سأل الكثيرون عن هذا النصب في ام التونسي حكايته ولماذا توقف فيه البناء منذ سنوات ؟
بعيدا عن السياسة :
للتاريخ : قصتي مع الرئيس ولد عبد العزيز وام التونسي !!
منذ ان كنت صغيرا اجوب طريق انواكشوط انشيري ادرار ذهابا وايابا رفقة العائلة وانا اتساءل في نفسي كلما مرت السيارة من امام النصب التذكاري الذي اقامته فرنسا لضباطها الستة الذين قتلتهم المقاومة في عملية نوعية وبطولية سنة 1932 في منطقة ام التونسي كيف لبلد مستقل ذا سيادة ان يتجاهل تضحيات مقاومته ، كانت اللحظات القليلة التي تستغرقها السيارة اثناء مرورها من تلك المنطقة تسبب لي حزنا داخليا واحساسا لايمكن وصفه الا بالشعور بالذنب والجحود اتجاه اولئك الابطال الشرفاء الذين روت دماؤهم الطاهرة كل ربوع البلاد دفاعا عن الدين والعرض والارض ، ولذلك راودني التفكير منذ مراهقتي بان افعل اي شيء حيال هذا الشعور ولو باضعف الايمان !
اخبرت رئيس الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة الاخ سعد بوه ولد محمد المصطفى برغبتي في اقامة نصب تذكاري يخلد شهداء تلك المعركة فوافق على الفور مرحبا كعادته بكل خطوة تهدف الى اعادة الاعتبار لماضينا المجيد .
في بدايات عام 2011 سافرت الى واد الناقة من أجل الحصول على رخصة لبناء نصب تذكاري لشهداء ملحمة ام التونسي الخالدة والتقيت بالحاكم اسلكو ولد محمد الصغير الذي طلب منا وقتا للاتصال بوالي الترارزة يحي ولد الشيخ محمد فال ، هذا الاخير طلب من الحاكم الانتظار حتى يتصل بوزير الداخلية انذاك السيد محمد ولد ابيليل الذي اتصل بالرئيس محمد ولد عبد العزيز ...
بعد ايام تلقيت اتصالا من زميلي الذي طلبت منه متابعة الموضوع مع الادارة القيادي في حزب الاتحاد الحاكم محمد ولد احمد شله شقيق شيخ بابابي ليبلغني بان الوالي يحي ولد الشيخ محمد فال قد وافق على رخصة البناء وبان الرئيس ولد عبد العزيز ابلغ الوزير ولد ابيليل استعداده شخصيا للمشاركة ماديا من راتبه الخاص في بناء النصب التذكاري للشهداء ، سررت كثيرا بالامرين اولا بالترخيص الذي يبدوا بانه كان صعبا والامر الثاني الذي افرحني هو هذه الروح الوفية للمقاومة التي ابان عنها الرئيس ...
اجبت الوسيط بانني جد ممتن باسم كل موريتاني يقدر المقاومة وابطالها لعرض الرئيس ولاغرو فهو سليل بيت جهادي ، لكنني سوف احسد له المشاركة المادية لانني اريد الاجر والثواب لي وحدي في هذه المسالة لكني اتمنى ان يشكل ذلك حافزا له لان يقوم باعمال اكبر تمجد المقاومة وتعيد للشعب الموريتاني ذاكرته المنسية .
كان هذا جوابي ، وطبعا كما هو معروف وبعد حوالي اربع سنوات قام الرئيس ولد عبد العزيز ببناء مطار كبير وعالمي واطلق عليه اسم معركة ام التونسي واعلن بان الجيش الموريتاني عاد الى المقاومة كمرجعية لابديل عنها بعد عقود من التيهان العقائدي بالاضافة الى ذوده بكل وضوح عن الشهداء ضد كل من تسول له نفسه المساس بمقامهم العالي بالله .
كلفت احد المقاولين ببناء النصب لكنه لم يكمله وترك العمل ...وكلفت اخرا ولم يكمله كما يجب ايضا وهو متوقف منذ سنوات كمعظم اعمالي بسبب ظروف خاصة سوف اعود الى شرحها في الوقت المناسب ان شاء الله..
وبعد اسابيع قليلة سوف يبدأ فيه العمل وينتهي على احسن صورة بحول الله و بمالي الخاص ومن دون ابسط مساعدة من اي احد اخر .
ان اهتمامي بالمقاومة ونشر تاريخها بين الناس بدأ منذ سنة 2002 وباساليب هي اقرب الى العمل السري انذاك نظرا لمعاداة النخب القوية في الدولة لها وجهل غالبية الشعب بها بسبب التشويه والتعتيم المتعمد الذي مورس ضدها من قبل كافة اجنحة الدولة العميقة طيلة العقود السابقة ، وسوف اشرح بعض تلك الاساليب التي استخدمتها واسماء بعض الاعلاميين والمثقفين الذين ساعدوني على ذلك في منشور قادم ان شاء الله .
وفي الاخير اعتذر عن ضعف الاداء الادبي في منشوري هذا وان كنت قد حاولت توصيل الفكرة حسب الاستطاعة .
بقلم: اعل الشيخ ولد الحضرامي ولد امم