انطلقت في العاصمة الموريتانية نواكشوط أشغال ندوة علمية، حول موضوع "البعد المغاربي في التراث الولاتي"، نسبة لمدينة ولاته الموريتانية، في محاولة لاستثمار الماضي في التعايش والتثاقف لترسيخ البعد المغاربي وتدعيمه.
وقالت وزيرة الثقافة والصناعة التقليدية الموريتانية، هندو بنت عينينا إن تنظيم هذا الملتقى العلمي من طرف مركز البحوث والدراسات الولاتية،يأتي في وقت تأخذ فيه موريتانيا منعطفا جديدا عنوانه التنمية الثقافية الشاملة بما تحمل من معاني استحضار القيم والعلوم التي سطرها الأجداد وجابوا بها مختلف الأمصار.
وذكرت بأن كبار العلماء الموريتانيين درسوا العلوم الإسلامية وتدارسوها مع نظرائهم من مكناس إلى القيروان ومن توات إلى تومبوكتو مرورا بكل مراكز العلم في شمال وغرب وجنوب الصحراء الكبرى، عبورا إلى السودان ومصر والحجاز. وأبرزت أن العلامة محمد يحيى الولاتي يعد خير شاهد على الدور الريادي لهؤلاء العلماء في المنطقة المغاربية والمكانة السامية التي شرفهم بها سلاطينها وأمراؤها وعلماؤها.
من جهته، أشار رئيس مركز البحوث والدراسات الولاتية، حسن الفقيه، إلى أن هذا الملتقى يروم استرجاع الماضي المغاربي القريب بمسالكه وهجراته ومحطاته (فزان، القيروان، قابس، تلمسان، توات، فاس، مراكش، شنقيط وادان، ولاته) الذي يحكي زمنا فريدا من التواصل والتلاقي والتكامل المعرفي والاجتماعي والاقتصادي.
وقال، في هذا السياق، إن هذه الندوة العلمية تروم الإسهام في وصل الحاضر بالماضي في سبيل تحقيق شروط نهضة ثقافية أصيلة تعين على مواكبة الحداثة والاندماج في مسيرة الحضارة الكونية، على اعتبار أن الثقافة هي "القاعدة الأساسية لكل تنمية سياسية واقتصادية واجتماعية".
ويتضمن برنامج هذه الندوة، التي تدوم يومين، تقديم محاضرات من طرف خبراء وباحثين من موريتانيا وتونس والجزائر والمغرب، الذي يمثله أحمد شكري، أستاذ باحث بمعهد الدراسات والبحوث الإفريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، الذي سيلقي عرضا حول "ولاته .. معلمة الصحراء".
يذكر أن الأستاذ أحمد شكري كان ألقى، الشهر الماضي، محاضرة بالمركز الثقافي المغربي بنواكشوط تحت عنوان "دور المغرب في ترسيخ العلاقات بين ضفتي الصحراء". ومن بين العروض التي ستلقى خلال الندوة "ولاته ودورها في التواصل المغاربي" و"المتون المغاربية في الثقافة الولاتية" و"الزاوية الناصرية ودورها في التواصل العلمي والروحي بين ولاته والمغرب" و"البعد المغاربي للفنون الولاتية" و"العلاقة بين ولاته وشمال الصحراء من خلال مدونة الفتاوي".