أغلب الجهات" رسمها للصحفي.. صاحب القلم.
يهمني في هذا الإطار، أن ألفت انتباه الزملاء إلى نقطيتين رئيستين:
الأولى، أنه من غير المعقول، أحرى المقبول، أن تستحوذ المطبعة الوطنية على نسبة 70 أو 80% أو غيرها من "النسب" من أموال الصندوق..
إن هذه المطبعة تؤدي دورا جدّ محدود اليوم للصحافة الورقية .. بل لا تطبع أي صحيفة حرة في بعض الأيام..
وعلى المطبعة أن تدرك أن الإعلام الموريتاني أصبح "إعلاما ألكترونيا".. انتهت "الإشارة".
النقطة الثانية: هي أن على اللجنة أن تراجع بشكل دقيق وعلمي قضية "المقروئية"..
على أي أساس تصنف اللجنة مقروئية المواقع الألكترونية؟
إن خدمة "آلكسا" خدمة تباع وتشترى... إنها توفر القراء الافتراضيين لمن يدفع.
إن "آلكسا" تتباهى بذلك وتعرض إعلاناتها.
إذا، لا مصداقية مطلقا في مؤشر "آلاكسا" بالنسبة للمقروئية..
بل إن بعض المبرمجين يضع "أكوادا" ترفع عدد المتصفحين الوهميين.. وهناك مواقع كثيرة تقوم بهذه الخدمة.. (موقع خمسات...).. يذكر بزمن "كل ش بمية"..
في ناحية أخرى، فتح "السباق" نحو ترتيب "آلكسا" كارثة حقيقية على الصحافة الموريتانية، وخاصة "مواقع المواقع"، التي أصبحت تنشر عشرات العناوين المقززة مهنيا، والكاذبة إخباريا... وذلك من أجل جر القراء وخدعهم من أجل قراءة مواضيع هي فعلا "مواضيع"... الجميع يعلم تلك العناوين التي تفسد الذوق، وتتجاوز حدود المهنة وأخلاقياتها، من أجل "سباق الترتيب".
إن أعضاء اللجنة يعرفون وسائل الإعلام الأكثر خدمة للقارئ الموريتاني وللبلاد.. ويعرفون الصحفيين المهنيين الأوفياء لهذه المهنة... إنهم ليسوا في حاجة لوسائل إعلام "تصعد" بفضل عناوين ما "تحت السرة".
... زملائي..
هل يعقل أن لا تقوم لجنة دعم الصحافة بتكريم رواد الصحافة... وبمبلغ يليق بهم وبمكانتهم ودورهم في خدمة الحقل الإعلامي.
أننسى أولئك الصحفيين المهنيين الذين شكلوا جامعات إعلامية... وتفوقوا في أكثر وسائل الإعلام الكونية وأكثرها مهنية. ماذا ستقولون لكاتب صحفي كالشيخ بكاي.. عبد الله السيد.. سدينا ولد إسلم... وبقية جيل العطر.
زملائي..
هناك ملاحظات أخرى سأبعثها لكم في وقت لاحق بحول الله وقوته.
بقلم: المختار السالم