خطاب القائم بالأعمال في السفارة الايرانية بنواكشوط

جمعة, 02/12/2016 - 14:42

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر وجعلنا من خير اعوانه وأنصاره والمستشهدين بين يديه.

معالي السيد/ محمد ولد خونه

وزير التجهيز و النقل

معالي السيدة/ خديجة أمبارك فال

الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون

سعادة السيد/ محمد الأمين مولاي علي

الأمين العام بالنيابة لوزارة الشؤون الخارجية

سعادة السيد/ با صمبا

مدير التعاون الدولي , مدير الشؤون الأمريكية والأسيوية بالنيابة

سعادة السيد/ محمد ولد عبد العزيز

مدير التشريفات بوزارة الشؤون الخارجية

أصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية،

السادة النواب

السادة رؤساء  الأحزاب

السادة الحضور الكرام،

ايها الاخوة و الاخوات،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

يطيب لي إن أرحب ترحيباً حاراً يليق بضيوفنا الكرام على تشريفهم ومشاركتهم لنا في الذكرى السابعة والثلاثين  لانتصار الثورة الإسلامية في إيران ألا وهي الذكرى  السنوية لتوحيد وطننا و شعبنا حيث ارتبطت هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا  بأسمى المعاني  المتمثلة  في إعلاء  كلمة الله  وتوحيد صفوف المسلمين.

هذه الأيام المباركة التي لا تنسى في تاريخ الأمة الصانعة للتاريخ حيث انتصرت الثورة الاسلامية قبل سبع وثلاثين سنة من الآن في نفس هذا اليوم بالقيادة الحكيمة للإمام الخميني قدس الله سره و انتفاضة الشعب الإيراني الأبي المجاهد في سبيل الله و المضحي بروحه ودمه وأثمرت دماء الآلاف من الشهداء  وتم إسقاط النظام الجائر و المستبد و  انتصرت الثورة بالتمسك و الهتاف باسم الله الأعظم وألهمت من الثورة العاشورائية  للإمام الحسين عليه السلام، ريحانة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.

الثورة الإسلامية هي رهان 70 (سبعين) سنة من التحدي المتواصل لطلب الحرية من مقطع الثورة الدستورية في سنة 1905( ألف و تسعمائة وخمسِ) حتى انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979(ألف وتسعمائة وتسعة وسبعون) و الذي بفضله خرجت إيران من دائرة الاستبداد والتبعية للخارج.

کما قال قائد الاعظم الامام خامنه ای، ان هذه الثورة  ارتبط اسمها باسم قائدها الإمام روح الله الموسوي الخميني  قدس الله سره و بهذه المناسبة  نكرم ذكرى كل أرواح  الشهداء الكرام  الذين جاهدوا لإعلاء كلمة  الإسلام و حفظ استقلالية  البلد.

وتوجت هذه الثورة المباركة بتحقيق شعار استقلال - حرية – جمهورية إسلامية وهذا الشعار كان المحفز الأصلي  لهذه النهضة  لطلب الحرية و الاستقلال ونفي  السلطة  الخارجية . الثورة  في عمرها الممتد على سبع وثلاثين سنة تعرضت  للكثير من التحديات الخطيرة  حيث واجهت موجة ابادة و تصفية لرموز الثورة و حرب أهلية والعديد من محاولات اانقلابات  عسكرية و مخملية وقد فرضت عيها الحرب لمدة   8 ( ثمانية) سنوات  كما فرض الحصار الاقتصادي  الظالم  الذي  لم يسبق له مثيل في التاريخ. إن  هذه  التحديات  اذا مورست  على  بلد ثان يمكن أن تكون كفيلة بإسقاط النظام أو إفشال البلد. وعلى الرغم من كل هذه  التحديات المختلفة  و المعقدة  فإيران حاليا تنعم بفضل الله  بالأمن  والسلم  خاصة  في المنطقة  التي  تعرف الفوضى  والالتهاب و الحروب بشتى أشكالها.  

معالي الوزرا

أيها الحضور الكرام

إن الوصول إلى الأهداف و الآمال  الرفيعة  المبنية على تأسيس مجتمع إسلامي نموذجي سالم و مزدهر مازال ينقصه الكثير  للوصول  ولكن هذا القطار يوجد حاليا على السكة  الجيدة لأن الإمكانيات  الذاتية للبلد مع وجود أجيال شابة و متعلمة و مضحية  و قيادة حكيمة وواعية و مدبرة اليوم  والظروف الدولية المناسبة  تزيد  من سرعة  القطار للوصول الى محطته بسلام.

إن تحقيق هذه الأهداف ليس بالشيء الصعب على الشعب الإيراني فالأمة و الدولة و القيادة  مصممة عن طريق الوحدة و الإتحاد على تحقيق التقدم و الأعمار ودفع أي تحدي بهذا الشأن .

فالثوار الإيرانيون في الأيام الصعبة للثورة المجيدة أثبتوا هذا النوع من القابلية لأنهم متفائلون جدا بالمستقبل وخاصة بتضحيتهم لمصلحة الثورة والبلد بدون أن يكون هناك تقصير حيث أن كل المجتمع الإيراني ساهم في هذا التنافس العظيم والمعنوي.

إن انجازات  ودور الثورة الإسلامية  في التقدم العلمي  غير قابلة للنفي  حيث أن إيران في الماضي البعيد كانت مهدا للرياضيات والعلوم  والطب  والفلسفة و العرفان وعلى الرغم من كل التحديات السياسية  والاقتصادية  الخارجية  تم التركيز على تطوير القدرات و الموارد البشرية  من أجل تجديد  هذا الزمن الذهبي و استعادة الدورة الحضارية.

