كشفت بعض المصادر صحفية، عن قصة قصر "بلغوا" سن الرشد داخل غياهب السجون الموريتانية.
فهؤلاء ثلاثة، جمعهم "التشرد" في شوارع العاصمة الموريتانية نواكشوط، وأرغمهم على إمتهان التلصص، تارة يتم إستغلالهم من طرف "الكبار" في الوصول إلى المنازل، وبالذات إلى غرف نومها، وتارة ينفذون العمليات بأنفسهم للفوز بالمسروقات دون غيرهم، فأحيلوا مرات تلو الأخرى إلى القضاء، الذي كان يضعهم تارة تحت "الحضانة" وطورا يحيلهم إلى سجن القصر، في إنتظار المحاكمة التي عادة ما تصدر عليهم أحكام مخففة، يخرجون بعدها من السجن، ليعودوا مجددا بعد تنفيذ عمليات أخرى، حتى بلغوا سن الرشد، فقرر القضاء أن يكونوا ضم نزلاء السجن المدني في دار النعيم.
وقد كان الثلاثة تعرفهم مختلف الجهات القضائية بقصر العدالة في نواكشوط، وتعودوا على مداخل ومخارج القصر، وتعرفوا على كل الكتاب والبوابين، بسبب كثرة إحالتهم إلى هناك.
نفذ هؤلاء عديد العمليات في مناطق متفرقة من العاصمة، ولما بلغوا سن الرشد تفرقوا وأصبحت لكل منهم جماعته التي ينفذ معها العمليات، فكان "سعيد صار" زعيما لجماعة تنفذ العمليات في الأحياء الراقية على المنازل والمكاتب، وصعد نجمه حتى أصبح من "الكبار"، الأمر الذي مكنه من قيادة أكبر تمرد وفرار داحل السجن المدني بدار النعيم الأيام الأخيرة، بعد تمكنه مرات من الفرار من قبضة الأمن.
ثاني هؤلاء القصر الذين بلغوا سن الرشد المدعو سماح ولد الكوري، الذي لم يكن له من الأهل يتابع قضيته ويتدخل للإفراج عنه سوى شقيقه الدركي، الذي تخلى عنه في النهاية، بعد أن فشل في تقويمه وإعادته إلى جادة الصواب، فالمعني كان ينفذ العمليات وهو طفل قاصر، ولم يخلو منزل ولا مكتب منه حتى وصل إليه، بل تم أستخدامه مرات من طرف كبار اللصوص في تنفيذ عمليات، بعضها خارج العاصمة، وهو متخصص في إبتكار طريقة للوصول إلى غرف النو وماهر في "إستعطاف الضحايا"، الذين عادة ما يسحبون منه الشكاوى، فيصبح وجوده في السجن بدون طرف مدني، الأمر الذي يخفف عنه الحكم أو يساعد في الإفراج عنه.
الثالث هو المصطفى ولد قدوري، الذي كان هو الآخر ينفذ العمليات طفلا، حتى بلغ سن الرشد، فواصل على نفس النهج، فأعتقل وحوكم تارة بأحكام مخففة وتارة بأحكام موقوفة.
إنهم "صبية" فقدوا الحنان والرعاية، فكانت هذه طريقهم –والعياذ بالله-، حتى أصبحوا اليوم من عتاة "المجرمين" في عاصمة موريتانيا نواكشوط