تحت عنوان" رحيل قامة فن وابداع فارعة وطود مبادئ وطنية وقومية راسخة" مساء السبت الرابع عشر من نوفمبر التأمت في فندق شنقيط بالاس وسط العاصمة نواكشوط ندوة متميزة حضورا ومشاركة وجوا وجدانيا ونفسيا، حيث تداعى محبو قيم الوفاء والمروءة من كل أطياف المجتمع الموريتاني لتأبين الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد بدعوة من حزب الصواب الذي عقد الندوة تحت شعار ( تأبين قامة فن وإبداع فارعة وصاحب قيم وطنية وقومية راسخة) ووجه فيها الدعوة إلى جمهور الشعراء والأدباء والسياسيين الموريتانيين الذين لبت جمهرة كبيرة منهم الدعوة إما بالحضور المباشر أو بإرسال مشاركات مسجلة بأصواتهم أو كتبوها للقراءة نيابة عنهم، وكانت البداية مع كلمة حزب الصواب التي ألقاها نائب رئيس الحزب الأستاذ محمد المصطفى ولد الشيخ سعدبوه معتبرا في مستهلها أن الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد سكن القلوب في بلاد شنقيط حيا وميتا، و(احتفى به الشناقطة على نحو طافح بما مثله في أذهانهم من تجسيد الهوية اليعربية عبر تاريخها المديد الذي حمله فطاحلة الرجال جيلا بعد جيل ، وأودعوه قلعة مصاغة بالسهام والرماح والسيوف ، مرصعة بالعلم والمعرفة والثقافة والفن والإبداع من حامورابي حتى المأمون، وقبل ذلك وبعده احتفوا به لما بث في وجدانهم من دور العرب الرسالي بين الأمم، الذي شرفتهم به السموات حين سطعت شمس الإسلام من صحرائهم وامتدت ظلالا وارفة إلى انحاء المعمورة). كما أكد نائب رئيس حزب الصواب أنهم فخورون بحضور هذا الجمع الكريم من الشعراء والأدباء والإعلاميين الذي التأم في دعو الحزب لتأبين الراحل عبد الرزاق.
كان أول المتدخلين هو الشاعر الكبير ناجي محمد الإمام الذي رفض أن يكتب رثاء فيه كما رفض من قبل أن يكتب رثاء في الشهيد صدام حسين، والراحل محمد سالم ولد عبد الودود، لان مقامهم في نفسه يمنعه من موقف التذلل والخنوع الضروري للرثاء، ثم توالى على المنصة كل من : أمير الشعراء: محمد ولد ايدوم، ابو بكر ولد المامي، ممو ولد الخراش، محمد ولد مولود،الحسن ولد محم، ليفسح المجال لقراءة نصوص مسجلة للندوة بصوت الشاعرين الكبيرين: أحمد دولة ولد المهدي، سجلها من مدينة العيون، وأدي ولد آدب سجلها من الدوحة، ثم فسح المجال لمشاركات نثرية كانت أولاها مع الكاتبة والإعلامية زينب الجد، والكاتب والإعلامي حبيب الله ولد احمد وكلمة نقيب الصحفيين د/ الحسين ولد مدو الذي استحضر فيها من ذاكرة بعضا من شعر الراحل، قبل أن تعرض أمام الحاضرين بكائية طويلة اختلط فيه الشعر بالنثر الشعري كتبها الشاعر الكبير المختار السالم ولد أحمد سالم للمشاركة في الندوة وقرأها نيابة عنه الأستاذ الشيخاني ولد محمدن النحوي.
ظلت كل المشاركات يقطعها النحيب وحشرجة دموع الحاضرين المختلطة بالزغاريد وعبارات الإعجاب بشعر الرجل ومضامينه التي انطلقت من جروح الأمة وأوجاعها ودافعت عن العراق كل العراق من شماله إلى جنوبه.
وفي مقاطع كثيرة من بعض تلك المداخلات تحاضنت دموع الحزن والحسرة لدى الحاضرين مع ترنم الإعجاب، وشدو المروءة والبطولة والحنين إليهما كما تجسدتا في شعر الراحل وأبطاله ورموزه.