مصداقية المغرب وعبثية البوليساريو

سبت, 01/02/2016 - 09:44

من الصعب على المرء أن يقارن بين دولة وشرذمة لاشكل لها ولا لون. إنها عملة كانت لها قيمة عندما درس أهلها ببلدهم المغرب. لكن بقدرة قادر تخلوا عن الأم الحقيقية وارتبطوا بشرعية ميتة لأنهم لم يرضعوا حليبها، بل تنكروا للأم الأصلية فاختلطت لديهم الحالة المدنية. وأصبحوا لقطاء بين مجموعة من الدول خاصة الجزائر ليمتصوا عن طرقهم خيرات هذا البلد العزيز ولكن هيهات.. ورغم درجة الخطأ الذي مورس عليهم تاريخيا في فترة المخاض واختلاط الخيط الأبيض بالخيط الأسود. فإن التنكر لشرعية الأم والسقوط في براثن الخيانة والعداء للوطن غير مقبول شرعا وعقلا.

 

زعمت هذه الشرذمة التي غيرت اسمها إلى البوليساريو أنها عقدت مؤتمرها الرابع عشر. وكرست الانحراف التاريخي ونصبت المسمى عبدالعزيز على رأسها بإيعاز من النظام الجزائري. إنها تعمل بالوكالة المذمومة. وهذا التنصيب تكرر مرات ومرات على التوالي. فأنعمي يأيتها الديمقراطية الغائبة. وزغردي على هذا الجفاف السياسي وأنعمي بالرضا الجزائري البراغماتي.

 

أمام هذه الخيانة التاريخية،احتج شرفاء الأمة المحتجزون والمرتبطون بشرعية قضيتهم في ظل المملكة المغربية خاصة شباب الثورة.الذين فضحوا هذه المسرحية التي عمرت أربعين سنة.

 

وقامت كذلك أصوات من قلب الجزائر تطالب النظام بإنهاء هذه المسرحية التي عمرت كثيرا بدون جدوى لأن الحق يعلو ولايعلى عليه.

 

خاصة وأن هذا الموقف الاستبدادي من قضية وحدتنا الترابية لم يزد الجزائر للأسف إلا تخلفا لأن النظام أخطأ الطريق وفقد البوصلة وقطع الأرحام وأبعد المواطنين على وطنهم الأم وسجن الأحرار ولم يفتح المجال حتى على المنظمات الدولية من أجل إحصاء المحتجزين . فماذا أنت قائل يأيها الجناح المظلم من النظام الجزائري؟ يامن أصيب بالسادية السياسية والمزوشية المدمرة للذات؟

 

والمؤشر على ما نقول أن العطالة السياسية التي يعيشها النظام الجزائري انعكست على مؤتمر الخواء للبوليساريو. لأنه خرج خاوي الوفاض من المؤتمر المشبوه فلا توصيات إلا ما كرروه أكثر من أربعين سنة.

 

أما أقاليمنا والحمد لله تعرف نوعا من الحيوية والتقدم والتنمية رغم بعض الأعطاب الاجتماعية والاقتصادية التي تتطلب مزيدا من الشفافية والحكامة من قبل السلطات العمومية والمؤسسات المنتخبة والقطاع الخاص والمؤسسات العمومية والوكالات والمنظمات غير الحكومية . المهم هناك حركية جعلت مجموعة من الدول تستثمر في القطاعات الاستراتيجية التي تسيل لعاب الحاقدين من النظام الجزائري نحو الفوسفاط والصيد البحري والنفط والماء والري والطاقات البديلة..

 

والذي يدفع إلى الاستغراب أن الرئيس الجزائري أرسل تهنئة إلى المسمى عبد العزيز على"تعينه من قبل النظام نفسه" إنها القمة في التلاعب غير الذكي.

 

إن المغرب منذ 2007 استطاع أن يكسر الرتابة التي عرفها ملف الصحراء بطرحه لمشروع الحكم الذاتي الذي وصفته هيأة الأمم المتحدة بالجدية والمصداقية والواقعية.

 

إذن لماذا لم يع النظام الجزائري الرسالة؟ ألم يتسبب عناده في تعرض منطقة الساحل والصحراء للفتن والاضطراب والتحديات؟ ألا يتوفر الجناح المتطرف في النظام الجزائري على شيء من الحكمة لمنع انتشار التحديات ؟ ألم يرقوا إلى المساهمة في حل المشكل بواقعية ومصداقية في إطار الحكم الذاتي؟ لماذا يوثرون خيار الموت للمحتجزين على خيار الحياة؟

 

إن الزيارة الملكية للعيون مؤشر على النضج الذي عرفته المنطقة بعد أربعين سنة. فقد بلغت أشدها ودخلت مرحلة التطبيع سياديا قانونيا الذي اثبت تاريخيا وحضاريا منذ البيعة بين الساكنة والسلاطين كما أكدت على ذلك محكمة لاهاي.

 

وخصص اعتماد قدر ب77 مليار درهم للتنمية ويجب الضرب على أيدي كل من سولت له نفسه التقصير التعمدي للقيام بالواجب.

 

وقد صدر مؤخرا التصميم المديري للتهيئة الحضرية لمدينة العيون الكبرى بكل مكونات الجماعات الترابية. وأتمنى أن يفعل هذا على جميع مناطقنا الجنوبية حتى ينعم كل من المواطنون بنمط عيش يحترم الحقوق والواجبات.

نورالدين قربال