نواكشوط تحتضن اجتماعا إقليميا حول مواقع التراث العالمي في الدول العربية

أحد, 03/27/2016 - 21:44

احتضنت العاصمة الموريتانية  نواكشوط اليوم الأحد أشغال اجتماع إقليمي حول دورالمجتمعات المحلية في إدارة وصون مواقع التراث العالمي في الدول العربية. 

ويندرج تنظيم هذاالملتقى في إطارالمصادقة على توصيات لجنة التراث العالمي ضمن الإستراتيجية الشاملة لتنفيذالاتفاقية المتعلقة بالتسييرالمستديم لموارد التراث العالمي للمجموعات المحلية2012/2022، وفي إطار مواصلة العمل المقرر خلال الاجتماع السنوي للتراث العالمي في المنامة بالبحرين. 

ويهدف الملتقى الذي يشارك فيه باحثون و خبراء في الدول العربية وممثلون عن المجموعات المحلية والعمد ومهتمون بالتراث،إلى إبراز دورالمجموعات المحلية في تسيير مواقع التراث العالمي، وإرساء تفكير جاد حول الإطارالذي ينبغي أن تندرج فيه هذه المشاركة ضمن سياق عربي، وتشجيع الشراكة بين المجتمع المدني والمؤسسات العمومية بغية صيانة وتثمين التراث، وتشجيع التعايش الاجتماعي والتكفل ببعض الفئات الاقل دخلا.

كما يهدف الى لفت الأنظار حول الفوائد الاقتصادية لمشاركةالمجتمعات في مواقع التراث خاصة من خلال الصناعة التقليدية والسياحة المستديمة فضلا عن الاستفادة من تجربة حظيرة حوض آرغين وكذاالمواقع التي سيتم تقديمها خلال اللقاء فيما يتعلق بالمجموعات المحلية واشراكها في تسييرالمواقع الثقافية والطبيعية.

وفي هذا السياق قالت يمهله بنت محمد، مديرة التقنين والتوثيق والدراسات القانونية بالامانة العامة للحكومة إن هذه التظاهرة الكبيرة تشكل فرصة سانحة للحكومة لدعم المشاركة الفعالة للتجمعات المحلية في تسييرالمواقع الطبيعية والثقافية ببلادنا .

واوضحت ان اللقاء سيمكن من تسليط الضوء على كيفية ادماج المجتمعات المحلية في تسييرالمواقع الطبيعية الثقافية وتبادل الخبرات البينية على مستوى مواقع التراث كما سيشكل فرصة لدعم المكتسبات وتحديد النواقص ومكامن الضعف في التسييرالتشاركي للمواقع الطبيعية في البلدان العربية.

وبدوره أوضح مدير عام الحظيرة الوطنية لحوض آرغين عالي ولد محمد سالم أن الحظيرة تتمتع بمكانة متميزة مقارنة بمثيلاتها من المحميات الطبيعية في الوطن العربي، وإفريقيا باعتبارها إحدى المحميات البحرية في هذاالعالم مشيراإلى أن ذلك لم يكن وليد الصدفة وإنما كان نتيجة طبيعية لجهود الدولة التي ما فتئت تبذلها في سبيل صيانة وحماية التراث العالمي وتثمينة . 

ونبه في هذاالصدد إلى النهضة التنموية الشاملة التي شهدتهاالبلاد والتي تزامنت انطلاقتها مع مأمورية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز سبيلا إلى رفع تحدي التنمية في دفئ سياسة امنية محكمة لم يكن للتنمية المستدامة فيها بد من أن تأخذ مكانتها المرموقة على سلم أولويات فخامته حيث تحققت الإنجازات الواعدة في المجال الحيوي للحظيرة. 

وأضاف أن حظيرة حوض آرغين تقع اليوم في خضم حراك هائل من التحولات والنشاطات البشرية على البحر وعلى اليابسة مما حدابالمنظمة العالمية لحماية التراث العالمي في شهر يناير 2014 إلى إرسال بعثة لمتابعة وتقصي المخاطر المرتبطة بهذه المحمية في حيزهاالجغرافي الداخلي والوسط المحيط بها . 

وعدد الانجازات التي حققتها الحظيرة على مستوى اشراك التجمعات المحلية في التسيير وفي مقدمتهاالرفع من مستوى تمثيل الساكنة المحلية في مجلس ادارة الحظيرة ونهج سنة التشاورمع الساكنة من خلال ورشة تشاورسنوية في كل قرية من القرى التسع التي تشكل المحمية، وانشاء تعاونيات في مختلف القرى التي تضم فاعلين محليين مع تكوين مستمر للمسيرين، هذاإضافة إلى قيام الحظيرة في سابقة من نوعها بتوزيع مبلغ 50 مليون اوقية من ميزانيتها الخاصة دعما للتعاونيات.

ونبهت ممثلة مكتب اليونيسكوبالمغرب العربي سناء علام إلى أهمية الاتفاقيات الدولية في مجال صيانة التراث العالمي وحمايته وتوصية الدول المعنية باعتماد الاتفاقيات الدولية في هذا الغرض .

واشارت الى أن من أبرز هذه الاتفاقيات اتفاقية 1972 لحماية التراث الثقافي والطبيعي الذي يمثل اهمية استثنائية تجب المحافظة عليه باعتباره عنصرا من التراث العالمي للبشرية جمعاء.

وأضافت أن 79 موقعا تم تسجيلها على لائحة التراث العالمي للانسانية في الدول العربية، 73 منها كمواقع ثقافية و04 مواقع طبيعية وموقعين مختلطين،منبهة الى أن هذه المواقع تشكل إرثا انسانيا لثقافة وتراث يتجذرعبرالعصور ويحمل في طياته بصمات استثنائية تترجم علاقة الانسان بالعمارة او علاقته بالطبيعة.

وأكدت على ان الدول العربية ملزمة في اطار الاتفاقية المذكورة بتقديم تقارير دورية لمنظمة اليونيسكو لاعطاء نظرة حول الانشطة التشاركية التي تقوم بها المؤسسات والمجتمع المدني والجماعات.

وينتظر ان تتضمن فعاليات اللقاء الذي يدوم ثلاثة أيام تقديم عروض حول تجارب مختلف المشاركين في مجال اشراك المجتمعات المحلية في تسييرالمواقع الثراثية، ونقاشات مستفيضة حول الموضوع، كمايتضمن برنامج اللقاء تنظيم زيارة ميدانية لحظيرة حوض آرغين.