وقع أكثر من 35 ألف بريطاني التماسا على الانترنت لمنع دونالد ترامب المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية من دخول بريطانيا بعد دعوته لحظر دخول المسلمين الى الولايات المتحدة.
وردا على حادث إطلاق زوجين مسلمين النار الأسبوع الماضي على حفل بولاية كاليفورنيا في حادث قال مكتب التحقيقات الاتحادي إن له داوفع متطرفة طالب الملياردير وقطب العقارات الذي غالبا ما يستخدم لغة عرقية بالمنع الكامل للمسلمين من دخول الولايات المتحدة إلى أن يتخذ الكونجرس اجراء بشان هذه المسألة.
وقال ترامب "إلى أن نتمكن من تحديد وفهم هذه المشكلة والتهديد الخطير الذي تفرضه فإن بلادنا لا يمكن أن تكون ضحية هجمات مرعبة من أشخاص يؤمنون بالجهاد فقط وليس لديهم أي قدر من العقل أو الاحترام للحياة البشري
ودافع ترامب عن دعوته إلى فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة قائلا إنه إجراء مؤقت وقت الحرب.
وقال إن اقتراحه يشبه الإجراءات التي طبقها الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت بحق أشخاص ينحدرون من أصول يابانية وألمانية وإيطالية خلال الحرب العالمية الثانية حين أشرف على اعتقال ما يربو على 110 آلاف شخص في معسكرات للحكومة الأمريكية بعد ان قصفت القوات اليابانية بيرل هاربر في السابع من ديسمبر عام 1941.
وجاء في نص الالتماس الذي وقعه آلاف البريطانيين "حظرت المملكة المتحدة دخول العديد من الأفراد لتبنيهم خطابا يحض على الكراهية".
وأضاف "اذا كان للمملكة المتحدة ان تستمر في تطبيق معيار "السلوك غير المقبول" على من يرغبون دخول حدودها فيجب ان يطبق بنزاهة على الغني والفقير وأيضا على الضعيف والقوي".
ويحق لوزارة الداخلية البريطانية منع أشخاص من دخول البلاد اذا انخرطوا فيما تعتبره الحكومة سلوكا غير مقبول. وسبق ان منعت بريطانيا دخول افراد لاذكائهم الكراهية التي يمكن ان تؤجج العنف بين المجتمعات.
ووقع على الالتماس 35827 شخصا والاعداد آخذة في الزيادة بسرعة، وترد الحكومة البريطانية على كل الالتماسات التي يوقعها عشرة الاف شخص اما اذا وصل العدد الى مئة الف يحال الأمر الى البرلمان، ويعيش في بريطانيا 2.7 مليون مسلم.
من جهته، أعرب الأزهر الشريف عن قلقه الشديد لما تناقلته بعض وسائل الإعلام، من دعوات تحريضية وتصريحات عنصرية ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما حذر الأزهر في بيان أمس من تنامي مثل هذه الدعوات التي تحض على الكراهية في المجتمعات وتمثل استفزازا واضحا لمشاعر مليار ونصف مليار مسلم حول العالم، وهي في نفس الوقت تتعارض مع كافة الأديان السماوية والمواثيق الدولية والمبادئ الإنسانية التي تدعو إلى التعايش السلمي المشترك وتنادي باحترام معتقدات الآخرين.
وعبر الأزهر الشريف عن قلقه بسبب هذه الدعوات البغيضة والتصريحات المستفزة ، مطالبا بالكفِّ عن كلِّ ما من شأنه تأجيج الفتن وإثارة الأحقاد ويشيد ببعض الأصوات الأمريكية المعتدلة التي نددت بتلك الدعوات وحذرت من خطورتها على قيم المجتمع الأمريكي.
من ناحية أخرى، قالت مجموعة لاندمارك الإماراتية إحدى أكبر شركات تجارة التجزئة في الشرق الأوسط ومقرها دبي إنها ستسحب منتجات دونالد ترامب من متاجرها ردا على دعوة المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وكانت لاندمارك قد أبرمت اتفاقا حصريا مع دونالد ترامب (هوم ماركس انترناشونال) لبيع منتجات ترامب هوم بما في ذلك الإضاءة والمرايا وصناديق المجوهرات في متاجر لايفستايل التابعة لها في الكويت والإمارات والسعودية وقطر.
وقال الرئيس التنفيذي ساشين مندوا في بيان بالبريد الإلكتروني "في ضوء التصريحات الأخيرة للمرشح الرئاسي (المحتمل) في وسائل الإعلام الأمريكية علقنا بيع كل منتجات سلسلة ترامب هوم".
ولم تذكر المجموعة تفاصيل بشأن قيمة العقد، وأثارت دعوة ترامب انتقادا شديدا من البيت الأبيض ومن المرشحين الجمهوريين الآخرين.
كما اعلن وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون بانه "لا يمكن القبول" باقتراح دونالد ترامب الرامي الى منع المسلمين من الدخول الى الولايات المتحدة.
وقال ديون بعد خروجه من مجلس العموم "لم نكن ابدا بعيدين الى هذا الحد (في كندا) لما نسمعه في الولايات المتحدة".
واضاف ان ما قاله دونالد ترامب، المرشح الجمهوري الى البيت الابيض للعام 2016، "هو شيء لا يمكن ان نقبله في كندا".
واعتبر ديون الذي ينتمي الى الحزب الليبرالي الكندي ان "اي حزب سياسي (كندي) لا يمكنه ان يقترب قيد انملة مما قيل في الولايات المتحدة".
واكد وزير الخارجية الكندي ان "الكنديين سوف يرفضون دائما" الانصياع لمثل هذا الشعور المعادي للاجانب" معتبرا ان "كندا قوية ليس بالرغم من تنوعها ولكن بفضل تنوعها".
من ناحيته، اعتبر المفوض الاعلى لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة زيد رعد الحسين ان التصريحات التي ادلى بها دونالد ترامب حول المسلمين "غير مسؤولة على الاطلاق".
واتهم الحسين ترامب بممارسة لعبة الجهاديين بهذا النوع من التصريحات، وقال "انها غير مسؤولة على الاطلاق وبعد ان نعلم ما يريده المتطرفون نلعب لعبتهم على حساب الاغلبية الكبيرة من المسلمين العاديين"، واضاف "انه امر مقلق ان نرى هذا الامر".
وذكر بان المسلمين هم "ايضا هدف هذه المجموعات المتطرفة وكما الديانات الاخرى".
وبعد ان اشار الى ان "الولايات المتحدة هي جمهورية قائمة على الكرامة وعلى حقوق الفرد"، حذر من "خطر التصنيف". وقال ايضا "هذا الامر يجرد الانسان من انسانيته وقد يؤدي الى التعرض للابرياء".