رغم الاجراءات المتخذة مؤخرا من وزارة التعليم العالي بخصوص المنح الخارجية، واستخراج أزيد من 2000 منحة داخلية إلا أن بوادر أزمة في مؤسسات التعليم العالي بدأت تلوح في الأفق بسبب ما تصفه النقابات الطلابية هدم المكتسبات الطلابية وتعنت الوزراة المعنية وضعف تعاطيها الشريك الطلاب.
انفراج مؤقت
كانت بداية الأزمة حينما اتهمت النقابات الطلابية في الداخل والخارج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بقطع منح الطلاب في الخارج، ليبدأ التصعيد الطلابي الذي بلغ مداه مع الطلاب الموريتانيين بالجزائر الذين وصل بهم الحد إلى الاضراب عن الطعام احتجاجا على قطع منحهم، وهو الاضراب الذي أصيب على اثره الطالب بالاغماء وتم نقله بالفعل إلى مستشفى بالجزائر.
وهكذا تصاعد الصوت الطلابي في الداخل والخارج، ففي الخارج نظم الطلاب الموريتانيين في كل من تونس والمغرب وقفات تضامنية مع الطلاب في الجزائر، ورفضا للمراوغة التي تقابل بها الوزارة مطالبهم المتعلقة بالمنح، كما هدد الطلاب الموريتانيون بالسودان بحراك تضامني مع طلاب المضربين في الجزائر.
وفي موريتانيا نظم الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا في نفس الأثناء وقفة تضامنية مع الطلاب في الخارج.
غير أن الوزارة سارعت إلى إصدار بلاغ يلغي ويحل محل البلاغ السابق رقم 002 والمذاع 10 مارس 2016، المتعلق بالمنح، ودعت من جديد الطلاب الموريتانيين الدارسين بالخارج الراغبين فى الترشح للمنحة الوطنية لايداع ملفاتهم لدى ادارة التعليم العالي بنواكشوط او لدى البعثات الدبلوماسية الموريتانية في البلدان الموجودين بها وذلك ابتداء من 01 الى غاية 15 ابريل 2016.
وفي الوقت الذي يمكن اعتبار هذا البلاغ حلا أو انفراجا مؤقتا، إذ بموجبه أنهى الطلاب الموريتانيين بالجزائر اعتصامهم، بل إضرابهم عن الطعام، وفتح آمالا جديدة لدى بعض الطلاب في زيادة عدد الممنوحين، إلا أن الائتلاف الموحد أعتبره حلا ترقيعيا مرفوضا جملة وتفصيلا.
رفض نقابي
وهكذا قال الائتلاف الموحد للنقابات الطلابية إن ما قامت به الوزارة ما هو إلا محاولة بائسة لوأد الحراك الطلابي الرافض للقرارات الجائرة بحق المنح الطلابية.
وضمن الائتلاف المكون من 6 نقابات فاعلة في المشهد الطلابي، بيانه 6 مطالب هي تضمنت فتح استقبال ملفات الطلاب بالخارج وتطبيق معايير التنقيط وبشكل شفاف ، وكذلك تعميم المنحة على طلاب الداخل و الخارج و تعزيز كل المكتسبات الطلابية بدل الإلتفاف عليها.
وأيضا منح طلاب السنة الثالثة من ليصانص وطلبة الماستر المقصيين بسبب السن والانقطاع فضلا عن ضرورة صرف الغلاف المالي المخصص للمنح كاملا وزيادته، بما يضمن استفادة أكبر كم من الطلاب
وشكك الاتحاد في أخر بيانه، في قرارات اللجنة الوطنية للمنح من دون ممثلي الطلاب واعتبارها فاقدة للشفافية في كافة مخرجاتها كما أكد على مواصلته النضال والاحتجاج ضد قرارات الوزارة حتى تتم الاستجابة للمطالب الطلابية المشروعة.
القشة القاصمة
ويقول الطلاب إن رفع معيار التنقيط إلى 7 فما فوق، شكل القشة التي قصمت ظهرت البعير، ذلك أن الأمر يشكل سعيا مشكوفا من الوزارة إلى اقصاء الطلاب بشكل منهجي.
وأضاف الطلاب "الوزارة سبقت وأن نزلت بهذا المعيار إلى 4 نقاط بدلا من 7 غير أنها عادت لتلغي القرار لتعارضه مع مصالحها، غير أن الطلاب –يضيف- متمسكون بمكتسابتهم، ومصلحة زملائهم وبالتالي سيسعون بكل الوسائل المتاحة إلى ارغام الوزارة على التراجع عن القرار باعتباره مجحفا بطلاب يعانون الغربة من اجل التحصيل الدراسي.
الطلاب يرون أيضا أن الوزارة أقصت عددا من طلاب الليسانص والماستر على عامل السن. وهو الأمر الذي ساعد في تعقيد الأزمة الطلابية التي بدأت حلقاتها تستحكم بقوة منذرة بانفجار داخل أغلب مؤسسات التعليم العالي وخاصة جامعتي نواكشوط والعلوم والتكنولوجيا والطب وكذلك المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية.
مطلب انفصالي
من جانبه طالب محمد الامين ولد حمنا رئيس قسم الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا بالمعهد العالي بفصل منح المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية عن اللجنة الوطنية للمنح، وذلك نظرا لما وصفه ب"تعنت وزارة التعليم العالي والتفافها على منح طلاب المعهد وعدم منحها لأي طالب في مرحلة الماستر".
