أخي الفاضل، بعد ما يليق بمقامك من تحية وتقدير، اسمح لأخيك الصغير أن يصارحك بأنه يجد صعوبة كبيرة في مقاومة إغراء إطلاق لسانه في ذكر مثالبك ومعايبك. لأن فعلتك بدت له غير مبررة، فما أكثر الأحذية الأخرى عند مدخل المسجد، وبعضها «شباشب» من «الريّة» مخصصة أصلاً لوضوء المُصلين، ولا حرج في أخذها واعتبارها لُقطة، أو عارية من عند مسجد.
أقول لك هذا تذكرة فقط، لأن الذكرى تنفع المؤمنين، وخاصة أنك رجل من أهل الخير، وأحد المختلفين على المساجد. وأعرف أن ظروفاً صعبة أو ضائقة طارئة هي ما دفعك لانتقاء حذاء جديد. بارك الله لك فيه. وأتمنى أن يأتي على مقاس قدمك، لأن الحذاء غير المواتي أو الملتبس أو الملبوس على غير مقاس مؤلم وممرض ومُمِض، وقاك الله شره، ورزقك خيره، وأدامك البارئ في حفظه، وبه أعوذ من شر نفسي.
خذ الحذاء بقوة، هنيئاً مريئاً، غير ملُوم أو مذموم. وأنا أعرف أن صاحب الحاجة أعمى، وأنك تعدَّيت على حذاء أخيك ألفة ومودة وحسن ظن به. وبسبب ضائقة نسأل الله أن تنفرج وقد اشتدت، وأن ينبلج صبحها وقد امتدت. بسط الله لك في الرزق، ونصرك عند الخلق. وهو ربنا ومولانا عليه توكلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل.
Mohamed Echinguiti