أفادت مصادر إعلامية متطابقة أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وأعضاء حكومته يبذلون مساع حثيثة لإطلاق حوار سياسي شامل في البلاد، يجمع أكبر عدد ممكن من مكونات الطيف السياسي الموريتاني، خلال فترة لا تتعدى شهرين، أي خلال إبريل الجاري أو مايو القادم.
وأفادت هذه المصادر أن ولد عبد العزيز ناقش موضوع الحوار مع الشخصيات التي التقاها خلال الأسابيع الأخيرة، مثل رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بالخير، الذي عقد يوم أمس اجتماعا مع رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه وقادة في منتدى المعارضة أبلغهم فيه استعداد الرئئيس لإطلاق حوار في فترة لا تتعدى الشهرين٠
وبحسب مصدر رفيع في منتدى المعارضة فإن لقاء ولد بلخير مع قادة المعارضة لم يحمل جديدا في موضوع الضمانات التي تطالب بها المعارضة للدخول في حوار مع النظام وهو ما جعل قادة المنتدى يعتبرون أنه لم يحمل جديدا مهما٠
وذكرت مصادر أخرى أن ولد عبد العزيز فوض بعض معاونيه وسياسيين آخرين لإجراء لقاءات مع أطراف سياسية لتحديد شروطها للدخول في حوار سياسي شامل ، واستعداده للدخول فيه من غير سقف، ولا شروط، محذرا في الوقت ذاته من اشتراط نقاش نتائج الحوار قبل انطلاقته٠
ودعا ولد عبد العزيز معارضيه إلى نقاش مفتوح لكل الملفات التي ترى الأطراف السياسية ضرورة نقاشها أيا كان موضوعها، ودون أي خطوط حمراء.
ويأتي حديث الجهات الرسمية عن إطلاق حوار سياسي شامل في وقت أعلن فيه منتدى المعارضة عن تعليق تواصله بشكل نهائي مع الحكومة بعد أن كان على تواصل معها، وخصوصا في يتعلق بالنقاش الدائر بين الطرفين حول الممهدات التي تقدم بها المنتدى، ومطالبته برد مكتوب من الحكومة، وهو ما رفضته الحكومة طيلة الأشهر الماضية.
وأعلن المنتدى في مؤتمر صحفي بنواكشوط الأسبوع الماضي قرار تعليق التواصل مع الحكومة، وذلك على خلفية مطالبة عدد من أعضاء الحكومة بتعديل الدستور، وخصوصا المواد المتعلقة بعدد المأموريات الرئاسية.
كما يأتي في ظل وصف حزبي تكتل القوى الديمقراطية والتناوب الديمقراطي "إيناد" لتواصل بقية أحزاب المنتدى مع الحكومة بأنه يشكل خرقا لميثاق المنتدى ولا يمثله، ويطالبان بقطع أي تواصل مع الحكومة لحين تلق رد مكتوب على الممهدات التي تقدم بها المنتدى للحكومة قبل حوالي عام