قالت الحكومة في بيان بثت الاذاعة الرسمية انه خلال جلسة طارئة لمجلس الوزراء استمرت حتى وقت متأخر من مساء الجمعة تقرر "اعلان حال الطوارئ في كل انحاء البلاد لمدة عشرة ايام اعتبارا من منتصف ليل 20 تشرين الثاني/نوفمبر" وكذلك "اعلان الحداد الوطني لثلاثة ايام" بدءا من منتصف ليل الاحد-الاثنين.
واوضح البيان ان جلسة مجلس الوزراء ترأسها رئيس الجمهورية ابراهيم بوبكر كيتا، الذي عاد على عجل الى البلاد من نجامينا، حيث كان يشارك في قمة دول الساحل التي استضافتها العاصمة التشادية.
وبحسب البيان فان "حال الطوارئ ستتيح تعزيز الوسائل القانونية للسلطات الادارية والمختصة في القاء القبض على الارهابيين، الذين قد يكونوا فارين، وعلى شركائهم المحتملين، وسوقهم امام القضاء".
واستمرت عملية احتجاز الرهائن، التي تبنتها لاحقا جماعة المرابطون المرتبطة بتنظيم القاعدة، حوالى تسع ساعات، وانتهت بعملية عسكرية مشتركة نفذتها قوات مالية واجنبية ولا سيما فرنسية، واسفرت في المحصلة عن سقوط 27 قتيلا على الاقل.
المرابطون تتبنى
الى ذلك تبنت جماعة "المرابطون" الاسلامية المتطرفة التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار الاعتداء الذي استهدف الجمعة فندقا في باماكو، وذلك في تسجيل صوتي بثت قناة الجزيرة مقطعا منه.
واوضح متحدث باسم الجماعة في المقطع "نحن في جماعة "المرابطون" نعلن تبنينا بالتنسيق مع امارة الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عملية احتجاز الرهائن في فندق راديسون" بباماكو. وطالبت المجموعة في تبنيها الذي يبدو انه سبق انتهاء العملية، باطلاق سراح "مجاهدين في سجون مالي" ووقف ما اسمته "العدوان على اهالينا في شمال مالي"، كشرط للافراج عن الرهائن.
وكان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان رجح في وقت سابق الجمعة مسؤولية بلمختار عن الاعتداء على الفندق. وقال الوزير لشبكة التلفزيون "تي اف 1" "انه ملاحق من قبل دول عدة منذ فترة طويلة، هو بدون شك وراء هذا الاعتداء، لكننا غير اكيدين بالكامل".
وكانت جماعة "المرابطو"ن تبنت هجوما سابقا وقع في 7 اذار/مارس ضد فندق في باماكو، وكان اول هجوم يستهدف غربيين في العاصمة، واسفر عن خمسة قتلى، ثلاثة ماليين وفرنسي وبلجيكي. وتابع الوزير الفرنسي "يجب القول ان "المرابطون"، هذه الجماعة ارهابية التي اعلنت ولاءها للقاعدة، هي خليط من اصوليين ورجال عصابات يستخدمون تهريب الاسلحة وتهريب المخدرات لتمويل انفسهم".
شاهد: المهاجمون تخاطبوا بالانكليزية
وفي شهادات ميدانية، صرح المغني الغيني الشهير سيكوبا بامبينو دياباتي لوكالة فرانس برس ان المسلحين الذين هاجموا فندق راديسون في باماكو، واحتجزوا رهائن كانوا "يتخاطبون باللغة الانكليزية". وقال دياباتي، في اتصال هاتفي اجرته فرانس برس من كوناكري، "سمعت الرصاصة الاولى عند الساعة 6:10 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش). اعتقدت اولًا انه امر طبيعي، لكن اطلاق النار استمر، ولم اكن اعرف ماذا يحدث في الخارج".
ويزور المغني، الذي يتمتع بشهرة كبيرة في مالي، هذا البلد باستمرار. واوضح انه لم ير المهاجمين، الذين قالت مصادر مالية ان عددهم هو ثلاثة على الاقل، بينما اكد مصدر فرنسي انهم اربعة على الاقل، لكنه سمعهم يتخاطبون بالانكليزية بشكل واضح.
وقال "لم ار المهاجمين، لكنني كنت اسمع اصوات اقدامهم من غرفتي. كانوا يطلقون النار داخل الفندق، في الممرات، وكنت اسمع ما يقولونه. كانوا يتناقشون باللغة الانكليزية. كانوا بالقرب من غرفتي، والجميع بقوا في غرفهم". الا انه لم يتمكن من تمييز لهجاتهم. اضاف ان "هؤلاء لم يأتوا للتسلية، بل للقتل، جاؤوا للقتل. اطلقوا النار على (رجال) الامن، واحتجزوا الذين كانوا في بهو الاستقبال والمطعم رهائن". واكد انه تمكن من مغادرة الفندق عند الساعة 7:45، بعدما انقذته مع رهائن آخرين القوات المالية، التي تدخلت بمساندة قوات فرنسية واميركية ومن الامم المتحدة.
