أجرت مجلة "لوبوان" الفرنسية مؤخرا، مقابلة مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ذكر فيها بأن "موريتانيا لا تصدر إلا القليل من الغاز المسبب للاحتباس الحراري ولاتمتلك الطاقة التقليدية و بالرغم من ذلك، كنا من الدول الإفريقية الخمس الأوائل التي قدمت مساهمتها في قمة المناخ".
وقال "نحن نراهن على الطاقات المتجددة. ففي سنة 2015، شكلت الطاقة الشمسية و الهوائية مصدر 0 من الكهرباء عندنا، وسيصل هذا الرقم E سنة 2017".
وحول مسار الطاقة الشمسية، بين السيد الرئيس، بحسب المجلة، أن موريتانيا بدأت أولى الدراسات 2012 وفي سنة 2009 كان عندنا عجز كبير في الطاقة، أما اليوم فإننا نبيع الكهرباء للسنغال".
وردا على سؤال حول الأمن، أجاب رئيس الجمهورية بعدم القدرة على الجزم بأن المشاكل الأمنية انتهت 100 بالمائة، مضيفا: "كان ذلك صعبا لترامي الحدود ولأن البلد شاسع حيث لا يمكن جعل وحدات عسكرية في كل مكان.
وقد اتبعنا مقاربتين أولاهما أمنية تمثلت في إعادة تنظيم قواتنا المسلحة لملاءمة التهديد الإرهابي الذي يختلف تماما عن الحرب التقليدية.
قمنا بإنشاء وحدات للتدخل السريع وبزيادة وسائل جمع المعلومات الاستخباراتية و مراقبة نقاط الدخول والخروج، كان الإرهابيون يدخلون من الأراضي المالية و ينفذون عملياتهم ليعودوا من حيث أتوا، لقد أنشأنا منطقة عازلة بين الدولتين، في شمال موريتانيا وتم قطع الطريق أمام دخولهم كما قمنا ببعض عمليات المطاردة في الأراضي المالية مكنتنا من استرجاع الإرهابيين الذين اختطفوا الرعايا الأسبان، عندها توقف ذلك".
وأضاف أن فرنسا تساعد موريتانيا في مجال التكوين، إذ يوجد مستشارون عسكريون فرنسيون لتكوين الضباط في أطار ولاوجود لجندي فرنسي خارج ذلك، فضلا عن تبادل هام للمعلومات الاستخباراتية مع فرنسا، في حين تقوم الولايات المتحدة بدورات تكوينية غير دائمة.
أما المقاربة الفكرية، يقول السيد الرئيس، فبدأت بمقابلة العلماء لمن لم يدانوا بجرائم دم من لإرهابيين بغية انتشالهم من الغلو والتطرف "وأطلق سراح 36 منهم تم دمجهم في الحياة النشطة من خلال مساعدتهم في وضع مشاريع تنموية، ولم يعد منهم إلا اثنان إلى صفوف تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بشمال مالي، لقد كانت المقاربة إيجابية".
وأكد رئيس الجمهورية أن أي موريتاني لا يوجد في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، موضحا أن بعض المواطنين التحقوا بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، "وهم أقل من 10 على افتراض أنهم ما زالوا على قيد الحياة"، واعتبر أن على أوروبا أن تنتبه لأن الدول الأوروبية تمجد الإرهاب من حيث لا تشعر، "فهي تتكلم كثيرا عنه كما في فرنسا ويستفيد الإرهابيون من هذا الترويج الذي يخدمهم ويتصرف الكثيرون كما يرون آخرين في القنوات التلفزيونية".
وعلى صعيد آخر، أكد رئيس الجمهورية أن "مجموعة الخمس ضرورية لنا جميعا لأننا نعيش نفس الوضعيات من إرهاب وجفاف و تهريب بكل أنواعه ( مخدرات، أشخاص، سجائر...) ونحن متفاهمون تماما، و يتعين علينا توحيد الجهود من أجل مكافحة الإرهاب، وإذا وضعنا مشاريع مشتركة لمكافحة تهريب المخدرات التي تشكل مصدر تمويل للإرهاب، فإننا سنحصل على نتائج ملموسة".
وفي رده على سؤال حول الوضع في ليبيا ونيجيريا، قال إن "كلتي الحلتين خطيرتان، إلا أن الوضع في ليبيا أخطر لأنه لم تعد توجد دولة ولا مؤسسات ولم يكن هناك في السابق جيش حقيقي ولا حزب سياسي".
وأضاف أن ليبيا هي اليوم "مأوى للإرهابيين حيث ينفذون عملياتهم في الساحل ويذهبون إلى ليبيا".
واعتبر أن موريتانيا لا تعاني من "ذلك بصفة مباشرة إذ لاوجود عندنا لقاعدة إرهابية ولم تسجل غارة.
لقد سيطرنا على الوضع، لكن الاقتصاد والسياحة يتأثران من الوضعية بسبب ارتباطنا بجارتنا مالي".