نبذة عن حركة 25 فبراير

خميس, 02/25/2016 - 16:08

حركة موريتانية شبابية، تدعو إلى التغيير بطريقة سلمية، تشكلت من شرائح اجتماعية موريتانية مختلفة وتوجهات سياسية وفكرية متعددة، منفتحة على الجميع في إطار العمل لمصلحة البلد.

النشأة والتأسيس
تشكلت حركة شباب 25 فبراير بموريتانيا في خضم موجة الثورات والانتفاضات التي شهدها عدد من الدول العربية. وقد تكونت من مجموعة من المبادرات والمجموعات التي بدأت نشاطها على صفحات المواقع الاجتماعية وخصوصا الفيسبوك إثر الثورات العربية التي اجتاحت عددا من الدول العربية مطلع العام الجديد 2011.

من أهم تلك المجموعات الناشطة على الفيسبوك “موريتانيون لطرد العسكر”، و”معا لإسقاط عزيز”، و”ديكاج عزيز”، و”ساكت لاش؟”، و”شباب يريد الإصلاح”، ويتفاوت حضور ونشاط هذه المجموعات وعضويتها على صفحات الفيسبوك.

التوجه الأيديولوجي
لا يربط مكوناتها توجه فكري ولا سياسي واحد، وإنما تجمعها أهداف توافقت عليها، وعلى رأسها إقامة دولة ديمقراطية مؤسسية تكون فيها السلطة للشعب ولا وصاية فيها للعسكر، تعزيز الوحدة الوطنية ومحاربة كافة أشكال العنصرية والتهميش، ومراعاة الأسعار لقدرات الفئات الأكثر فقرا وتوفير الرعاية الصحية، بالإضافة لوقف ” النهب الممنهج لثروات البلاد وأرزاق العباد واستغلالا أمثل لتلك الثروات”.

وعن كيفية تحقيق هذه الأهداف، تقول الحركة إن ذلك يتم بتوعية الشعب الموريتاني بحقوقه وزرع الثقة فيه بإمكانية اختيار مصيره، واستخدام كافة وسائل المقاومة السلمية، والتعاون مع مختلف فعاليات المجتمع الموريتاني التي تشاركها هذه الأهداف.

المسار السياسي
قامت المجموعات الشبابية في بداية أمرها بدعوة الشباب الموريتاني إلى التجمع والتكتل لإحداث تغيير حقيقي وعميق في البلاد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات والشعارات.

دعت بعد ذلك إلى مظاهرة جماهيرية يوم 25 فبراير/شباط 2011 حضرها عدد محدود من الشباب، لكن ذلك الحضور المتواضع ظل ينمو ويكبر حتى وصل إلى أعداد معقولة، كما تم في أثناء ذلك تشكيل شبه قيادة مؤقتة وإطلاق اسم منسقية شباب 25 فبراير على مجمل الحراك.

تعاطى النظام في البداية مع شباب الحركة بقدر من الإيجابية، وسمح لهم بالقيام بنشاطاتهم في الساحة الرئيسية بالعاصمة نواكشوط (ساحة بلوكات)، لكنه سرعان ما أنهى تلك الهدنة المؤقتة مع الشباب، واتجه إلى التصعيد في مواجهة الحراك الشبابي، حيث منعت السلطات الأمنية الشباب من التظاهر في ساحة بلوكات، وسمحت لهم بالتظاهر في ساحات أخرى.

أصر الشباب على التظاهر في تلك الساحة التي تحولت مع الوقت إلى أحد عناوين الصراع بين السلطة والشباب بسبب ما اعتبره المتظاهرون بيعا غير شرعي لتلك الساحة التي احتضنت أولى المباني المقامة في العاصمة لدى إنشائها في بداية ستينيات القرن الماضي 

لم يدم شهر العسل طويلا بين مجموعات الحراك الشبابي التي تنتمي إلى مختلف المشارب السياسية والفكرية، فسرعان ما دبت الخلافات بينهم حين أعلن بعض قيادة المنسقية بعد نحو شهر من النشاط عن إعادة هيكلة قيادتها من أجل إفساح المجال أمام بعض المبادرات والأطراف الشبابية التي “أثبتت جديتها واستقلاليتها لشغل مكانة قيادية في المنسقية”.

لم يكن ذلك سوى إيذان بخروج المجموعات الشبابية الأخرى التي تقول المنسقية إنهم شباب أحزاب. كان الخلاف في أصله بين المجموعات الشبابية يعود إلى أسلوب وطريقة العمل بين من يدعو لوضع هياكل إدارية ثابتة وإنشاء أقسام وفروع في كل أرجاء البلاد.

في حين رأى آخرون أنه لا داعي للتسرع في ذلك وإنه ليس من الضروري في البداية تشكيل هياكل لحراك، يعتمد في نشاطه وحركيته على العفوية والتلقائية، وعلى المتعاطفين الذين لا تجمعهم انتماءات سياسية واحدة، وإنما توحدهم أهداف التغيير ووسائل النضال.

أدت تلك الخلافات إلى انقسام المنسقية إلى قسمين أحدهما احتفظ باسم المنسقية ويتألف من عدد من الشباب المحسوبين على الحركة اليسارية (ضمير ومقاومة) وعلى التيار المناهض للعبودية، وعدد آخر من الشباب الذين لا يعرف لأكثرهم انتماء سياسي محدد.

أطلقت المجموعة الثانية على نفسها ائتلاف شباب 25 فبراير، وتتكون من عدد من الشباب المحسوبين على أحزاب المعارضة مثل حزب تكتل القوى الديمقراطية، وحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، وحزب اتحاد قوى التقدم، وحزب اللقاء الديمقراطي، وعدد آخر من الشباب الذين لا تعرف لهم انتماءات سياسية.

تعرضت المجموعة الأولى -التي احتفظت باسم المنسقية- لانشطار جديد بعد انشقاق مجموعة من شبابها إثر ما تردد عن تعيينات ولقاءات جمعت بين بعض قادتها مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

أثرت تلك الانقسامات على شعبية حركة شباب 25 فبراير وتراجع أثرها.

تراوحت الشعارات والمطالب التي رفعتها الحركة بين الدعوة لإسقاط النظام بشكل كامل، وهو المطلب الذي كان حاضرا بقوة في المرحلة الأولى من تأسيس الحركة وبين الدعوة إلى إصلاحات جذرية سياسية واجتماعية.

اعتبر البعض أن تعثر مسيرة الحركة المذكورة يرجع لمفاوضة بعض نشطائها لنظام محمد ولد عبد العزيز والانضمام إليه، مما أساء لحراك الشباب وحد من التعاطف الشعبي والشبابي معه