حذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، من أن نمو الاقتصاد العالمي خلال العام 2016 سيكون "مخيبا للآمال".
وقالت لاغارد في مقال نشرته، الأربعاء، صحيفة هاندلسبلات الاقتصادية الألمانية، إن رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والتباطؤ الاقتصادي في الصين عاملان يسهمان في حالة الضبابية وزيادة مخاطر ضعف الاقتصاد في أنحاء العالم.
الصين وأميركا
وقرر مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، قبل أسبوعين، رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة للمرة الأولى منذ 10 سنوات، بعدما ظل في حدود الصفر دائما.
وسجل الاقتصاد الصيني، من جهته، خلال الربع الثالث من العام 2015 نسبة نمو لا تتعدى 6.9 في المئة، وهي أضعف نسبة له منذ الأزمة المالية العالمية لسنة 2009. ولن يستطيع معدل النمو السنوي تجاوز عتبة سبعة في المئة في أقصى تقدير.
وقالت لاغارد إنه، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الفائدة الأميركي وضعف نمو الاقتصاد الصيني، فإن نمو التجارة العالمية تباطأ كثيرا، كما أن هبوط أسعار المواد الخام خلق مشكلات للاقتصادات التي تعتمد بشكل أساسي على النفط.
و لا يزال القطاع المالي، بدوره، يعاني من مواطن ضعف في العديد من البلدان. وتتزايد المخاطر المالية في الأسواق الناشئة.
وخلصت لاغارد إلى أن "كل هذا يعني أن النمو العالمي سيكون مخيبا للآمال ومتفاوتا في 2016".
ديون قد لا تسدد
وتابعت مديرة صندوق النقد الدولي، موضحة أن "الآفاق على المدى المتوسط قاتمة أيضا بسبب الإنتاجية الضعيفة وشيخوخة السكان وتبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، وهو ما يكبح النمو".
وقالت لاغارد إن بداية عودة السياسة النقدية الأميركية إلى حالتها الطبيعية وتحول الصين نحو النمو تغيران "ضروريان وصحيان"، لكن هناك حاجة لإجرائهما بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والسلاسة.
وحذرت من أن رفع أسعار الفائدة الأميركية وقوة الدولار قد يؤديان إلى تعثر الشركات وتخلفها عن السداد وقد تصاب البنوك والدول "بالعدوى."
ولفتت إلى أن "العديد من الدول لها ديون، وقسم كبير منها بالدولار"، معتبرة أن "معدلات فائدة أعلى وسعر أقوى للدولار عاملان قد يؤديان إلى تعثر بعض الشركات في سداد مستحقاتها، وقد تنتقل العدوى بشكل خطير إلى المصارف والدول".