نصرالله: اسرائيل تخطئ التقدير وقرار الردّ قيد التنفيذ

اثنين, 12/28/2015 - 09:35

أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن «التهويل الإسرائيلي لن يجدي نفعاً»، الردّ على جريمة اغتيال الشهيد سمير القنطار «قادم لا محالة أياً تكن التبعات والتهديدات... والمسألة أصبحت في يد المؤتمنين الحقيقيين على دماء الشهداء»، داعياً الإسرائيليين إلى «أن يقلقوا عند الحدود، وفي الداخل والخارج»

شدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على أن الردّ على اغتيال الشهيد سمير القنطار «آتٍ لا محالة»، وأن على الاسرائيليين «أن يقلقوا عند الحدود، وفي الداخل والخارج». وأكّد أن «التهويل علينا كما حصل في الأيام القليلة الماضية لن يجدي نفعاً ولن يمسّ بإرادتنا وتصميمنا». وقال: «قرارنا حاسم وقاطع منذ الأيام الأولى، والمسألة أصبحت في يد المؤتمنين الحقيقيين على دماء الشهداء ومن نصون بهم الأرض والعرض والباقي يأتي»، و»إذا كان هناك أحد أخطأ أو يخطئ بالتقدير فهو الإسرائيلي لا نحن». وحسم نصرالله بأن «كل التهويل والتهديد الاسرائيليين لن يمسّ بإرادتنا وتصميمنا على العمل، مهما تكن التبعات.

وأقول للصديق وللعدو، مهما تكن التبعات والتهديدات، التي لا نخافها، فنحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا وإخواننا على يد الصهاينة في أي مكان في هذا العالم». وفي ذكرى أسبوع القنطار في قاعة «مجمّع شاهد» أمس، سأل نصرالله الاسرائيليين: «إذا كنتم تستهينون بسمير القنطار فلماذا يخيفكم دمه إلى هذا الحد؟ وإذا كنتم تستهينون بمقاومة سمير القنطار فلماذا يخيفكم تهديدها إلى هذا الحد؟ وإذا كانت قراءتكم للمقاومة وإنشغالاتها وأولوياتها صحيحة، فلماذا أنتم مرتعبون إلى هذا الحد؟»، لافتاً الى أنه «عند الحدود من الناقورة من البحر، إلى مزارع شبعا إلى جبل الشيخ، الى آخر موقع إسرائيلي في الجولان المحتل، جنود العدو وضباطه وآلياته كالجرذان المختبئة في جحورها (...) وعلى الإسرائيليين أن يقلقوا كما هم قلقون الآن، عند الحدود وفي الداخل والخارج». وأكّد أن «هذه معركة مفتوحة، لم تغلق ولن تغلق في يوم من الأيام. ولا يمكن لحساب القدس وفلسطين ومجازر دير ياسين وقانا وسيل شهدائنا وشهداء بقية الفصائل وشعبنا وبقية الشعوب أن يُغلق عند منعطف طريق أو عند محطة تهديد».

الإسرائيلي يخطئ التقدير، والتهويل لن يجدي نفعاً ولن يمسّ بإرادتنا وتصميمنا

وتحدث نصرالله عن صفات القنطار الذي «أضحى مدرسة ورمزاً»، والذي «اختار طريق المقاومة منذ صباه. وهو يعبّر عن جيل من الشباب الواعي الذي آمن بفلسطين وقاتل على طريقها منذ انطلاقته في صفوف المقاومة الفلسطينية وحتى شهادته في صفوف المقاومة الإسلامية على أرض سوريا». وقال إن القنطار كان يحمل «صِفة الإستعداد للتضحية بلا حساب وبلا حدود»، وهو قضى «ثلاثين عاماً في الأسر، لكنه لم يتراجع ولم يساوم أو يضعف أمام سجانيه». وقال إن القنطار بعد إطلاقه «كان يستطيع أن يعيش حياته الطبيعية، لكنه قال: أريد أن أكون مقاتلاً مقاوماً عسكرياً في هذه المقاومة، وطلب أن يلتحق بدورات عسكرية ليرفع كفاءاته... إلى أن حصلت تطورات سوريا وانفتح المجال لانطلاقة مقاومة شعبية سورية، فطلب الالتحاق بالإخوة المقاومين في سوريا».
ولفت نصرالله الى أن الاسرائيلي «منذ اللحظات الأولى التي أشار فيها الرئيس بشار الأسد إلى فكرة مقاومة شعبية في الجولان أو عند الحدود السورية، تعاطى بحساسية مفرطة مع هذا المشروع»، كما كان «يتعاطى بتوتر عالٍ جداً وبرد فعل غير متناسب مع أي عمل بسيط يحصل في تلك الجبهة، لأنه يريد أن يئد هذه المقاومة السورية وهذا المشروع المقاوم في مهده، لأنه يدرك ماذا يمثّل مشروع مقاومة شعبية سورية في مجمل الصراع القائم مع العدو الإسرائيلي»، وأن «هذا المشروع يمكنه أن يعيد طرح الجولان بقوة على خارطة المعادلة السياسية والإعلامية والشعبية والوجدانية على مستوى العالم وعلى مستوى المنطقة في الوقت الذي يريد فيه العدو الصهيوني أن تصبح هذه الأرض نسياً منسياً». وأشار الى أن الاسرائيلي «يحاول أن يلبس المقاومة في الجولان أو عند الحدود السورية لبوساً إيرانياً»، مؤكداً أن ما جرى ويجري على هذه الجبهة «منذ اليوم الأول هو إرادة سورية وإرادة سوريين، وكان لسمير وبعض الأخوة الذين استشهدوا قبل عام في منطقة القنيطرة دور المساندة والمساعدة ونقل التجربة والوقوف إلى جانب هذه المقاومة الفتية التي تعلق عليها الآمال ويخشاها العدو. ولذلك نجد أن مستوى التهديد الإسرائيلي عالٍ جداً عندما يتصل الأمر بهذه المقاومة هناك». وعزا حساسية الاسرائيليين في التعاطي مع الجولان الى أن العدو «لا يريد أن يفتح باباً من هذا النوع، بعدما بذل وما زال يبذل جهوداً عند الإدارة الأميركية وعند حكومات غربية للحصول على اعتراف دولي بضم الجولان إلى دولة الاحتلال». ورأى أن «من يتطلع إلى الجولان بهذه الطريقة، ومن يدرك قيمته الاستراتيجية عسكرياً وأهميته مائياً لن يتحمل حتى الحديث عن مقاومة سورية في الجولان أو عند الحدود مع الجولان. ولذلك كانت جريمة سمير القنطار». ورأى ان الاسرائيلي «يتصرف في هذا الملف بحساسية وهو تجاوز كل الضوابط وقواعد الاشتباك بقصف جرمانا ليقتل سمير وإخوته الذين كانوا معه، لأنه يرى أن هذا الموضوع على درجة عالية من الأهمية ويستحق هذا المستوى من المغامرة».