أنباء أطلس (نواكشوط): أصدرت اتحادية التكتل بالعاصمة الاقتصادية نواذيبو، بيانا شديد اللهجة، وصفت فيه التحضيرات الجارية في المدينة لتخليد الذكرى الـ 55 لعيد الاستقلال الوطني، بأنها مهزلة، حيث تم إهدار المليارات من الاوقية وتوزيعها على المقربين من الرئيس محمد ولد عبد العززي حسب تعبيرهم، وأكد البيان أن لجوء النظام ممثلا في الحزب الحاكم إلى تنظيم تجمعات قبلية من أجل حشد أكبر كم لحفل الاستقلا، ما هو إلا دليل لعجز وفشل السلطات في تسيير المال العام، وذهب البيان بالقول إلى تجاهل السلطات لمشاكل المواطن العادي حيث الارتفاع المذهل للأسعار التي أصبح ترهق كاهل معيلي الاسر في كل أنحاء البلاد.
وقدا جاء نص البيان كالتالي:
"يحشد الجنرال ولد عبد العزيز مطبليه ومزمريه، ممن خدموا مختلف الانظمة السابقة، وذلك لتخليد الذكرى الخامسة والخمسون لعيد الاستقلال الوطني المجيد في مدينة نواذيبو، حيث يواصل النظام إهدار المليارات وتوزيعها على مقربيه، دون تقديم أي حلول للمشاكل والأزمات التي تثقل كاهل ساكنة المدينة من نقص في المياه وانقطاع في التيار الكهربائي، وبطالة وإهمال للشباب وغياب للأمن، وارتفاع صاروخي لأسعار المواد الاستهلاكية الأساسية بسبب احتكار السوق الوطني من لدن ثلة من مقربي وسماسرة الجنرال، وكأن نظام المنطقة الحرة الجديد - غير المدروس أصلا - جاء ليثقل كاهل السكان بدل تخفيف معاناتهم.
وبعد عجز الجنرال وحزبه عن تعبئة جماهير نواذيبو، لجأ النظام إلى اطلاق مبادرات ذات طابع قبلي وجهوي، بمباركة من الإدارة وحضورها المستمر، في غياب تام لقيم الجمهورية ومبادئ الديمقراطية وروح الاستقلال، بالإضافة إلى استخدام كافة أنواع الترغيب والترهيب على رجال الأعمال و التجار والمؤسسات العمومية وشبه العمومية، رغم صعوبة الظروف التي تعيشها المدينة في جميع مجالات الحياة خاصة قطاع الصيد.
إن هذه الممارسات البائدة أصبحت منبوذة من طرف كافة الشعب الموريتاني، الذي لم تعد تخدعه الوعود الزائفة ولا الكذب المكشوف، وهو منشغل أكثر من أي وقت مضى بالأزمات المتلاحقة التي عمت البلاد كأزمة الوقود وأزمة السيولة وحركة المال، وارتفاع الأسعار والمجاعة، والفضائح الأخلاقية، وتدجين العدالة واستغلال سلطان الدولة لتصفية الحسابات الشخصية، بالإضافة إلى الانسداد السياسي الناجم عن عجز النظام في القيام بأي مبادرة جدية للخروج بالبلاد من هذا النفق المظلم .
إن أهالي نواذيبو الشرفاء المكافحين لن ينخدعوا، كغيرهم من أبناء البلد، بالدعايات المضللة وسيعرف رسل الجنرال يوم الجمع كم كانوا واهمين، حيث لن تؤثر أساليبهم الدنيئة في صمود ساكنة المدينة.
إن اتحادية التكتل في نواذيبو إذ تهنئ الشعب الموريتاني كافة بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال المجيد، لتندد بالخطاب القبلي- الجهوي الذي يسوقه النظام وأزلامه، إيمانا منها بضرورة إرساء ممارسات الديمقراطية صحيحة وخطاب سياسي هادف، بعيدا عن الديماغوجية والدعايات المقرضة، التي أثقلت كاهل المواطن و أعاقت تقدم وتنمية البلاد، كما تدعو ساكنة نواذيبو إلى عدم الاكتراث بهذه المبادرات السخيفة التي لم تجلب لمدينتهم الغالية سوى الإهمال واللامبالاة .
نواذيبو، 14 صفر 1437 - 27 نوفمبر 2015
الاتحادية"