أنباء أطلس (نواكشوط): نظمت مجلس جائزة شنقيط زوال اليوم بقصر المؤتمرات بانواكشوط، حفلا رفيع المستوى لتقسيم الجوائز على الفائزين فيها لسنة 2015.
نظم الحف تحت الرعاية السامية لرئيس المجمهورية، وقد أشرف الوزير الاول السيد يحي ولد حدمين شخصيا على تقسيم الجوائز.
وتهدف جائزة شنقيط المكونة من شهادة تقديرية ومنحة مالية قدرها خمسة ملايين لكل فرع من فروع الجائزة،الى مكافأة الموريتانيين والاجانب الذين ساهموا في تعميق البحث في حقول الدراسات الاسلامية والعلمية والادبية والنهوض بها.
ومنحت جائزة شنقيط للدراسات الاسلامية لهذا العام مناصفة بين الدكتور سيد محمد ولد يب استاذ الدراسات الاسلامية بالمدرسة العليا للاساتذة في نواكشوط عن بحثه"الدولة الراعية في الاسلام دراسة في أصول الحكم الاسلامي الرشيد" والاستاذ صبري عادل ابراهيم العوضي استاذ القانون والشريعة بالقاهرة عن عمله "الحضارة فريضة اسلامية".
كما منحت الجائزة في فرع الآداب والفنون لهذا الموسم للاستاذ الدكتور محمد المختار ولد سيد محمد ولد محمد الهادي استاذ التاريخ المعاصر بجامعة نواكشوط عن العمل المعنون ب "المجتمع والسلطة في موريتانيا الرحيل الى الدولة".
وأكد الدكتور بلال ولد حمزة الامين العام لمجلس جائزة شنقيط في كلمة بالمناسبة على فاعلية مؤشر البحث العلمي في صناعة مستقبل الأمم والشعوب بالرغم مما يعيشه العالم اليوم من تناقضات فكرية وعقدية وسياسية داعيا الموريتانيين كجزء من أمة اقرأ وكامتداد لابناء المحظرة الشنقيطية العريقة إلى تبوء مكانة متقدمة في الركب العلمي لتحقيق النمو الحضاري الشامل وفاء لماضيهم الاصيل وتجسيدا لوعيهم بضرورة مواكبة مسيرة التطوروالنماء.
وأضاف أن صورة الشناقطة كانت وما تزال في البلاد العربية تمثل اؤلئك الاوفياء للثقافة العربية الاسلامية في نقائها واصالتها والمدافعون عنها حفاظا عليها ونشرا لها واشعاعا بها، ومن هناـ يضيف الامين العام ـ جاء اهتمام رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بمواصلة هذا الدور وصيانة ذلك التميز العلمي الفريد والذي تلتزم الاعمال والبحوث العلمية الفائزة بالجائزة في إطاره.
ومن جانبه استحضرالدكتور سيد محمد ولد يب الفائز بالجائزة عن بحثه حول "الدولة الراعية في الاسلام دراسة في أصول الحكم الاسلامي الرشيد"،لحظة تاريخية حديثة من تشكل الدولة الراعية المرتكزة على قيم الحداثة السياسية والاجتماعية، وأقام مقارنة نسقية بين نموذج الدولة الراعية الحديثة وانواع الدول والنظم السياسية الاخرى كالدولة الامة والدولة الدركية ودولة القانون وغيرها من انواع النظم السياسية .
وتطرق في الموضوع المركزي للبحث الى تجربة الدولة الراعية في الاسلام ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ماض هو اصل الحكم الاسلامي الرشيد، وحاضر متصل بتجربة الدولة العربية الحديثة التي غابت فيها طرق تدبيرها مقاصد السياسة الشرعية ، ومستقبل ينبغي ان تستعيد فيه المجتمعات الاسلامية تلك المصالحة المفقودة الآن بين مجال الشريعة ومجال السياسة .
وبدوره أوضح الاستاذ صبري عادل ابراهيم العوضي الفائز بالجائزة عن عمله "الحضارة فريضة اسلامية" ان كافة المبادئ الاسلامية الخالدة تؤكد على ان الحضارة الاسلامية ماهي الا فريضة اسلامية حيث صاغ الاسلام منذ أكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان أسس حضارة انسانية رفيعة اساسها اعلاء الكرامة الانسانية.
وتساءل الباحث اذا كانت الحضارة مقصدا من مقاصد الاسلام فلماذا تأخر المسلمون ولماذا اصبحت الامة الاسلامية مثل غثاء السيل ولماذا صارت تزحف وراء غبار الركب البشري في تبعية ذليلة تضيع معها الذاتية بعد ان كانت يوما من الأيام تحتل مكانها في قيادة البشرية مجيبا على هذا السؤال بكون الامة تخلت عن مبادي الاسلام الحضارية واتجهت الى التقليد والتبعية وداعيا في ذات الوقت الى العودة الى المنهج الصحيح بما يمثله من طوق نجاة.
وحاول الدكتور محمد المختار ولد سيد محمد ولد محمد الهادي الفائز بالجائزة عن "المجتمع والسلطة في موريتانيا الرحيل الى الدولة" رصد مختلف التحولات السياسية التي عرفهاالمجتمع الموريتاني الحديث والمعاصر وكيف ساير هذاالمجتمع السلط المحلية المتعاقبة ونظرلها فقهاؤه في مرحلة ما قبل الاستعمارمرورا بمرحلة الدولة المتغلبة المخالفة في الدين أيام الاحتلال الفرنسي وصولا الى الدولة الوطنية المولودة من رحم النظام الكولونيالي مما افقدها الكثير من مقومات الشرعية السياسية في أعين بعض النخب.
وخلص الى أن تحجيم الدور المتنامي للقبيلة لا يتأتى الا من خلال اضطلاع الدولة بالوظائف المنوطة بها وأولها تحقيق الامن بمفهومه الواسع وصون الحريات الفردية والجماعية وتعزيز العدالة الاجتماعية والمضي في اصلاح الادارة والقضاء والعناية بالشرائح الهشة من كافة فئات المجتمع ومراجعة التقسيم الاداري على اساس اقطاب تنمية واعادة الاعتبار للمدرسة الجمهورية ...
وجرى الحفل بحضور عدد من أعضاء الحكومة ووالي نواكشوط الغربية ورئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية ورئيس وأعضاء مجلس جائزة شنقيط وعدد كبير من رجالات الثقافة والفكر وبعض الفائزين بالجائزة خلال الاعوام الماضية.