ظلت، ولاية تيرس زمور تتمتع بمساحتها الشاسعة و خيراتها المنجمية الوافرة، على امتداد فترة زمنية ليست بالقصيرة، حتى أيامنا هذه، حيث صارت قِبلةً لأعداد لا بأس بها من الأشخاص الراغبين في إيجاد فرص العمل الموجودة في الولاية، بكثرة، ورغم هذه الطفرة الكبيرة، التي يتباها بمظلتها الخيرية البعض، نجد ما يناهز 60 % من شباب الولاية، عالقين بين مجالات الهامش بحجة أنهم ليسوا مكونين و لا مؤطرين، على حد قول البعض من المستفيدين و المراهنين من أبواق دعوة الفساد السياسي و الإداري؛ من جماعات لا تلتزم بأسط أدبيات مذكرة الوعود...
شماليون، شباب ظلوا دومًا، ضحية سياسات غير منصفة بالمرة، يُدافع عنها من أَوْكل نفسه عبثًا، بأن هؤلاء ليسوا مؤهلين ولا يصلحون لحملات الدولة الساعية إلى الدفع بعجلة قطار التنمية، في حين نجد غالبية الشباب الزموري يتمتعون بتأطير عالٍ و تكوين مهني فائق النظير كما يجمع غالبية المختصّين بأن الشباب هو الطاقة الكامنة التي بها تسمو الشعوب و ترتقي الاقتصادات لتصل قمم المجد و رقي الأزمان.
نعم، صحيح أنه سبق و أن تمت محاولات جادة، تهدف لدمج أعداد من هؤلاء الشباب المظلومين، دمجهم في مسابقات تؤدي بهم إلى اللحاق بركب العاملين و المساهمين في مسار التنمية الاقتصادية المعاصرة للبلد و التي أعلن عنها رئيس الجمهورية في مناسبات انقضت، حيث جنّدت لها الدولة الكثير من الآليات و الإمكانيات الهائلة، إضافة إلى كوادر مختصين في المجالات المعنية. لكن وبسبب بعض الناقمين على أبناء هذه الولاية و على وجه أخصّ فئة الشباب، لا لشيء سوى حبًا للذات و الأنانية وروح الجشع التي تنم عن انعدام الوطنية و عدم الانتماء الحقيقي للولاية. بل ربما يشك في ولائهم للوطن، حيث لا نجد لهم أي صدى و لا أثر في المناسبات التي تدعو إلى الحرص على المصلحة الوطنية العليا المتمثلة في استغلال الطاقات الكامنة لدى مجاميع الشباب الزموري الواعد ذوي المهارات المتنوعة في مجالات عديدة.
نعم، فهناك لا شك مجالات جادّة وواعدة صادرة عن رؤية مستقبلية ثاقبة، إلاّ أن هذا كله يصطدم بجدار المتمايلين الخاملين الذين لا يعرفون لتقييم الجهود سوى هضم الحقوق و تغييب أصحابها و الحرص على إظهار أنفسهم أنهم وراء كل حسنة و كل انجاز حتى يضيع الحق و تضيع الأمانات.
و يُتوقّع من القائمين على تمثيل قيادة الوطن في تيرس أن يقوموا بعملية جرد شامل تسعى إلى إنصاف شباب الولاية و مكافأته، حتى يتسنى له شحذ الهمم وبذل الجهود، ليصبح معظمه في خانة "الخير كله في الشباب" ممّا سيُكسب الوطن قفزة تختزل مراحل طويلة.
تيرس، اسم يرتبط بمسمى، حيث يُغيَب الشباب و حيث يرتع الوافد من بعيد و هو يتمتع بفرص الولاية، التي أعطت و نسيت شبابها، إقصاءُ يدعي البعض أنه مبرر بحكم نقص الكفاءات و المهارات بين صفوف و أوساط شباب تعرض لمماطلات و تسويفات في أحايين كثيرة. وهذا هو سرّ ركود الساحة الثقافية و سرّ انتشار الممنوعات و جنوح أعداد كبيرة منه، دون أي لفتة استباقية من أي طرف و لا حتى وقفة تأسف بها نلتمس للبعض الأعذار. بل تمادٍ و مراوغات، أريد منها إبقاء الحق المشروع لشباب الولاية مخفيًا بعيدًا، كالكنز المسروق، هذا يحدث في وقت تُطلَق فيه حملات تضليلية مغرضة تستهدف بالدرجة الأولى معظم شباب تيرس زمور. بالرغم من أنه يحتل السواد الأعظم من نسبة الساكنة برد النظر عن الأسر التي تتخبط في وحل الفقر و الحاجة بأعداد تبهر الناظر إليها ما إن يراها.
مآسٍ، تستمر و شباب يعاني منها، رغم لجوئه إلى بيئة طبيعية، تُعدّ بالنسبة له ملاذًا، مسكون بالكدر و عدم الإنصاف حيث يُخيّم الكبت وعدم راحة البال.
إلى متى يا شباب تيرس !
إلى متى يا رفاق الوطن !
عطاف ولدعبد الرحمن
41008742