تعيش المناطق المالية المحاذية للحدود الموريتانية معارك دامية بين القاعدة والقوات الفرنسية منذ أسبوعين، وسط متابعة حذرة لما يجرى فى الشمال المالى من قبل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية بموريتانيا. واستهدفت القوات الفرنسية قوافل المسلحين فى الشمال المالى بعد عمليات نوعية نفذتها القاعدة فى العاصمة باماكو والعاصمة البوركينابية "وغادوغو" وهجمات متكررة على القوات الإفريقة المشاركة فى حفظ السلام فى مناطق واسعة من "كيدال" و"تيمبكتو" و"غاو" ، خلفت العديد من الخسائر البشرية المادية، ودفعت ببعض القوى الإفريقية إلى التفكير فى سحب مقاتليها من مالى بعد تخلى الفرنسيين عن توفير الحماية لهم. وترفض نواكشوط الزج بقواتها فى الحرب الدائرة فى الشمال، لكنها عززت من مراقبتها للوضع، ورفعت حالة التأهب فى المنطقة خوفا من تسلل بعض المسلحين إلى أراضيها بفعل الضغط الفرنسى. غير أن القوات الفرنسية تواجه مشكلة جدية بفعل صعوبة التعامل مع المسلحين الزنوج المنتمين للقاعدة (حركة ماسينا)، حيث ضاعفت أخطاء الجيش المالى بحق "الفلان" من الحماية التى يتمتعون بها داخل الحيز الجغرافى الذى ينشطون فيه، كما أنهم يستخدمون وسائل تقليدية فى التحرك داخل المنطقة، وباتوا رأس الحربة فى مواجهة القاعدة وخصومها بالمنطقة عبر عمليات مركزة ومحددة الأهداف.