اقتيد هدبة بن الخشرم العذري إلى القتل في ختام قصة مشهورة، وهو موثق في الحديد، فقال:
فإن تقتلوني في الحديد فإنني ** قتلت أخاكم مطلقا غير موثق
فقال عبد الرحمن بن زيد (ابن عم الشاعر وأخو القتيل الذي قتل به): لا والله لا قتلته إلا مطلقا، فأطلق فسار بينهم يرفل إلى الموت، فلقيه عبد الرحمن بن حسان بن ثابت فقال: ما هذا يا هدبُ! قال: لا آتي الموت إلا شدا! قال: أنشدني، قال: على هذه الحال؟! قال: نعم، فأنشده:
ولا أتمنى الشر والشر تاركي ** ولكن متى أحمل على الشر أركب
ولست بمفراح إذا الدهر سرني ** ولا جازع من صرفه المتقلب
وحَرَّبَني مولاي حتى غشيته ** متى ما يُحَرِّبْك ابن عمك تحْرَب.
محمد سالم ولد جد