واعتبر محمد الأمين ولد حمنا أنه "من المفاجئ من المعهد العالي مرسومه الرئاسي الأخير عن عدم اعتراف وزير التعليم العالي بإفادة النجاح في مسابقة المعهد".
وأردف رئيس قسم الاتحاد: لقد قامت اللجنة الوطنية للمنح بإقصاء حوالي ألف طالب من المنح والاكتفاء ب85 من أصل 1500 تقريبا، ونحن في الاتحاد الوطني نرفض هذا القرار الجائر وسنواكبه بعدة أنشطة واعتصامات حتى تسترد الحقوق الطلابية كاملة.
"وعليه فإنه أمام هذا التطور المتزايد من قبل وزير التعليم العالي تجاه طلاب المعهد العالي فقد قررنا أن ننظم سلسلة أنشطة مواكبة لهذه القرارات الجائرة" يضيف ولد حمنا.
بلاغ وزارة التعليم
تدعو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الطلاب الموريتانيين الدارسين بالخارج الراغبين في الترشح للمنحة الوطنية لإيداع ملفاتهم لدى إدارة التعليم العالي بنواكشوط أو لدى البعثات الدبلوماسية الموريتانية في البلدان المتواجدين بها، وذلك ابتداء من 01 إلى غاية 15 ابريل 2016.
ولن تنال المنح إلا الملفات التي وصلت سبع (7) نقاط فما فوق، طبقا للمقرر رقم: 1915 بتاريخ 03/05/2009.
ويلغي هذا البلاغ ويحل محل البلاغ السابق رقم 002 والمذاع 10 مارس 2016.
يتكون الملف من الوثائق التالية:
* طلب خطي
* شهادة تسجيل في مؤسسة عمومية عليا برسم السنة الدراسية 2015/2016
* نسخة مصدقة من الشهادات المتحصل عليها
* نسخة مصدقة من الباكالوريا
* نسخة من بطاقة التعريف الوطنية أو جواز السفر.
بيان ائتلاف النقابات
لا يزال طلابنا في الداخل والخارج يواصلون احتجاجاتهم الرافضة لكل تجاسر على المكتسبات الطلابية ، فبعد القمع الذي تعرض له اعتصام طلابنا بالجزائر و اضرابهم عن الطعام و الاحتجاجات المستمرة في كل من المغرب و تونس واصل طلاب الداخل احتجاجاتهم ضد قرارات وزارة التعليم العالي و البحث العلمي التي لا تزداد سوى مواصلة في نهجها الاقصائي للطلاب و المتجاوز لكل حق طلابي مصون.
فبعد نضالنا في الائتلاف الموحد للنقابات الطلابية ونضال طلابنا في الخارج لم تتفتق ذهنية الوزارة إلا عن قرار خجول كان مطبقا طيلة السنوات الماضية وبحلول ترقيعية بعيدة كل البعد عن المطالب الطلابية مبرزة بذلك وجها جديدا من أوجه التلاعب بالطلاب بعد سن القوانين المجحفة بالطلاب والتي تم بموجبها ( إقصاء طلاب السنة الثالثة من ليصانص، إقصاء طلاب الماستر، اقصاء ممثلي الطلاب من اللجنة الوطنية للمنح ، إلغاء اجتماع اللجنة الوطنية للمنح وتفريغها من محتواها ) وضاربة بعرض الحائط كافة المتغيرات الحاصلة من زيادة للطلاب في الخارج وعدم توفر ماستر ودكتوراه داخل جامعاتنا الوطنية.
إننا في الائتلاف الموحد للنقابات الطلابية و أمام هذا التعنت الفج من قبل وزارة التعليم العالي وسعيها المتكرر لتقليص منح الطلاب نؤكد على ما يلي:
1- أن فتح استقبال ملفات طلابنا بالخارج وتطبيق معايير التنقيط وبشكل شفاف هو مكسب طلابي لا جدال عليه، و أن ما قامت به الوزارة ما هو إلا محاولة بائسة لوأد الحراك الطلابي الرافض للقرارات الجائرة بحق المنح الطلابية
2- مطالبتنا بتعميم المنحة على طلاب الداخل و الخارج و تعزيز كل المكتسبات الطلابية بدل الإلتفاف عليها
3- تمسكنا بمنح طلاب السنة الثالثة من ليصانص وطلبة الماستر المقصيين بسبب السن والانقطاع
4- تأكيدنا على ضرورة صرف الغلاف المالي المخصص للمنح كاملا وزيادته، بما يضمن استفادة أكبر كم من الطلاب
5- تشكيكنا في قرارات اللجنة الوطنية للمنح من دون ممثلي الطلاب واعتبارها فاقدة للشفافية في كافة مخرجاتها
6- تأكيدنا على مواصلة النضال والاحتجاج ضد قرارات الوزارة حتى تتم الاستجابة للمطالب الطلابية المشروعة
عاش النضال الطلابي الجاد المسؤول
النقابات الموقعة
الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا
اتحاد الطلبة الوطنيين
الاتحاد المستقل للطلاب الموريتانيين
اتحاد الوفاء الطلابي
نقابة الشعلة الطلابية
الاتحاد الحر للطلاب الموريتانيين
عن جريدة المشعل