بعد انتصار الثورة  شهدت إيران النمو العلمي البارز جدا خاصة في الأعوام  العشرة الماضية  من حيث  سرعة الإنتاج العلمي حيث حازت دائما المرتبة  من 1 الى 4  وكانت إحصاءات الطلاب الإيرانيين في فترة الثورة فقط 154000 (ألف ومائة وأربعة وخمسون) طالب في حين يبلغ عدد الطلاب اليوم 5 ملا يين طالب  تمثل البنات  70( سبعين) في المائة  منهم. و تحتل إيران مراتب متقدمة في مجالات العلوم الطبية والتكنولوجيا.

إن نظام الحكم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مبني على وجود مؤسسات قوية تعكس ديمقراطية فعلية أصيلة  حيث أن الشعب هو من يختار ويصوت لمن يقوده  من رئيس الجمهورية  و أعضاء مجلس خبراء القيادة الذين ينتخبون و يراقبون عمل القائد والمندوبين البرلمانيين في مجلس الشورى الإسلامي و مجالس المدن والقرى  الذين  ينتخبون مباشرة  من الشعب   .

في عمر الثورة القصير بمعيار تاريخ الأمم  انعقدت 37( سبعة وثلاثين) انتخابات عامة  متعددة و بنتائج متنوعة و هذا دال على شفافية انتخابات الشعب الايراني  حيث يتم تبادل السلطة بشكل سلمي بين مختلف تيارات الثورة و هو ما يمثل فخرا وعزا للدولة الاسلامية  وضمانا لقدرتها على مواجهة  التحديات.  وفي الأسبوعين القادمين سيتم بإذن الله التصويت في ايران  لانتخاب أعضاء مجلس خبراء القيادة  وأعضاء مجلس الشورى (البرلمان)  وسوف يتنافس 6200( ستة الآف ومائتين) مترشحا لشغل 290( مائتان وتسعون)  مقعدا برلمانيا.

إن سياسة إيران الخارجية شفافة و بارزة لأن لديها مبادئ مشخصة و محددة تعتمد معايير حسن التدبير و العقلانية و تقوية روابط الأخوة و التعاون.

فالجمهورية الإسلامية  الإيرانية  هي دولة مسئولة  و ملتزمة  بإجراء كل تعهداتها الدولية وفي المنطقة  وبدون شك فإن مشروع  عبثية «الإيران- فوبيا»قد انهار و الاتفاق النووي  مع الدول  العظمى  كان أهم شاهد على هذا الانهيار و نفس الاتفاق  هو حصيلة  انهيار  هذا المشروع  الكاذب.  إن إمكانية التراجع عن  الاتفاق  النووي  ومتابعة سياسة «الإيران- فوبيا» باتت  مستحيلة.   و اليوم بات الإرهاب و العنف تحديا لكل العالم وإننا نريد التعاون الصادق والجدي مع كل العالم و خاصة الدول الإسلامية لنزع بذور الإرهاب و العنف.

إن فخامة الدكتور حسن روحاني كرر مرارا أن الأولوية في السياسة الخارجية الإيرانية هو بناء صداقة قوية مع دول الجوار و تقوية المنطقة وإحياء السلم و الاستقرار فيها و التعاون البناء مع كل العالم.

 و كما تعلمون  فقد طرح  فخامته   شعار «عالم ضد العنف و ألتطرف, حيث كسب  موافقة  أعضاء الجمعية  العامة  للأمم  المتحدة  سنة 2013 ( الفين وثلاثة عشر) خلافا للادعاءات الكاذبة بأن إيران تريد ممارسة السيطرة على بلاد المنطقة  بل كما قال فخامة الرئيس  حسن روحاني  إيران تريد منطقة قوية منبعثة  من التعاون البناء بين الدول لصالح الشعوب .

أيها السادة والسيدات

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشقيقتها الجمهورية الإسلامية الموريتانية، رغم البعد الجغرافي، من المحيط إلى خراسان،  تتشاركان في الكثير من المجالات السياسية و الاقتصادية و الثقافية  و الكثير من وجهات النظر و المواقف المشتركة .

إن العلاقات الإيرانية الموريتانية قديمة و متينة حيث شهدت تبادل العديد من الزيارات على أعلى المستويات لدى السلطات الإيرانية والموريتانية حيث تم تبادل الزيارات بين رؤساء الجمهوريتين.  

و يدل تبادل الزيارات على أن علاقاتنا الثنائية  تنمو بشكل مستمر وهذا يمثل انعكاسا  للعمق المتزايد الذي حققه التفاعل السياسي بين بلدينا  الشقيقين  و الإرادة الصادقة لقيادتيهما لتطوير و تعزيز  العلاقات  الثنائية والأخوية بما يخدم المصالح العليا  لشعبينا المسلمين.

إن الجمهورية الاسلامية الايرانية  بموقعها الإستراتيجي وباقتصادها القوي  القائم على الابتكار و المعرفة وبمجتمعها المتعدد الثقافات على استعداد تام للمضي قدما في شراكة وثيقة مع شقيقتها الجمهورية الإسلامية  الموريتانية.

مرة أخرى أجدد لكم الترحيب الحار و الشكر الجزيل  وسلام عليكم ورحمة الله  تعالى وبركاته.

و كل عام و الثورة الإسلامية في تقدم مستمر

خيلی  متشكرم.