أنباء أطلس تلتقي بنت البرناوي خلال رحلة الكشف في الأمثال الشعبية لثقافة البيظان..

سبت, 03/26/2016 - 16:56

أبوفاطمة - (نواكشوط): تعتبر الأمثال الشعبية مرجعا أساسيا في ثقافة المجتمع البيظاني، لكونها تجسد في مجملها النظرة الأصيلة للمرأة مقابل القوامة للرجل.

ولأن هذه الأمثال تعتمد أساسا على الرواية الشفهية، حيث تتوارث عبر الأجيال.

فإن نظرة المجتمع تجاه المرأة تغيرت بعد أن جمعت حديثا بين الأصالة والمعاصرة.

ونظرا لما يعانيه تراثنا من الإهمال مع غزو فكري تجتاحه رياح العولمة يبقى تراث المجتمع البيظاني بين مطرقة الضياع وسندان النسيان.

وحرصا منها على أن تظل المرأة البيظانية تجسد تلك الأصالة من خلال الامثال الحسانية حتى تبقى ذاكرة حية تساهم في الحفاظ على مكانتها وفي هذا الجزء من تراثها.

ظلت الكاتبة ردحا من الزمن، بعد أن آمنت بالمكسب الثقافي للمجتمع البيظاني.. وقررت أن تمنح وقتها وإمكانياتها المتواضعة في سبيل البحث المتواصل وجمع كل ما تيسر من هذا الكم الهائل من ثقافتنا التراثية الحسانية الأصيلة.

أبت هذه الشابة إلا أن تبحث في متون الأجداد لتشارك في نفض الغبار عن جزء كبير من ترثنا بقي مهجورا وفي طيات النسيان "الأمثال الحسانية"، لتشارك بكتابين الأول عن "المرأة البيظانة" والثاني "صورة الرجل الموريتاني" كل هذا من خلال الثقافة الحسانية أو ما يسمى اصطلاحا بالأمثال الشعبية.

كانت أولى خطواتها نحو تدوين هذا الموروث الثقافي من تراثنا الحساني، أيام كانت تتابع مسلسلا تلفزيونيا مصريا، حين ورد على لسان احدى الممثلات المثل المصري القائل: "حط القدر على فمها تطلع البنت لأمها، ليلفت انتباهها أن في ثقافتها الأم "الحسانية" مثلا، يحمل نفس المعنى وهو: "الطفل تتلب أمه والكدر تنكف أعل فمها".

 

جهود مدهشة

الكاتبة الشابة "لعزيزة منت البرناوي" تفضلت مشكورة بلقاء خصت به "أنباء أطلس" لتحكي وبكل أريحية عن قصة البحث حول كتابة هذين الإصدارين وعن اهتمامها بهذا الموروث الحساني وكذلك عن امكانية الحصول على كل هذه الأمثال بدءا بجمعها وتنقيحها مرورا بالطباعة والتدقيق وانتهاء إلى الإصدار وبشكل مميز وجميل.....

 

"شكرا لكم على الاهتمام بهذا التراث وعلى حرصكم لمشاركتنا في إبراز هذه المجموعة المتواضعة إلى القارئ والمتلقي بصفة عامة.

فعلا هذه المجموعة الأولى أخذ إعدادها قرابة الثلاث سنوات، وقد اعتمدت فيها على جمع وتدوين كل ما تيسر من الأمثال وذلك من مختلف القرى والأرياف الوطنية، أي أني قمت برحلات مختلفة في الداخل حيث كل المناطق التي زرتها مكثت فيها ما بين أربعة أشهر إلى ستة أشهر، رغم اختلاف بعض تعابير سكان الأرياف في جزء خفيف من الأمثلة الحسانية وهو ما يعكس إهتمام كل منطقة بمصطلحاتها وثقافتها الحسانية التي تميزها عن باقي المناطق.

كان الموضوع بالنسبة لي حلما وهدفا دفعت الغالي والنفيس من أجل تحقيقه حتى أساهم في لم شمل هذا التراث الذي بدأ يتناثر وتختفي معالمه بين أيدينا.

ركزت في هذين الكتابين على جمع المعلومة من سيدات تجاوزن الخمسين من مختلف الأوساط البدوية والقروية والحضرية.

وبما أنه لأول مرة يقام بجمع وتصنيف ونشر الأمثال التي تحمل مضامين تتعلق بمكانة المراة داخل مجتمع البظان قمت في إعدادي للكتاب الأول عن "المرأة البيظانية من خلال الأمثال الحسانية" بتصنيف مجموعة الأمثال في الأبواب الستة التالية:

1-      باب الجمال

2-      باب المكان

3-      باب الزواج

4-      باب الأم

5-      باب أخروج

 

إصدار مميز

الكتاب جاء في 150 صفحة من الحجم المتوسط ويحمل صورة من التراث الموريتاني الأصيل تعكس جمال وبساطة المرأة في المجتمع البيظاني.

ولكي تكون الكاتبة منصفة في حق الرجل دون أن تتجاهل صورته في الثقافة الشعبية، من خلال هذا التراث الثاقفي الحساني، أصدرت كتابها الثاني والذي يحمل عنوان "صورة الرجل في الثقافة الحسانية"

والذي لاشك أنه خطوة مميزة في الحرص على صيانة التراث الشعبي على وجه الخصوص.

ويتضمن هذا الإصدار الجديد ستة أبواب جاءت على النحو التالي:

-        التنشئة والتربية

-        الفتوة

-        التدبير

-        القوة

-        أخروج

 

وتضيف الكاتبة الشابة "لعزيزة بنت البرناوي في معرض حديثها أنه ما دام الحديث منصبا على صورة الرجل في الثقافة الشعبية، فإن هناك إطارا مرجعيا لسلوك القدوة في المجتمع البيظاني وهو ما اختارت له بابا أطلقت عليه "الوصايا" حيث تقول:

"يتعلق الأمر بمجموعة من القصائد الشعبية (أطلع) التي تتضمن وصايا لأبناء، حقيقيين أو متخيلين، يوجه الشاعر من خلال هذه المجموعات نصائح هادفة توجيهية بامتياز، غير أن الخطاب موجه –في الواقع- إلى الجميع، وما يتم الحديث عنه في تلك القصائد هو قواعد السلوك العام الذي يجسد الضمير الجمعي".

هذا ويتضمن هذا العمل الأدبي خمس مائة مثل حساني، تميزت ولأول مرة في ترتيب ممنهج حيث جاء تبويب الكتاب حسب التصنيف الموضوعي لكل مجموعة من الأمثال.

الكتاب جاء في 222 صفحة من الحجم المتوسط وبغلاف ملون يحمل صورة الرجل البيظاني القديم وهو على مركوبه المعروف بالناقة.

 

ختاما

السيدة "لعزيزة" بنت البرناوي قدمت المراة في كتابها الأول بشكل مصنف وممنهج، كما أعطت للرجل تعريفا شاملا بالنص والصورة وهو ما استطاعت أن تجسده في الكاف التالي:

قدمت المرأة بالتصنيف.... فاكتاب اله ذوك يوره

والراجل ذهو تعريف..... شامل لاخبار بالصورة