ينطلق اليوم قطار انتخابات الرئاسة الأميركية، من ولاية آيوا التي ستصوّت لاختيار مرشح للحزبين الجمهوري والديموقراطي، على أن يصل إلى محطته النهائية في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، موعد انتخاب رئيس للولايات المتحدة يخلف باراك أوباما.
ويتصدر المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون استطلاعات الرأي، لكن فوزهما بترشيح حزبيهما ليس مؤكداً. وأظهر استطلاع للرأي أعدته صحيفة «دي موين ريجيستر» في آيوا أن كلينتون لم تعد تحظى بتأييد سوى 45 في المئة فقط من ديموقراطيي الولاية الذين سيشاركون اليوم في «مجالس ناخبة» لاختيار مرشحهم. وهذا الاستطلاع التقليدي لم «يخطئ» إلا مرة واحدة منذ العام 1988، وكانت لدى الجمهوريين عام 2012.
وحل السيناتور بيرني ساندرز ثانياً وراء كلينتون، إذ أيده 42 في المئة من الناخبين. ساندرز (74 سنة) الذي جذب الشباب الديموقراطي، من خلال تنديده بـ»طبقة أصحاب البلايين» ودعوته إلى ثورة سياسية، وعد طلاب جامعة آيوا السبت بأنه سيفوز «إذا كانت (نسبة) المشاركة عالية». وذكّر بأن الفارق بينه وبين كلينتون كان بين 50 و60 نقطة، لدى انطلاق الحملة الانتخابية، كان قبل أن يصبح الآن شبه منعدم.
ويعوّل ساندرز على الناخبين الشبان لهزيمة وزيرة الخارجية السابقة، إذ يتمتع بشعبية واسعة في صفوفهم. لكن إقبالهم على صناديق الاقتراع ضعيف، مقارنة مع الناخبين الأكبر سناً الذين يفضلون عليه كلينتون.
وكثّفت الوزيرة السابقة تحرّكاتها في الولاية، بدعم من زوجها الرئيس السابق بيل وابنتهما تشيلسي. وتحض كلينتون الديموقراطيين على تفضيل الخبرة على الحداثة، وتذكر الناخبين بأنهم لا ينتخبون رئيساً فحسب، بل أيضاً «قائداً أعلى» للقوات المسلحة، لتذكيرهم بأن ساندرز لا يملك تجربة تنفيذية، سوى رئاسة بلدية بورلنغتون.
ترشيح هيلاري نال دفعاًَ قوياً، بعد إعلان مجلس تحرير صحيفة «نيويورك تايمز» تأييده خوضها انتخابات الرئاسة عن الديموقراطيين، إذ وصفها بأنها «واحدة من أكثر مرشحي الرئاسة المؤهلين على نطاق واسع وكبير في التاريخ الحديث».
استطلاع «دي موين ريجيستر» أفاد بحصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب على 28 في المئة من نيات التصويت، في مقابل 23 في المئة لخصمه سيناتور تكساس تيد كروز. وانتقد ترامب كروز قائلاً: «كان مواطناً كندياً قبل 15 شهراً». واعتبر الأمر «مشكلة»، مستشهداً بخبراء دستوريين يؤكدون أن السيناتور قد يكون ليس مؤهلاً لخوض السباق، وهذا ما يرفضه آخرون. ويدعم كروز، عشرات من القساوسة الإنجيليين وشخصيات من الحركة المسيحية المحافظة كروز.
في المرتبة الثالثة بين الجمهوريين يحلّ سيناتور فلوريدا ماركو روبيو (15 في المئة) الذي يحشد عدداً ضخماً من الأفراد في التجمعات.
وبعد ولاية آيوا، سينتقل المرشحون إلى نيوهامشير شمال شرقي الولايات المتحدة، حيث ستُنظم الانتخابات التمهيدية في 9 الشهر الجاري.
في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن أوباما سيزور بعد غد مسجداً في بالتيمور بولاية ميريلاند، دفاعاً عن حرية المعتقد بعد زيادة الخطاب المعادي للمسلمين، وذلك في أول زيارة له رئيساً، إلى جامع في الولايات المتحدة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض أن أوباما سيزور مسجداً تابع لـ»الجمعية الإسلامية» في بالتيمور، والذي يدير أيضاً مدرسة ابتدائية ودار حضانة ومركزاً لتقديم المساعدة والتدريب والخدمات الصحية.
وأضاف أن أوباما يريد «تكريم المساهمات التي قدّمها المسلمون الأميركيون لأمّتنا، وإعادة التأكيد على أهمية الحرية الدينية». كما سيجري حواراً مع مسلمين ويلقي خطاباً «سيجدد فيه تأكيد أهمية أن نبقى أوفياء لقيمنا الأساسية المتمثلة بالترحيب بشركائنا في المواطنة، والتنديد بالتعصب، وحماية تقليد حرية العقيدة في أمّتنا».
وسبق لأوباما زيارة مساجد خارج الولايات المتحدة، علماً أن مسلميها مستاؤون بعد دعوة ترامب إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، اثر قتل زوجين مسلمين 14 شخصاً بالرصاص في ولاية كاليفورنيا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.