تم مؤخرا ملاحظة وجود حالات من سوسة النخيل الحمراء في بعض الضيع في واحة تجكجة بولاية تكانت، ويعود سبب ظهور هذه الآفة إلى استيراد بعض الفسائل من مناطق موبوءة في الشرق الأوسط.
ولمواجهة هذاالاجتياح،أكد السيد محمد ولد اكنيت، رئيس مصلحة حماية النباتات بمديرية الزراعة للوكالة الموريتانية للانباءانه بالنظرالى خطورة هذه الآفة، التي تم الابلاغ عن اول حالة منها في نهاية دجمبر2015،فقد اتخذت وزارة الزراعة اجراءات حازمة وسريعة من أجل محاصرتها في هذاالوكر الاولي والقضاء عليها قبل انتشارها في باقي واحات الولاية وخارجها.
وأضاف أن هذه الاجراءات تمثلت في إيفاد بعثة فنية لوضع استراتيجية في هذا المجال، تلخصت في اعتمادالقضاء عليها نهائيا كوسيلة وحيدة من أجل الحد من انتشارها، فضلا عن المتابعة اليومية للمنطقة الموبوءة، ونصب مصائد فرمونية لجذب الحشرات.
وأشارالى أنه بعد حوالي ثلاثة أشهر من تطبيق هذه الاستراتيجية، تم القضاء احترازيا على حوالي 75 نخلة واصطياد 38 حشرة بالغة وتوزعت الحصيلة على النحو التالي:
-48 نخلة تم القضاء عليها في الشهر الاول
- 20 نخلة في الشهر الثاني
- 7 نخلات في الشهر الثالث.
وقال ان من شأن هذه الحصيلة أن تعطي مؤشرا على فعالية هذه الطريقة وأن الآفة بدأت في الانحسار، منبها في هذاالسياق الى أن وزارة الزراعة أعدت خطة وطنية شاملة لاستئصال هذه الآفة على المستوى الوطني؛ ترتكز على القيام بحملات تحسيس حول خطورتها ووضع مصائد فرمونية للاستكشاف في كافة واحات النخيل على المستوى الوطني.
وأضاف أنه تم، ولأول مرة، تجربة منتج جديد لمكافحة الآفة بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة"الفاو"، يدعى "المصيدةالقاتلة"، حيث تم بواسطته وسم ما يزيد على 700 نخلة في البؤرالمكتشفة في ولاية تكانت، وأن الفرق البرية لا تزال تقوم بمواصلة المتابعة اليومية من أجل العثور على حالات جديدة والقضاء عليها.
ونبه إلى التراجع الملاحظ في أعدادالحشرات المصطادة منذ بدايةالعملية، وكذا في أعدادالنخيل التي تظهر عليها أعراض الاصابة، مطالبا في هذاالاطار بتوخي الحذر وبالزامية المتابعة والصرامة في الاجراءات المتخذة سلفا وبزيادة درجة التحسيس لكل الفاعلين وعلى كل المستويات من أجل منع استيراد أي نخيل من الخارج وتكثيف المراقبة للعثور على أي حالة جديدة ليتم القضاء عليها بشكل فوري.
وذكر بأن قطاع الزراعة كان قدأصدر مقررا سنة 2014 يحظر استيراد أي نخيل من الخارج، ونظم بالمناسبة دورات وورشات تكوينية وتحسيسية لجميع الفاعلين من أجل حثهم على الحذر من استيراد النخيل من المناطق الموبوءة في العالم بدون ترخيص مسبق، اضافة الى فتح نقاط مراقبة عندالمعابر(الميناء،نقطة 55 كلم على طريق نواذيبو-نواكشوط، معبر روصو ومطار نواكشوط) من أجل السهر على تطبيق المقرر المذكور.
كما تم اصدار مقررجهوي في ولاية تكانت يمنع نقل فسائل النخيل بين وديان الولاية كأول اجراء من نوعه لتفادي انتشار الآفة.
وأشار إلى أن حماية النباتات تخضع للقانون رقم 42/2000 الذي يرسم استراتيجية الاستيراد،اذ يلزم أي مواطن بتقديم استمارة استيراد لأي شكل من أشكال النباتات للمصالح الفنية المختصة للبت فيها،مضيفاأن مقرر سوسة النخيل الحمراء ينص على أن مكافحتها مسألة الزامية وانه على المزارع ابلاغ مصالح حماية النباتات في أجل أقصاه 15 يوما عند ظهوراي حالة اصابة ،و أن القضاء على هذه الاصابة يتم تحت اشراف المصالح الفنية المختصة ويتحمل المزارع تكلفة الازالة،الا أن الدولة في هذه الحالة تكفلت بعمليات الازالة و المتابعة نظرا لخطورة الآفة.
وقد ظهرت آفة سوسة النخيل الحمراء نهاية القرن ال19 في شبه القارة الهندية، وعبرت موطنها الاصلي لتجتاح أكثر من 46 دولة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وأوروبا والامريكيتين".
وام