أميركي بين القتلى
هذا وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان اميركيا قتل في الهجوم الذي استهدف الجمعة فندق راديسون بلو في باماكو، واسفر عن مقتل 27 شخصا على الاقل برصاص مسلحين هاجموا الفندق الفخم، واحتجزوا داخله اكثر من مئة رهينة.
وقال مسؤول في الوزارة "بوسعنا ان نؤكد مقتل مواطن اميركي في الهجوم على راديسون باماكو في مالي"، من دون ان يعطي اي تفاصيل عن هوية القتيل او ملابسات مقتله.
وبحسب وزارتي الخارجية والدفاع الاميركيتين فان جنديين اميركيين شاركا في تأمين سلامة الرعايا الاميركيين في الفندق، ولكنهما لم يشاركا بشكل مباشر في العملية العسكرية التي جرت ضد محتجزي الرهائن.
واستمرت عملية احتجاز الرهائن حوالى تسع ساعات، وانتهت بعملية عسكرية مشتركة نفذتها قوات مالية واجنبية، ولا سيما فرنسية، واسفرت في المحصلة عن سقوط 27 قتيلا على الاقل. ولدى واشنطن حاليا 26 جنديا في مالي بينهم 22 في العاصمة باماكو، بحسب القيادة العسكرية الاميركية في افريقيا.
الأزهر: ليسوا مسلمين
بدوره دان الازهر الهجوم المسلح الذي استهدف الجمعة فندقا فخما في مالي، مؤكدا ان "الإسلام بريء من هذه الممارسات الإرهابية النكراء". وقال الازهر في بيان انه "يدين بشدة الهجوم الارهابي الغاشم" الذي استهدف فندق راديسون بلو في العاصمة باماكو، حيث احتجز مسلحون اكثر من مئة رهينة، وانتهى بسقوط 27 قتيلا على الاقل، وتبنته جماعة "المرابطون" المرتبطة بتنظيم القاعدة.
واضاف البيان ان "الإسلام بريء من هذه الممارسات الإرهابية النكراء، ومن هؤلاء المجرمين الذين تجردوا من أقل معاني الإنسانية، وأن تلك الأفعال اليائسة لا تمت الى الإسلام بصلة وهو منها براء". ويدين الازهر باستمرار الهجمات المماثلة التي ينفذها جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية.
بدورها دانت وزارة الخارجية المصرية "الهجوم الارهابي"، معتبرة في بيان ان "الحوادث الإرهابية التي شهدتها دول عدة أخيرًا، إنما تؤكد أن الارهاب ظاهرة عالمية تقتضي توحيد كل الجهود لمواجهتها من اجل اجتثاثها من جذورها".
واشنطن تدين
من جهته دان البيت الابيض "بأشد التعابير" الجمعة "الهجوم الارهابي" الذي استهدف فندق راديسون بلو في باماكو حيث سقط 27 قتيلا على الاقل برصاص مسلحين احتجزوا اكثر من مئة رهينة داخل الفندق الفخم في هجوم تبنته جماعة المرابطون الجهادية.
وقالت الرئاسة الاميركية في بيان "بوسعنا ان نؤكد ان الهجوم انتهى ونحن مستمرون في التنسيق مع المسؤولين الاميركيين على الارض لتحديد اماكن وجود كل الاميركيين في مالي". وقدم البيت الابيض في بيانه "خالص تعازي" الولايات المتحدة "الى عائلات واعزاء اولئك الذين قتلوا في هذا الاعتداء المشين".
وقالت الخارجية الاميركية ان "حوالى عشرة اميركيين بينهم موظفون من طاقم السفارة" الاميركية في باماكو كانوا موجودين في الفندق عند وقوع الهجوم وقد تمت "نجدتهم" وهم بخير ونقلوا الى مكان "آمن"، مشيرة الى ان السفير الاميركي لم يكن في الفندق لحظة الهجوم.
واوضح المتحدث باسم الخارجية جون كيربي للصحافيين انه "حتى الساعة ليس لدي اي جريح او قتيل اميركي". ولفتت الخارجية الى ان الجنديين الاميركيين اللذين شاركا في تأمين سلامة الرعايا الاميركيين في الفندق لم يشتركا بشكل مباشر في العملية التي نفذتها قوات الامن المالية ضد محتجزي الرهائن.
ودان الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت عملية احتجاز الرهائن في فندق دولي في باماكو التي اسفرت عن سقوط 27 قنيلا على الاقل، بينهم اميركية. وقال اوباما الذي يقوم بزيارة رسمية الى ماليزيا ان "هذه الوحشية لا تؤدي سوى الا تعزيز تصميمنا على مواجهة هذا التحدي".
واضاف "باسم الشعب الاميركي اريد ان اقدم التعازي الى الشعب المالي وعائلات الضحايا، وبينهم مواطن اميركي واحد على الاقل". وانتهت عملية احتجاز الرهائن التي تبنتها جماعة "المرابطون" المرتبطة بتنظيم القاعدة، واستمرت حوالى تسع ساعات، بعملية عسكرية مشتركة نفذتها قوات مالية واجنبية، وخصوصا فرنسية. واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي في واشنطن ان الاميركي القتيل سيدة تدعى انيتا اشوك داتار.