شيء ما يشدني "يشدك" وشيء آخر أشده أنا "أنت" بطبعنا فرضا , فضولا أو حبا للتطلع أو التعارف أو أي كان اسم المفعول الذي سنستخدمه تبريرا للآخر عن دخولنا عنوة عالمه الافتراضي,
بكل ما نحمله معنا من سذاجة المنكب البرزخي , وسواء صدق الجميع أو لم يصدقوا بأنني أنا خالد أبن الوليد وأنك أنت الأميرة ديانا سنبقى دائما أنا و أنت صدفة أو عن موعد سابق ضحايا علي الصفحة الأولي من (وجه الكتاب ) FACE BOOK
مذا يخطر في بالك ...
لن نختلف أبدا أنا وأنت علي أنه من الممتع جدا أن نكون شخصين غيرنا , فلطالما رفض الإنسان ذاته علي مر العصور , ولأننا ولدنا بأسماء لا تعني بالضرورة رمزيتها تلك الكاريزما التي نتصورها عن نفسينا , فبالتأكيد ستعني لكلينا الأسماء المستعارة أكثر من مجرد التخفي و لكن سنختلف عندما تصر أنت علي كونك لا تفرق كثيرا عن الشخص الافتراضي الذي عرفته علي الفيس بوك وأخبرك أنا بأنني في قرارة نفسي اعتبرك شخصا (غير سوي) لذلك دعنا نستمر صديقين افتراضين ولندع أشخاصا آخرين يخبرونا قصصهم
السالمة : فتاة من مواليد 1992 تعيش بالصين و تدرس بجامعة هارفارد (هذه معلوماتها علي الفيس بوك) إلتقيتها في الاستراحة بثانوية توجونين أثناء إعدادي هذا التقرير تحكي لي قصة وقعت معها تقول : تعرفت على شاب عن طريق الفيس بوك ( لقرض شريف طبعا ) تعارفنا لمدة خمسة أشهر وتطورت علاقتنا لتصبح أكثر من مجرد دردشة عابرة طلبت من ذلك الشخص إعطائي رقم هاتفه وبعد ثواني وصلتني رسالة تحمل رقما كنت أخشى حتى النظر في عيني صاحبه , إنه رقم هاتف عمي شقيق أبي والذي يكبره بسبعة أعوام , وتنهي قصتها ضاحكة عمي الآن يطلبني للزواج
رواية السالمة ذكرت حنان بقصة أخري وقعت مع (صديقة لها) قامت بتصويرها أخرى صورة من النوع الذي لا نرغب في أن يراه الغرباء, وقامت بنشرها علي صفحات الفيس بوك وقد هدد والد تلك الفتات بقتلها وقامت أمها بطردها من المنزل وهي الآن تقيم مع إحدى جاراتهم السابقة في مقاطعة عرفات .
يعقوب هو أيضا وقع في أحد أفخاخ الشبكة العنكبوتية أثناء إحدى غزواته الليلية يقول : أنا أيضا تعرفت على إحداهن وأرسلت لي صورا لها وفي النهاية اكتشفت أنها ليست رجلا ولا امرأة ....
علق فلان على حالتك
كثيرة هي المجموعات الاجتماعية وكثيرة هي أسمائها بقدر معدل السخافة في هذا البلد علي مقياس من واحد إلي عشرة , مجموعات أنشأت للتعارف وأخرى للأدب والسياسة والترفيه وأخرى لا لشيء سوى أن أحدهم يحاول أن يضع كلمة "مجموعة" في جملة مفيدة ويبقى قاسمها المشترك هو نجاحها دائما في جعلك تموت غيظا , وسواء كنت موجودا أو غير موجود , و بعلمك أو دونه ودون أدنى اعتبار لرغبتك ستجدك عضوا في إحداها بإضافة من صديق "عزيز" يصعب عليك حتى تهجأة اسمه الحركي وبالرغم من معرفته أن مجموعته لا تعكس توجهك ولا إرادتك ولا حتى شعورك بالفضول فسيبارك لك بنفسه انضمامك إلي قائمة المغفلين وقبل أن تقوم بحذف نفسك من تلك المجموعة ستجدك علمانيا وليبراليا ويمينيا يساريا في الوقت نفسه ولن تجد عذرا فأنت من وافق على صداقة ذلك الشخص أصلا
"أخديجة" ذهبت إلي ربها
عشرات إن لم نقل المئات من الصور الفاضحة لبنات شنقيط باتت منتشرة علي صفحات الفيس بوك وبطاقات الذاكرة للهاتف النقال وأعني بالفاضحة "فاضحة جدا" فجميعنا ندرك أن ما كان فاضحا في الماضي أصبح اليوم اعتياديا ورغم اختلافنا الجذري علي ما تعنيه كلمة "فاضح" إلا أنني سألتمس لك العذر سيدتي فأنا أدرك أن إحساسك بأنك جميلة يمنعك من التفكير في عاقبة نشر صورتك تلك , وأعرف تمام المعرفة أنك لن تكوني جميلة جدا بدون آلاف المعجبين ثم أن وجها باسما علي حائطك لا يستوجب كل هذه الضجة ولكن أريدك فقط أن تعلمي غاليتي أن خدعة بطاقة الذاكرة التي ضاعت وصاحب المحل الذي دخلت عليه لتحميل بعض الرنات فقام بنشر صورك لم تعد تنطلي علي أحد وأتوسل إليك أن ترفضي لنرجسيتك طلبا واحدا وتقومي بشطب وجهك قبل أن يتحول إلي شيء لآخر أكثر من وجه
تسجيل الخروج
نحن مجتمع مغرم بسلبيات الأمور وقل ما نرى الجانب الإيجابي لشيء جديد علينا ولأننا كائنات تقهقرية وللغياب التام للرقابة صار لزاما علينا أن ندرك علي الأقل خطورة ما تفعله مواقع التواصل الاجتماعي تلك فبسببها أصبح كل موريتاني الآن يتملك شخصيتين إن لم نقل ثلاثة بغض النظر عن التفسير العلمي ل( الشيزوفرينيا ) ولتتأكد عزيزي القارئ بأنك لست وحدك المصاب حاول قبل الضغط على زر الخروج أن تدخل صفحة كاتب تعجبك كتاباته ودقق قليلا في تلك الكلمات وستلاحظ أنك معجب فقط بجوجل فكلنا ننسخ ونلصق علي تلك الصفحات إلي من رحم ربك …..نجم موريتانيا يكشف حقيقة اعتزاله دوليا
إعداد الزميل لمرابط ولد الزين مقدم البرنامج الأشهر في موريتانيا خدمة العللاء